الظواهر الحكومية غير واعدة وبعبدا تحضّرت للسيناريوات الثلاثة (بقلم أنطوان الأسمر)
2021-03-20 09:27:33
لا تبدو ظواهر الأمور، ولا بواطنها، واعدة حكوميا. فالإجتماع السابع عشر في بعبدا لم يخرج عن السياق العام التشاؤمي، فيما لم تُلمس بعد مفاعيل إنذارات الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله التي طالت المروحة الغالبة من الأحزاب، سواء تلك المصنّفة في الخانة الحليفة للسيد أو في خانة الخصوم.
ولا يخفى الإستياء الذي ظهر عليه فريق الرئيس المكلف سعد الحريري حيال المقاربة الحكومية التي جاء بها الأمين العام للحزب: إما حكومة والأفضل أن تأتي تكنوسياسية، وإما تفعيل حكومة تصريف الأعمال بالتوازي مع الذهاب الى نقاش دستوري في مسألة تحديد ضوابط زمنية للتكليف والتشكيل على حد سواء.
هما حدّان فاجآ بعض الحلفاء قبل الخصوم المفترضين، تماما كما إنتقاده إقفال الطرق والتلكؤ في فتحها، وإلا لا ضير من اللجوء الى خيارات أخرى.
ويظهر أن مجمل هذه المقاربة أفتت بإنصراف مقربين من بيت الوسط إلى نعي مبكر للإجتماع المقرر يوم الإثنين في بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري. إذ تسرّبت مناخات سلبية، تأكد أن مصدرها بيت الوسط، من مثل ما أوردته "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناسيونال" بأن "كلام السيد نصر الله المتعلق بتشكيل الحكومة يتوافق مع طروحات النائب جبران باسيل، وبالتالي فإن اجتماع يوم الإثنين مرشح للفشل"، أو ما ورد في موقع "لبنان 24" من أن "عون غاضب من الحريري لإعلانه تمسكه بحكومة من 18 وزيرا"، وبأن اجتماع الاثنين "قد لا يعقد اذا لم تتوافر معطيات ايجابية جديدة". وكل هذه الإنطباعات تنفيها دوائر رئاسة الجمهورية جملة وتفصيلا، بإعتبار أنها تنتظر الأفكار الجديدة التي وعد بها الحريري، لتبني الموقف.
ويرى المراقبون أن رمي هذا المناخ التشاؤمي إستباقا لما قد يؤول إليه اجتماع بعبدا يوم الإثنين، هو نتيجة المسار الذي يخطه فريق بيت الوسط. ذلك يعني على الأرجح أن الإيجابية التي حرص الرئيس المكلف على تظهيرها في إجتماع الخميس ومن ثم في تصريحه، ستأخذ على الأرجح منحى مختلفا يوم الإثنين، وهو ما يتحضّر له قصر بعبدا، بحيث يدرس سيناريوات ثلاثة مع إستتباعاتها:
أ-إما الإتفاق على حكومة، وهو أمر مستبعد ربطا بالمناخات التشاؤمية الحريرية المسوَّقة قصدا في الساعات الأخيرة.
ب-وإما إشهار الخلاف، وحينها يتحقق ما نبّه إليه السيد نصر الله، مما يفرض العمل على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وهو أمر سيتصدى لتحقيقه مجلس النواب من خلال تفسير لمفهوم تصريف الأعمال، الأمر الذي يشترطه حسان دياب، وعارضه نبيه بري الى حين كلمة نصر الله. على أن يلي هذا الخيار بدء البحث الجدي في المهل الزمنية للتكليف والتشكيل، منعا لجعل أي من الورقتين سلاحا يُستخدم في ليّ الأذرع أو حتى الإبتزاز.
ج-وإما الإتفاق على موعد جديد في بعبدا، مما قد يؤجل الى حين خياريّ تفعيل الحكومة وتحديد المهل الزمنية.
ولكل من السيناريوات الثلاثة مقاربة رئاسية واضحة، تنتظر ما سيكون عليه موقف الرئيس المكلف، وما سيحمل من أفكار جديدة.
تقاطعا، تستعيد باريس بعضا من الدينامية التي خطّتها سابقا ومن ثم تراجعت نتيجة مع إستمرار الإنسداد اللبناني. ومن المتوقع خطوات فرنسية قريبة، إستباقا وربما تحضيرا لما أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون عن إستعداده لـ "تغيير المقاربة"، في حال إستمرت المراوحة. وهو عنى على الأرجح إمكان اللجوء الى عقوبات أوروبية لا فرنسية وحسب.
وكان لفت تقرير غربي وصل الى بيروت، يحذر من أن "عدم قدرة النخبة السياسية أو عدم استعدادها للمضي قدمًا في إصلاحات جادة، سينتجان فقرا متفاقما لدرجة المجاعة والعنف المتقطع". ونبّه الى أن "مؤسسات الدولة قد تتآكل لدرجة أن لبنان يتحول إلى فسيفساء من المناطق التي تديرها وتؤمّنها أحزاب مختلفة ورجال محليون أقوياء. وحضّ "شركاء لبنان الخارجيين على تقديم الدعم المباشر للحفاظ على معيشة المواطنين اللبنانيين واللاجئين والحفاظ على تنافسية المؤسسات الخاصة في الأعمال التجارية من خلال التدريب وزيادة الوصول إلى أسواق التصدير".
التيار الوطني الحر