لم يبدل الانحسار الملحوظ في السجالات الحادة بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” امس شيئا من المشهد السياسي المأزوم باعتبار ان أي موقف او تطور جديد من شأنه ان يعيد إلهاب المعركة الإعلامية بينهما ما دامت ازمة تعطيل تشكيل الحكومة تتجه نحو مزيد من الانسداد والتصعيد. ولم يكن ادل على المراوحة المرشحة لاثارة مزيد من التعقيدات من مرور الموقف الأخير للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله من الازمة الحكومية من دون ان يترك تأثيرا ولا أصداء علنية للمعنيين به بما أوحى ان الازمة تدور على حالها، علما ان نصرالله كان ابدى “تفهما” لموقف الحريري الرافض للثلث المعطل ولموقفه من تعيين وزير الداخلية من جهة، وأبدى في المقابل تأييدا لموقف رئيس الجمهورية ميشال عون من توسيع تركيبة الحكومة.
وفي ظل هذه المراوحة استأنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحركه الخارجي فكانت الدوحة محطته الجديدة على ان تتبعها محطات أوروبية من بينها بريطانيا وألمانيا. ووصل الحريري مساء امس إلى العاصمة القطرية الدوحة والتقى على الفور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم ال ثاني، وأجرى معه مباحثات الى مأدبة عشاء اقامها على شرفه، تناولت مجمل الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأفاد المكتب الإعلامي للحريري انه جرى خلال الاجتماع عرض علاقات التعاون الثنائي لا سيما في الشؤون الاقتصادية بالإضافة الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك، واكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري استمرار دعم دولة قطر للأشقاء في لبنان من اجل التنمية والازدهار.
في موازاة ذلك سجل موقف للسفير السعودي وليد بخاري. فبعيد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، حيث تم البحث في الأوضاع العام، أمل أن “يجتاز لبنان ازمته بأسرع وقت، وان تستقر أموره وشؤونه، مؤكدا بحسب المكتب الإعلامي لدار الفتوى، أن “السعودية لن تتخلى عن الشعب اللبناني الشقيق وستبقى داعمة له ولمؤسساته”.
جنبلاط في عين التينة
اما على الصعيد الداخلي، فقد زار مساء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عين التينة يرافقه الوزير السابق غازي العريضي، والتقيا رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور النائب علي حسن خليل. وتم عرض الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات السياسية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الحكومي.
وسجل في هذا الاطار هجوم عنيف لعضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور على العهد اذ اعتبر في لقاء للحزب الاشتراكي ان “ميشال عون يعلم جيدا أنه مني بهزيمة كبيرة على مستوى الرأي العام، وأنه خسر الكثير من قواعد تأييده السياسية، نتيجة تحميله مسؤولية ما وصل إليه البلد في أربع سنوات، لذلك فهو اليوم يستسيغ هذه المعركة السياسية الطائفية لأنه يعتقد أنها تسترد شعبيته على المستوى المسيحي ولهذا حاولوا قلب معاني كلام الرئيس الحريري الايجابي عن المناصفة لانهم يريدون أن يستنبطوا صراعا إسلاميا مسيحيا على الصلاحيات كي يعودوا ويرموا شعبيتهم بالادعاء انهم يدافعون عن مصالح المسيحيين، وهم لذلك يريدون أن يفتعلوا إشتباكا سياسيا مع الرئيس سعد الحريري بصفته الإسلامية، وأن يفتعلوا إشتباكا سياسيا مع وليد جنبلاط بصفته التاريخية، كي يبنوا عصبية سياسية لتيارهم” ونبه إلى “عدم السماح لاحد بجرنا إلى ساحة صراع طائفي لا نريدها، فحزبنا بالأساس حزب متنوع، ولم يخض يوما اي مواجهة الا بخلفية وطنية”.
ملف المرفأ
الى ذلك سجل تطور لافت على صعيد التحقيق القضائي في ملف تفجير مرفأ بيروت تمثل في اعلان الوزير السابق يوسف فنيانوس امتناعه عن المثول اليوم امام قاضي التحقيق العدلي في هذه القضية القاضي فادي صوان وكتب فنيانوس عبر “تويتر”: “تلقيت اتصالاً هاتفيًا الساعة 7,21 مساءً ) امس (من المباحث الجنائية المركزية لحضوري غداً )اليوم) صباحاً للاستماع اليّ كمدعى عليه أمام القاضي صوان، وبما ان التبليغ أتى مخالفاً لأصول المحاكمات الجزائية اعتذر عن عدم حضور جلسة الغد”. وترددت مساء معلومات عن اصدار القاضي صوان مذكرة توقيف في حق فنيانوس وتبين انها معلومات خاطئة علما انه من غير المستبعد ان يتخذ صوان اجراء ما اليوم في ضوء عدم حضور فنيانوس امامه.