«كورونا» التعطيل الحكومي المتحور يتفاعل سياسيا في غياب البحث الجدي عن اللقاح المناسب الممكن انتاجه محليا بعودة الوعي الوطني الى وجدان مستثمري الغرائز الطائفية والمذهبية، أما وإن فاقد الشيء لا يعطيه، فكل المجتمع السياسي اللبناني شاخص لما سيسمعه من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم، لمناسبة ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وبحسب تقديرات المصادر المتابعة، فإن الحريري الذي سيتحدث عبر الشاشات، سيكون امام خيار من ثلاثة، الأول: ان يستجيب لرغبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه برفع عدد الوزراء من 18 الى 20 وزيرا، كي يوفر لتياره الحصول على الثلث المعطل، وهذا من المؤكد لن يفعله، استنادا الى تصريحه، بعد لقاء بعبدا أمس الأول، الثاني: أن يعتذر شخصيا عن تشكيل الحكومة تبعا للتعذر، وهذا ايضا من سابع المستحيلات بالنسبة له.
أما الخيار الثالث فيتمثل بأن يوجه الدعوة الى مجلس النواب الذي كلفه بتشكيل الحكومة الى الاجتماع، وإصدار توصية تأكيدية للتكليف، توجب على رئيس الجمهورية تسهيل مهمة الرئيس المكلف.
بالمقابل يفترض ان يستجيب الرئيس عون لطروحات الحريري الحكومية، او ان يوسع هامش التفاوض معه على حل وسط، يستند الى ادخال المزيد من المرونة على ثوابت المبادرة الفرنسية، والاستفادة من كسر الجليد، بينه وبين الرئيس المكلف من اجل بناء علاقة جديدة بالحد الأدنى من التفاهم، بما يؤمن للعهد، تمضية السنتين الباقيتين من ولايته بأقل ما يمكن من التوتر، في ظل تمسك الرئيس المكلف بعدم الاعتذار، وبالتالي تعذر التخلص من تكليفه، الا في حالة وحيدة وهي استقالة رئيس الجمهورية الذي وقع مرسوم تكليفه، ومع انتهاء الولاية الرئاسية، ينتهي التكليف الصادر عن رئيس الجمهورية.
وسيعطي الحريري خطابه اليوم الطابع الوجداني، الى جانب السرد الموضوعي للوقائع، والمبررات، وربما يختم بـ«اللهم إني بلغت..».
الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، قال: ان ما قاله الرئيس المكلف من بعبدا، بعد لقائه الرئيس عون، هو غيض من فيض مما سيقوله اليوم، مشيرا الى ان الأمر الثابت في خطاب الحريري هو انه مهما اشتدت الضغوط والطرق المتعددة «لتطفيشه» من تشكيل الحكومة، فانه لن يقفز من المركب وهو يغرق، فالتيار الحر هو قائد الحملة ضد تشكيل الحكومة، حتى انهم لم يسموا الحريري للتشكيل.
بدوره، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وفي تغريدته اليومية عبر تويتر قال معلقا على النتائج الهشة للقاء عون – الحريري: «يتأكد في كل لحظة ان كويكب الثلث المعطل المرسل من زحل يكره لبنان والإنسان».
أما النائب علي حسن خليل (أمل) اعتبر ان المدخل الإلزامي الوحيد، هو التوافق بين مختلف المكونات، على تأليف حكومة غير مستفزة، ولا تشكل تحديا، حسب مندرجات المبادرة الفرنسية، التي يدعمها الرئيس نبيه بري.
رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد ابراهيم أمين السيد، رفض «ربط عملية التأليف بالاتفاق النووي الإيراني»، موضحا ان الحزب يحاول دوما العمل وفق معادلة احترام الحلفاء وتقدير مواقفهم.
مصادر بعبدا، اكتفت بالقول، بعد البيان الجوابي على تصريحات الحريري «انه عاجز وغير قادر على تشكيل الحكومة»، ونقلت المصادر عن الرئيس عون قوله: «تأليف الحكومة عندي وليس في المريخ»
هذا التخبط السياسي، جعل النائب والوزير السابق بطرس حرب يطرح تدويل القضية اللبنانية امام مجلس الأمن الدولي، وتطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بموافقة الحكومة او بدونها «وخليهم يحلوا عنا».
وتبقى كورونا الوباء، هي الهمّ اللبناني الثاني، حيث وصلت طلائع لقاحاته الى بيروت أمس، ولفت رئيس اللجنة الوطنية لادارة اللقاح الدكتور عبدالرحمن البزري الى ان هناك 450 ألف شخص سجلوا أسماءهم للتلقيح، وقال: عندما يرى اللبنانيون ان الأطباء يأخذون اللقاح، سيتشجعون أكثر لأخذه.