في حديث خاص الى موقع tayyar.org أكد المونسينيور كميل مبارك تعليقاً على ما قاله النائب أنور الخليل حول الفصل السابع، أن هكذا قرار لا يكون بإرادة شخص ولو كان اقتراحاً مذكّراً بأن هذا الأمر اتُخذ قديماً في الأمم المتحدة ولم يُنفّذ، وعندما سُئل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن أسباب عدم التنفيذ أجاب:"من اتخذ القرار فليفذه هو، أما نحن فلسنا على استعداد للقيام بحرب جديدة داخل البلد". وأضاف المونسينيور مبارك:"هذا الاقتراح اقتراح يُرمى أمام مجلس الوزراء الذي يبحث الموضوع ويقرر ما هو لمصلحة البلاد ولمصلحة الشعب اللبناني من حيث النتائج، فاذا كانت النتائج ستكون وخيمة على المجتمع اللبناني لن يقرر مجلس الوزراء بهذا الشان أي شيء، وقد لا يطرح الموضوع أصلا لانه موضوع بغاية الدقة".
وقال المونسينيور مبارك:"تبقى الديبلوماسية أقرب الحلول وهي تصل حيث لا تصل القوة لهذا السبب لست أدري لماذا طرحه سعادة النائب ولست أدري كيف عاد وشرح موقفه بشبه اعتذار لان الكلام كان واضحاً اما الكلام الثاني فلم يكن كذلك".
وفي ما يتعلّق بدعوة النائب خليل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الحفاظ اتخاذ القرار الذي يحفظ كرامة لبنان، أكد المونسينيور مبارك أن أحداً لا يستطيع أن يزايد على حكمة رئيس الجمهورية ولا على ترويه ولا على مقدرته الهائلة في حسن تدبير الأمور، اما دعوة خليل فهذا أمر لا بأس به وهو لا يأتي ضمن دائرة الاوامر.
وعلى صعيد آخر، لفت المونسينيور مبارك الى أن الكلام الذي صدر عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلام راق جداً فهو يطلب من دول العالم أن تنظر الى القضية اللبنانية وتحاول التدخل ديبلوماسياً، وقال:"هو لم يذكر القوة والسلاح بل يحاول أن يجد مخارج للحالتين السياسية والاقتصادية كي لا نصل الى حيث لا رجعة، أما استجابة دول العالم فأمر آخر لكن المبادرات قد لا تأتي بحسب رغبة الطالب خصوصاً أن هناك انقساماً بين القطبين الشرقي والغربي، فاذا كانت القضية اللبنانية ستُدوّل القضية سؤال يُطرح:هل سيتفق القطبان"؟ وتابع:"الدول لا تتدخل الا اذا رأت صيانة لمصالحها فلمصلحة من ستتدخل في لبنان أما اذا اتفق الشرق والغرب نحن نفرح، ولهذا الأمر ثلاثة عوامل:
-العامل الأول هو الوقت، ففي عالم السياسة الوقت مهمّ جداً والوقت أيضاً فيه التوقيت.
-العامل الثاني هو الرضا الداخلي عن هذا المشروع اذا على أكبر مجموعة ممكنة في البلد من القيادات ومن المؤسسات أن توافق عليه
-والعامل الثالث هو الحالة الاقليمية فنحن لسنا وحدنا في جزيرة، انما نحن في منطقة تحيط بنا دولة عدوة ودولة في حالة اضطراب... اذاً المناخ الاقليمي متوتر ولا يساعد على هذه المسالة".
وأضاف المونسينيور مبارك:"هذه العوامل قد تزول عوائقها مع الوقت فلهذا السبب يمسي طلب البطريرك الراعي طلباً رائعاً وإن كان صعب المنال".
وعن ما قاله قداسة البابا فرنسيس عن لبنان أشار المونسينيور مبارك لموقعنا الى أنه ككل مرة يجتمع فيها قداسة الحبر الاعظم بالسلك الديبلوماسي المعتمد في دولة الفاتيكان، وأنا هنا لا أقول في الكنيسة بل في دولة الفاتيكان، يلقي كلمة بالحاضرين الذين يمثلون معظم دول العالم، وأضاف:"بالأمس أسمعهم قداسته رغبته في حل المسألة اللبنانية السياسية والاقتصادية طالباً اليهم أن يحافظوا على هوية هذا الوطن لكي يبقى وطن الرسالة كما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وهذه الرسالة هي للشرق والغرب، أي رسالة الحوار والانفتاح والأخوّة والانسانية، رسالة تلاقي الأديان والمذاهب، رسالة السعي الى الخير مهما قست الظروف، رسالة الحرية بمفهومها العقلاني بعيداً عن التفلت والانزلاق نحو اللااخلاقية... وقداسة البابا قد سعى في لقاءاته المتعددة مع شيخ الأزهر وبعض الفئات الاخرى لإظهار وجه الأخوّة الانسانية الذي يجب أن يغلب على كلّ الوجوه الأخرى للتعاطي في الشأن العام، وبرأيه إن هذه الدولة التي تسمّى لبنان كانت نموذجاً للتلاقي والحوار الدائم، لذلك لا يجوز أن يستقوي فريق على فريق ولا يجوز أن يلغى دور المسيحيين خاصة في هذا الوطن". وقال المونسينور مبارك:"لا يقول قداسة البابا أن على المسيحيين تسلم زمام الأمر كاملا بل من الضروري أن تتأمن الشراكة الحقيقية بين العائلات الروحية في هذا الوطن من أجل العمل في سبيل الخير العام".
وختم المونسينيور مبارك حدثه لموقعنا بالقول:"عندما دعا فخامة الرئيس الى قيام أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان كان من حيث متابعة هذا الأمر يعمل في الاتجاه نفسه لقداسة البابا من دون التنسيق مع الحبر الاعظم لان الانفتاح في العقل والقلب والممارسات اذا ما انوجد عند الاشخاص يلتقي هؤلاء الاشخاص عند فكرة واحدة وكأنهم ينسّقون مع بعضهم البعض".