عاد الفراغ السياسي يظلل الواقع الدراماتيكي الذي يرزح تحته اللبنانيون من دون أي امال جدية في تشكيل حكومة باتت عنوانا لانتظار تشكيلها من المجتمع الدولي بأسره بل لشروطه الإجماعية لتقديم الدعم العاجل للبنان قبل ان ينزلق الى الانهيار الكبير والأخير بل ان مجمل ما نسج من سيناريوات في الأيام الأخيرة على احتمال حصول خطوات جديدة في الاتجاه الحكومي بقي حبرا على ورق تغلب عليه الاجتهادات والمعطيات غير الدقيقة . واذا كانت البلاد تدخل من الاثنين مرحلة التمديد للاقفال مع توسيع جزئي لفتح بعض القطاعات وفق الراحل الأربع التي أعلنتها رئاسة الحكومة امس فان الواقع الصحي في ظل الانتشار الوبائي الواسع الذي لا يزال مقلقا للغاية يشكل عاملا ضاغطا بقوة زائدة للخروج من واقع تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة علما ان الاستحقاقات المالية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى تتراصف وتتراكم بدورها منذرة بان تحمل الأسابيع المقبلة تطورات خطيرة في الشارع وعلى مستوى الاستقرار العام . ومع ذلك فان المعطيات الجدية تشير الى ان العهد وتياره السياسي لا يظهران أي استعدادات لزحزحة موقفهما التعطيلي لتأليف الحكومة وان مجمل ما أظهرته فرنسا من استعدادات متجددة لاحياء مبادرتها شرط اظهار خطوات عملية نحو الخروج من تعطيل الحكومة لم يترك بعد التأثير الحاسم والكافي لتوقع إيجابيات حقيقية في قابل الأيام . وفي هذا السياق لم تتأكد بعد المعلومات الصحافية التي تحدثت عن احتمال قيام موفد رئاسي فرنسي بزيارة قريبة لبيروت .
ووسط تفاقم ألاجواء القاتمة حيال الواقع السياسي والصحي والاقتصادي والاجتماعي بدا لافتا امعان “التيار الوطني الحر” في سياسات المكابرة ورمي سائر الأطراف بشتى أنواع الاتهامات وإظهار نفسه في موقع طوباوي رغم ما يتحمله من تبعات في الازمات ان لم يكن اكثر من الاخرين في بعض جوانب الازمات فاقله كسائر الذين يرشقهم بالاتهامات .