وأدى انخفاض المشتريات من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، إلى هبوط الأسعار الفورية لدرجات الخام من الشرق الأوسط وروسيا هذا الأسبوع بينما اعترى الضعف أسعار الخام من مناطق أخرى مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية.وقال مصدر في مصفاة تكرير صينية "الطلب بطئ للغاية الآن وهناك الكثير من الشحنات المتاحة للاختيار منها" مضيفا أن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى فتور الاهتمام بالشراء.وبلغ هامش سعر برنت لستة أشهر، الذي يستخدمه المتعاملون لحساب الجدوى الاقتصادية لتخزين النفط، نحو 3.80 دولار اليوم الجمعة، وذلك في أكبر انخفاض لأسعار العقود الآجلة عن الأسعار الفورية في 13 شهرا. وبلغ هامش برنت للفترة من أبريل إلى مايو/أيار 99 سنتا للبرميل وهو أيضا أعلى مستوى في 13 شهرا.
شح الإمدادات
ويشير ارتفاع الأسعار الفورية عن تلك في الأشهر القادمة إلى شح الإمدادات ويثبط المتعاملين عن حيازة النفط. ويقول متعاملون لرويترز إن ضغوط تقليص المخزونات كبيرة في مواجهة شهية ضعيفة من مصافي التكرير الصينية.وقال مصدر في شركة تكرير آسيوية "الافتقار إلى طلب كبير، علاوة على ارتفاع قوي للأسعار الفورية عن الأسعار الآجلة، يفرض الكثير من الضغوط على المتعاملين" مشيرا إلى زيادة عدد الشحنات غير المبيعة المقرر وصولها إلى آسيا في مارس آذار وأبريل نيسان.
ويضغط ضعف الطلب الصيني على الأسعار الفورية لخامات رائجة تباع في الصين مثل خام إسبو الروسي والخام العماني. ونزلت العلاوات الفورية لإسبو تحميل أبريل/نيسان إلى 1.50-1.60 دولار للبرميل فوق الأسعار المعروضة لدبي من 1.80-2.20 دولار قبل أسبوع، بينما تراجع الخام العماني إلى خصم في وقت سابق من الأسبوع.وقال متعاملون إن خام البصرة الخفيف العراق وخام زاكوم العلوي من الإمارات انخفضا إلى خصومات مقابل أسعار البيع الرسمية في المشتريات الفورية التي قامت بها شركة التكرير هنجلي للبتروكيماويات. ولا تعلق الشركات عادة على عملياتها التجارية.
وستُغلق أكثر من 10 شركات تكرير صينية مستقلة، من بينها واحدة تشغلها شركة تشينغ خه للبتروكيماويات، التابعة لكيم تشاينا، ومصفاة تابعة لشركة شاندونغ تشيتشينغ بتروليوم كميكال، لإجراء أعمال صيانة بين مارس/آذار ويونيو/حزيران بحسب شركة الاستشارات الصينية جيه.إل.سي. وتبلغ طاقة كل من الوحدتين 5 ملايين طن سنويا.وقال تشو قو شيا المحلل لدى جيه.إل.سي إنه من المتوقع انخفاض معدلات تشغيل مصافي التكرير المستقلة إلى أقل من 70% في أبريل/نيسان من نحو 74%حاليا.وقال يان تاو ليو المحلل المعني بالصين لدى إنرجي أسبكتس للاستشارات إنه علاوة على ذلك "ارتفعت كميات الخام الإيراني المهربة إلى الصين، مما قلص مشتريات الخام الصينية في السوق الفورية، وضغط على عمان على وجه الخصوص".