يبدو واضحا أن روسيا بدأت بتسريع خطواتها للوصول الى تفاهم عربي على عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، وبالتالي فإن الجولة الخليجية لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى أبو ظبي أمس الأول والى الرياض أمس والى الدوحة اليوم تصب في ذاك المسعى الذي تشير مصادر مواكبة الى أنه يتجه نحو كثير من الايجابية التي قد تتمثل قريبا بإعادة إفتتاح السفارة السعودية في دمشق.
تقول المعلومات المتوفرة إن روسيا تعمل على جمع كل أوراق الحل السياسي في سوريا وهي تحرص على إشراك الدول العربية التي كانت حتى الأمس القريب بعيدة أو مغيبة عن منصة الاستانة في كازخستان لمصلحة الحضور التركي والايراني.
وتضيف هذه المعلومات إن روسيا تعتبر أن عودة سوريا الى جامعة الدول العربية هو أمر واقع لا مفر منه، لذلك فقد بدأت العمل على خطين إصافيين الأول السعي لدى الادارة الأميركية لوقف مفاعيل قانون قيصر على سوريا، والثاني تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلدهم، حيث باشرت بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الدانمارك بإعادة بعض اللاجئين، وفي حال سارت الأمور على ما يرام فإن روسيا ستعمل على تفاهم دولي يقضي بتمويل اللاجئين من قبل الهيئات المانحة داخل سوريا.
وتشير المعلومات الى أن لقاء عقد بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبين المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين ألكسندر لافرنتف وكان على جدول أعمال اللقاء بندا واحدا يتعلق بالنازحين، وقد تم إستكمال هذا الحوار مع وزير الخارجية لافروف بهدف التوافق على التفاصيل المتعلقة بهذا الملف، فضلا عن ملف عودة سوريا الى الحضن العربي.
وفي هذا الاطار، يبدو واضحا أن جولة لافروف الخليجة تتقاطع مع سعي روسي الى فتح مجموعة حوارات في لبنان، لا سيما مع حزب الله الذي سيزور وفد منه برئاسة النائب محمد رعد موسكو الاثنين المقبل لاجراء حوار مع المسؤولين الروس في ترتيبات الوضع في لبنان وفي الاقليم ومن ضمنه تواجد الحزب في سوريا.
وكان سبق ذلك لقاء ميخائيل بوغدانوف مع مستشار الرئيس ميشال عون أمل أبو زيد، والاجتماع الذي عقده الوزير لافروف مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في أبو ظبي يوم أمس الأول، والذي تمحور حول عودة النازحين الذين تستعد روسيا لتنظيم مؤتمر خاص بهم، وذلك في إشارة روسية واضحة للحريري بأنه المطلوب من حكومته التي من المفترض أن يصار الى تشكيلها لاحقا فتح حوار مع الحكومة السورية بشكل مباشر وليس عبر إرسال موفدين، بهدف البحث في أمور مشتركة في مقدمها عودة النازحين، والتبادل التجاري، وإعادة إعمار سوريا وتحويل لبنان منصة لذلك، إضافة الى وقف أعمال التهريب، وترسيم الحدود بين البلدين وعمليات التنقيب عن النفط والغاز.
هذا يعني أن الحريري الذي يحظى بالدعم الروسي وفق هذه الشروط، لن يكون بعد تشكيل الحكومة أمام أزمات معيشية وإقتصادية داخلية فقط، بل سيكون أمام أزمة تعاطيه وتواصله المباشر مع الحكومة السورية، لكن بحسب مطلعين بأن الأمر قد يكون سهلا عليه في حال سبقته السعودية الى فتح سفارتها في دمشق التي بات واضحا أن الانتخابات الرئاسية فيها ستصب في إعادة إنتخاب الرئيس بشار الأسد.