قال موقع Good Man Project الأميركي إن منصة FutureLearn، المعنية بالتعليم عبر الإنترنت، أطلقت مشروعاً بالتعاون مع شركة YouGov لأبحاث السوق وتحليل البيانات وذلك لقياس مستقبل وسائل التعليم حول العالم.

إذ يقيس المشروع مستقبل التعليم في جميع أنحاء العالم، ويضم خبرات لثلاث أسواق عالمية، هي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا. ويسلط الضوء على التغيير في المزاج العام الأميركي تجاه التعليم وتأثر المشهد التعليمي بكوفيد-19 وبالقضايا الاجتماعية مثل حركة “حياة السود مهمة”.

صيحات عالمية رائجة

مشروع المنصة الباحث عن مستقبل التعليم قال إن المسح كشف عن أن هناك 10 صيحاتٍ عالميةٍ ستكون رائجةً خلال العشر سنوات المقبلة منها إيمان النساء بأن التعليم قادرٌ على جعل العالم مكاناً أفضل. وأن قضايا الشمولية ستكون مطروحة للنقاش أمام الجميع وتسريع الجيل الصغير للتغيير من خلال تزايد التعليم على الإنترنت. وكذلك التراجع السريع لفكرة امتهان “وظيفة مدى الحياة”.

فضلاً عن ذلك فقد توصل المشروع إلى نتيجة مفادها أن كورونا أثرت على الوظائف في جميع أنحاء العالم مما أجبر الناس على ترك وظائفهم وإعادة تقييم الوظائف، مما أدى إلى زيادة التعلم عبر الإنترنت.

إذ يعتقد 49% من سكان العالم أن التعلم عبر الإنترنت يوفر وصولاً أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة.

تعتقد 38% من النساء أن التعليم هو مفتاح تحسين حقوق الإنسان.

في حين يتجه جيل الألفية والجيل زد (الجيل الذي يلي جيل الألفية) بنسب 22% و37% على الترتيب إلى شبكات التواصل الاجتماعي للتعلم حول القضايا الاجتماعية والسياسية.

التعليم عبر الإنترنت

في المقابل فإن الأجيال الشابة تقود التعلم عبر الإنترنت، إذ إن هناك 21% منهم يوافقون بشدة على أنه يوفر مزايا مماثلة للتعليم التقليدي.

في حين تقول باتريشيا ديفدسون عميد كلية هوبكينز للتمريض إن الفائدة الجوهرية للتعليم عبر الإنترنت هي إتاحة التعلم مع أناس لا يُتاح لك عادةَ التواجد معهم، وإن “إتاحة فرصة لتشارك الخبرات، والتواصل مع الآخرين أمر مدهش”.

إذ إنه في السنوات الخمس القادمات سيتعلم 40% من الأمريكيين على الإنترنت، و20% منهم سيفضل تغيير مجال عمله بالكامل بحلول 2030.

من جانبه يقول مدير التعليم بموقع FutureLearn مات جينر: “نمت شعبية التعلم عبر الإنترنت أثناء الوباء وستستمر مع تقدم التكنولوجيا (مثل الواقع الافتراضي) ومع تحول الوصول إلى المعلومات عالمياً، لا سيما بالنظر إلى القضايا العالمية التي يرغب الناس في معرفة المزيد عنها، المناخ والشمولية والتنوع”.

تطوير تقنيات التعليم

من ناحية أخرى يعتقد الأمريكيون أن التعليم عبر الإنترنت ستكون له القدرة على تطوير التقنيات التي تخلق مجتمعات مستدامة وذلك بنسبة (51%) ممن كانوا من عينة المشروع وكذلك زيادة الابتكار في الطب وجعل العالم مكاناً أكثر تنوعاً وقبولاً ثقافياً وأقل عنفاً وخلق فرصة لتجربة الصناعات المختلفة وإنهاء عدم المساواة في التعليم (36%).

في حين يعتقد ما نسبته 49% من الأميركيين أن التعليم سيكون متاحاً رقمياً وأن 44% من الأمريكيين يرون أن التعليم سيكون من السهل الوصول إليه عالمياً وأن 49% يرون أنه سيكون سهلاً للأشخاص ذوي الإعاقة و42% يرون أنه سيكون هناك أكثر شمولية في طرق التدريس كذلك يرى 37% أن التعليم سوف يساعد الناس على التمكن من حل قضايا حقوق الإنسان والمناخ والاستدامة والمساواة.

كذلك قالت النتائج إنه خلال السنوات الخمس القادمات يقول الكثير من الأمريكيين إنهم سيحبون أن يطوروا معارفهم، ويوسعوا هواياتهم، ويزيدوا من ثقتهم، ويكون لهم تأثيرٌ إيجابي على مجتمعهم فيما يتعلق بالتعامل مع الصحة النفسية ويرى حوالي 32% أنهم سوف يكونون قادرين على الاعتناء بالصحة البدنية ويرى 29% أنهم سيكونون قادرين على إيجاد طرق للتمويل الشخصي وأن حوالي 28% من المواطنين يرون أنهم سوف يكونون ذوي ضمير فيما يرى 21% من الناس أنهم سوف يهتمون بحقوق الإنسان.

أما بنهاية 2021 فيقول 31% من الأميركيين إنهم سيبحثون عن تعليم عبر الإنترنت لتطوير شغفهم ولتغيير وظائفهم الحالية.

الأشخاص ذوي الإعاقات

في المقابل ومع وجود ما يقرب من نصف الأشخاص على مستوى العالم (49%) يعتقدون أن التعلم عبر الإنترنت سيكون متاحاً بشكل أكبر للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الانطوائيين يرحبون به وفقاً لـ48% ممن شملهم الاستطلاع؛ لأنه يمكّن الناس من الشعور بمزيد من الثقة وتعلم الموضوعات التي تقتصر تقليدياً على مسارات التعليم الخطية.

إذ يضيف الدكتور رشيد حوريزي، مدير معهد البرمجة أن “هناك بعض الأشخاص الذين يُعتبر التعليم عبر الإنترنت هو المسار الأصح بالنسبة لهم، ودون ذلك لن تُتاح لهم الفرصة في الوقت الحالي. من الممكن تماماً تصميم تعليمٍ مفيدٍ ببراعةٍ عبر الإنترنت، ولكن من الممكن أيضاً تهميش مجموعة جديدة من الطلاب إذا أخفقنا في تصميم التعليم عبر الإنترنت”.

من جانبها تقول بعض النساء إن التعليم يمكن أن يمكّن الناس بشكل مباشر من حل أكبر المشكلات في العالم، وتعتقد 38% منهن أنه يمكن أن يحسن حقوق الإنسان ويوصل إلى العدالة. إذ تشعر النساء أيضاً أن التعليم يمكن أن يساعد بشكل أفضل في تحقيق رفاهيتهن، حيث ترغب 35% من النساء على مستوى العالم في معرفة المزيد عن التغذية والنظام الغذائي والصحة البدنية، مع اهتمام 38% منهن بتوسيع معرفتهن في مجال الصحة النفسية.

ومع رغبة ما يقرب من نصف سكان العالم في إحداث تأثير إيجابي على مجتمعاتهم (46%) والعالم (44%)، فإن هناك حماساً مستمراً للتعرف على الموضوعات المهمة، ويعتقد 40% أن التعليم في المستقبل سيمكن الناس من حل مشاكل العالم.

كذلك يتجه الأمريكيون بشكل متزايد إلى فيسبوك (17%) ويوتيوب (16%) لتثقيف أنفسهم، مما يشير إلى الحاجة إلى دورات عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى.

في المقابل وعبر صفحات التقرير كانت تبدو الإثارة والتوقعات المرتفعة حول مستقبل التعليم سواء من الخبراء أو من العامة. ولأن الناس حول العالم متعطشون للتعلم ولتطوير أنفسهم، فقد أطلق موقع FutureLearn مؤخراً منتجاً رقمياً جديداً اسمه ExpertTracks، مصمم لمنح الأفراد ولوجاً مرناً عبر اشتراك لتعلم المهارات بالطلب، بهدف خدمة التطوير الشخصي والمهني.