جبران باسيل (بقلم ليليان راضي)
2021-03-15 20:27:53
ماراتون باسيلي اليوم بدأ ظهراً وانتهى ليلاً، سبّب للبعض جلطات دماغية وسكتات قلبية، وجرعات "vaccin" ومناعة وقوة للبعض الآخر.
يتضّح من اليوم الإعلامي الباسيلي بامتياز ان مهما اشتّد الخناق على باسيل فهو يعرف كيف يتفلّت منه، وتعلّم مع الوقت كيف يتحرّر اكثر من قبضة أخصامه الذين لا يألون واسطة أو يحترفون أسلوباً لقتله سياسياً وهو في كل مرةٍ ينتفض من قبرٍ ظنّوا انهم دفنوه فيه.
يحاربونه بالشائعات والأضاليل وهو يواجهم بالمنطق والحجج العلمية والبراهين رغم إحجامه عن البوح في كل ما يعرف او في كل ما اختبر. رؤيوي الى ابعد الحدود حتى ولو اختلفت رؤيته مع كثيرين أو عاكست نظرياته افكارهم فهو يحاول على الأقل ان يجهد للحلول قد ينجح حيناً وقد يفشل احياناً الا ان شرف المحاولة لاتثنيه عن المبادرة.
جبران باسيل لا يحدّه حدّ، بحيث لا يمكن محاصرته في مكانٍ معين او في زاويةٍ ضيقّة، لأنه شخصية تأبى الإنزواء او التقوقع او الإنعزال أو الإستسلام.
جبران باسيل خلق حالة جديدة في السياسة اللبنانية يمكنك ان تكون معه او ضده لكنك لا تستطيع تجاهله.
هو شخصية استثنائية ديناميكية مرنة وصلبة ومنتجة كما كان عنوان حملة ١٤ اذار هذه السنة.
فهذه العناوين الثلاث تنطبق عليه، فهو صلباً الى ابعد الحدود لدرجة الوقاحة حين يتعلّق الأمر في استرداد حقوقاً ضائعة ويجاهر علناً دون خجل عدم تنازله عنها ما دامت مكتسبات محقة ومعطاة بقوة القانون والدستور وما دام الآخرين يستحوذون عليها.
مرنٌ يعرف كيف يهادن او يسالم ، فبعد ان يكون خاض صراعاً وحروباً ضروس مع الآخرين ، يستطيع في الوقت الذي يمتلك في نفسه روح القتال ان يتحصّن ايضاً بروح المرونة التي تقوده الى هدنةٍ وسلام مع الأخصام.
اما لناحية الإنتاج، لقد اثبت الرجل انه ذو انتاجية عالية فهو لا ينفك يبتكر الحلول والخطط والرؤية التي تقرأ الماضي وتستشرف الحاضر وتعمل للمستقبل وهو كثير الحركة والنشاط وبشهادة الخصوم قبل الحلفاء.
اثبت جبران باسيل اليوم انه خصماً صعباً عنيداً من الصعب التغلّب عليه.
لا تنال من عزيمته "هيلا هو" في الشارع ولا تنال من قدره ومصداقيته شائعة مغرضة لم ترتقي يوماً الى إثباتٍ حقيقي تؤدي الى محاكمته قضائياً.
جبران باسيل كالطائر الفينيق الذي ينبعث دوماً الى الحياة، قد تهزّه وتهّز تياره الثورات والأزمات قليلاً لكنّها لا تكسره وهذا ما يقلق اخصامه صلابة ومتانة ومؤازرة التيار له وعدم تخليه عنه في عزّ الضربات والحروب عليه ناهيك عن سيف العقوبات التي طاله ولم يرتدع انصاره عن تأييده لا بل حصد تعاطفاً وتماسكاً.
يعرف جبران باسيل كيف يغيّب نفسه عن المشهد السياسي حيناً خصوصاً حين يشعر أن اخصامه بدأوا يلامسون الخطوط الحمراء، فيتراجع قليلاً مخافة نحر الوطن خصوصاً حين يتبيّن ان اخصامه مستعدين لحرق البلد ولو تكررت تجربة الحرب الأهلية. ثم يعود ليطّل من جديد مزوداً بخطط وأفكار جديدة وأحلاماً عجز وفريقه سابقاً عن تحقيقهما الا انه يصطدم من جديد بتعليقاتٍ ومواقف لا تمّت الى المحتوى والمضمون بصلةٍ بل تنحو صوب سخافاتٍ وشكليات هدفها فقط التفخيت والإزدراء كي لا تأخذ مبادراته طريقها الى التنفيذ.
لن ادخل في تفنيد ما ورد في الماراتون الطويل، فقط أسأل من يكيّلون الإتهّامات والتجريح والسباب. تملكون متّسعاً من الإعلام ان لم يكن وسائل الإعلام كلّها في خدمتكم.
اطرحوا الحلول وقدّموا البدائل والخطط التي من شأنها ان تنقذ البلد من الإنهيار وأنقذوا الشعب من جهنم التي وصلنا اليها وانتشلونا منها بدل التلّهي في عدّ الشعرات في لحية جبران باسيل، وبعدها نتفّق او نختلف ان كان اللوك جميلاً او قبيحاً او اذا كان هذا اللوك من منشأ ايراني ام اميركي؟
ليليان راضي