حكومة الـ24 وزيرا في الأساس "إختراع جنبلاط"، ومن بنات أفكاره، وليست "أرنباً من أرانب بري" على جري العادة... وجنبلاط تقدم بهذا اإلقتراح للرئيس ميشال عون في لقائهما الأخير في قصر بعبدا، ويروي تفاصيل هذا اللقاء قائلاً "إن عون كان لطيفا في اللقاء"، وأنه أبلغه أنه قدم من تلقاء نفسه وليس وسيطاً. وذكر جنبلاط أنه قال خلال اللقاء إنه "يعرف أن الرئيس الحريري متمسك بصيغة حكومية مؤلفة من 18 وزيرا، وأن الحريري هو ممثل السنّة"، مشيرا إلى أن عون أبلغه أنه يفضل تشكيل حكومة من 20 وزيرا. وقال جنبلاط: "عندها عرضت عليه صيغة الحكومة المكّونة من 24 وزيرا، بحيث يكون لكل تحالف ثمانية وزراء حتى لا يكون لأي جهة ثلث معطل. وأجابني أنه لن يكون هناك ثلثاً معطلاً، فقلت له أنني لست موفداً من الحريري لكنني سأوفد إليه الوزيرين السابقين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغه الإجابة. وهذا ما قمت به". وأضاف: "الحريري لم يكن سعيدا في البداية وأعتقد أنني اضطلعت بهذه المهمة من جانب واحد، ثم أشار إلى أن صيغة الـ24 وزيرا هي فكرة حزب الله. فأبلغناه أن هذه الصيغة تناسب الجميع. ثم هدأ وطلب عدم الكشف عما حصل، فرّد العريضي وأبو فاعور بأن هذا غير ممكن ويجب إبلاغ صديقنا نبيه بري، وهذا ما نقوم به دائما حتى لا يحصل أي تقصير ومن أجل تأكيد التنسيق بين الأقطاب الثلاثة الرئيسية، وهذا ما حدث".
وعن فرص نجاح هذه الصيغة الحكومية، إعتبر جنبلاط أن هناك سببين يرتبطان بالمأزق الحالي، ويتمثلان بضعف
العلاقات غير الجيدة بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بالإضافة إلى الإرادة الإيرانية بعدم تخفيف
القبضة حول لبنان.