٢١ ٱذار قد اِقترب ! (بِقلم بيا ماريا عيد)
2021-03-21 07:57:51
عندما يكون الشعب خليط بين عدة طوائف وثقافات يصبح الوطن " أُم " تفعل كل ما بوسعها للحفاظ على وحدتهم. وطننا، ماذا نهديك بِعيد الأُم هذه السنة؟ وطنية، كرامة، عنفوان؟ اتجد هذا مناسبًا؟ لا اظن انه يليق بكَ او حتى ما زال يثير اهتمامك كليشيهات المجتمع العربي ومصطلحات المجتمع اللبناني الذي رفع بهم يافطات في الشوارع والطرقات وهو نفسه مجتمع الحرب الاهلية وتقسيمات شرقية غربية، هو نفسه الذي صَمَت امام الوصاية والنيترات في مرفأه.
اِذًا ماذا يمكن ان نهديك؟
ما رأيك بِحكومة؟
أتروق لكَ حكومة تكنوقراط لا يُزعم ان جبران يعرقلها والمسلمون يهيمنون على حقوق المسيحيين او العكس.
حكومة رئيسها سمى نفسه "المنقذ". نعم، المنقذ ابن الشهيد رفيق الحريري الذي افلس كل شركات ابيه المرحوم وأضاع ملايينه الموروثة، الذي فشل في إدارة أموره، نراهن اليوم على كفاءته بِإدارة الوطن.
وَعَدَ الشعب اللبناني الذي وصل الى الحضيض بِحكومة انقاذية مدتها ستة أشهر تَنشل لبنان من الخراب والوباء والوجع والدمار. ها هي الستة اشهر تكاد تنتهي ولا حكومة بعد أما لبنان في قعر الوادي دون سلم يمكن ان يتسلقه حتى لو بِبطء. قال فخامة الرئيس العماد ميشال عون "بعدما تقدم الرئيس المكلف سعد الحريري بعناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوازن الوطني والميثاقية ما أدخل البلاد في نفق التعطيل، أدعوه إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير". فقام الحريري بِزيارات عديدة لِبعبدا مع نصف ورقة، تشبه ورقة الامتحان التي كنا نكتبها آخر خمس دقائق قبل ان يأخذها منا الاستاذ المدرسي. سَعِد، صاحب الوزارات التي لم تتمكن من السيطرة على ارتفاع الدولار وتفشي الفساد ذلك الذي اِقتنع بعدم أهليته واستقال في اواخر عام ٢٠١٩، عاد في اواخر عام ٢٠٢٠ مع وعود كبيرة حدودها السماء بِثقة لا مثيل لها لِيلبس الرداء الاحمر ويِصنف نفسه البطل المنقذ. اذا كان لديك تلك القدرة الرهيبة سيدي دولة الرئيس اِذًا لما لم تستعملها في حكومتك السابقة يا بطلنا.
في خطابه مساء الخميس قال نصرالله: "لسنا في وارد اللجوء الى السلاح من اجل تشكيل حكومة او اصلاح وضع اقتصادي او مالي" وأضاف "الأزمة التي نحن فيها لها عدة أسباب واذا اردنا ان نعالح سببا واحدا ونتجاهل باقي الأسباب فلا يؤدي ذلك الى نتيجة". يستيقظ اللبنانيين صباحًا ليجدوا الدولار بخمسة عشر ألف ليرة لبنانية، اي عشرة اضعاف السعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي. ما الذي يمكن أن يفعله رب العائلة المؤلفة من ولد واثنان وثلاثة، كيف يطعمهم. لو تخيلنا هذا الأب للحظة لَكنا رأيناه حامل سلاحه ويعلو فمه شعارات تحمي الشرقية او الغربية. لم تكُن يومًا الحرب الأهلية ذو دوافع منبعها مبادئ بل صُخاب يأتي من الداخل، من تهديد ذاتي وخوف من الغد. وما زالت الحكومة تتأخر والتشكيل يتأخر كما الاِنقاذ يُستَبعد.
قالها فخامته خلال كلمته نهار الأربعاء مساءً "في حال وجد الرئيس المكلف سعد الحريري نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدّى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد فعليه أن يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف"
ونحن نقولها أيضًا، عزيزنا الحريري، أَلِّف أو اِعتذر !
التيار الوطني الحر