في خضم حوار الطرشان ولغة الفوضى والنيات السيئة، التي نعيشها في هذه الايام، يحتار اللبناني من من السياسيين يصدق. من جهتي، انا حسمت امري منذ زمن بعيد، واخترت الشخص الذي عايشته، وعملت معه، ولمست صدقه، واحسست بآدميته، وشعرت بحبه للبنان. انه بكل فخر واعتزاز الرئيس العماد ميشال عون.
لا يهمني ابدا" ان انبرى الآن اي شخص واتهمني بالتبعية والاستزلام، لان من يتهم الآخر دون ان يعرفه ويختبره، يكون اما جاهلا"، او مصابا" بعقدة نفسية، او ضعيف الشخصية، خاصة" عندما لا يستطيع ان يقدم شيئا" مفيدا". ولا تهزني ايضا" هذه الحملات الاعلامية المدفوعة الثمن لتشويه تاريخ الرئيس، ونضاله الطويل، وسمعته، بل هي تحفزني لدعمه بكل الوسائل لتحقيق حلم التحرر، بعد ان تحقق حلم التحرير.
من تريدون منا ان نصدق: رئيس وزراء كان احد اعمدة التسوية الرئاسية التي استبشر اللبنانيون بها خيرا"، عملنا معه بصدق، وركضنا لنخلصه من فخ الاعتقال، وباول فرصة ادار ظهره لرئيس الجمهورية واستقال، من دون ان ينسق هذه الخطوة معه؟ او رئيس وزراء هو نفسه اصبح مكلفا" يستقوي بالخارج، ويريد الآن ان يجعل من موقع الرئاسة باش كاتب؟ او رئيس مجلس نواب آبينا ان نصدق ما قاله عن رغبته بوضع العراقيل لافشال العهد منذ اليوم الاول من جلسة الانتخاب، فاذا به يقرن القول بالفعل؟
من تريدون منا ان نصدق: جماعة "اوعى خييك" التي لم يكن همها بكل الحكومات الا اختراع الحجج والقصص الخيالية لاتهام وزراء الرئيس والتيار بالفساد من دون اي دليل على ذلك؟ او زعيم متقلب المواقف متل لعبة اليويو، يوم معك ويوم عليك، اعتاد على العقلية الاقطاعية، يعتبر منطقته ملكا" حصريا" له؟
من تريدون منا ان نصدق: انتفاضة رفعت شعارات ظاهرها خلاب وباطنها خراب، اصبحت حصان طروادة، استغلتها احزاب خسرت في الانتخابات الماضية وتريد الانتقام؟ او احزاب كانت لها اليد الطولى بالفساد الاقتصادي منذ اربعين سنة، انضمت مؤخرا" اليها لابسة" ثوب العفة؟ او الجمعيات المدنية التي صار بعضها يقبض الرشوة من الخارج، لخلق الفوضى بشهادة رعاتها الدوليين؟
اخيرا" من تريدون منا ان نصدق: بعض الاكليروس والشيوخ الاجلاء الذين ينتقدون المحاصصة وهم ابطالها؟ او الذين يهاجمون في وعظاتهم جميع السياسيين من دون تفرقة بين الصالح والطالح، الحق والباطل بعكس كل التعاليم المسيحية؟ او الذين يرسمون خطوطا" حمر لمنع كشف الفاسدين؟
نحن نصدق بكل بساطة الاوادم في لبنان وهم كثر على جميع الاصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمناطقية. نحن نصدق هؤلاء وندعوهم للاستعداد لاخذ المبادرة من جديد في الانتخابات النيابية القادمة فنربحها، ونفك القيد الداخلي والخارجي الموضوع على عنق لبنان.
اغتنم هذه الفرصة لمعايدة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واقول له. انا معك. نحن معك.