إنجاز طبي عالمي جديد بقدرات لبنانية يُسجّل للبروفيسور جمال الأيوبي في فرنسا، رئيس قسم الجراحات النسائية والتوليد في مستشفى “فوش” الفرنسي، الذي كان حديث وسائل الإعلام والوكالات العالمية في الساعات الأخيرة، وأحدث ضجة على الصعيد الطبي، بعد أن أجرى أول ولادة لامرأة خضعت لعملية زرع رحم.
البروفيسور الأيوبي يفخر لكونه لبنانياً، ويؤكد في حديث لـ”النهار” أنّه “لم أخلق جراحاً، بل تربيت في المدارس اللبنانية وخلقت في بلدي لبنان، وهذا هو الأساس المتين الذي أوصلني إلى مدينة رين الفرنسية”.
ومن فرنسا إلى لبنان، لا يتوانى الأيوبي عن التأكيد على أنّ “لبنان يتميّز بالطاقات البارعة، بالداخل وبالخارج”، معبّراً عن أسفه اليوم أنّ “الطاقات تبرع في الخارج فقط لأنّ البلد في أزمة كبيرة”.
العملية الجراحية الاستثنائية التي أجراها البروفيسور الأيوبي، تُعدّ الأولى من نوعها في فرنسا، وتصدّرت أخبار عشرات الصحف والمواقع الأجنبية، إضافة إلى تهنئة من سياسيين فرنسيين، وتعليقات عدّة ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تفاصيل العملية الجراحية، أنّ السيدة ديبورا ولدت من دون رحم، وهو مرض جيني نادر يصيب امرأة واحدة من أصل 4000. وقد حصلت على رحم والدتها، ثم أصبحت حاملاً من خلال اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي.
ووضعت ديبورا، 36 عاماً، مولودتها بعد نحو عامَين من خضوعها لعملية زرع رحم. فهذه السيدة التي لم تكن قادرة على الإنجاب، تمكّنت من تحقيق أمنيتها ومن ضخ الحياة في جسد طفلة صغيرة بعدما خضعت لعملية زرع رحم. وقد تمت الولادة في مستشفى Foch de Suresnes في Hauts-de-Seine حيث كانت ديبورا قد خضعت أيضاً لعملية زرع الرحم.
وعبّر البروفيسور الأيوبي عن رضاه الشديد عن نتيجة العملية، في مقابلة مع مع إذاعة France Inter ، إلى أنّ الولادة تمت بعد سبعة أشهر ونيّف من الحمل، بواسطة الجراحة القيصرية، بسبب معاناة الوالدة من ارتفاع ضغط الدم اعتباراً من الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، مضيفاً أنّ “الأم والطفلة بخير، وكذلك الأب وفريق العمل”.
وينضم الأيوبي إلى قافلة المبدعين اللبنانيين حول العالم، لبناني فرنسي من قرية برغون قضاء الكورة – طرابلس، أبدع في مجاله فنشر الأمل والحياة، إنه الدكتور جمال الأيوبي. درس الطب في جامعة باريس الغربية في فرنسا.
هو باحث وأستاذ في كلية الطب في جامعة فرنسا ورئيس قسم الجراحة النسائية، التوليد والعقم في مستشفى الجامعة منذ 15 سنة. لديه قرابة الـ 150 منشوراً في مجلات علمية طبية عالمية ساهمت في تقدم الطب.
منحته الجمهورية الفرنسية وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس، وهو أرفع الأوسمة الفرنسية، عرفاناً لأعماله الكاملة وشخصه الإنساني المميز.
كما حقّق، مؤخّراً، نتائج مهمة في مجال إنجاح حالات الخصوبة في مركز “فوش” الطبي برئاسته ليصبح حالياً أهم مركز في فرنسا ومن أهم المراكز في أوروبا.