بالرغم من الظروف التي نمر بها وما أكثرها تستوقفنا انجازات الشباب اللبناني في كل أصقاع الأرض فنلجأ الى الاضاءة عليها علنا ننشر بعض الاخبار السارة في زمن كثُرت فيه السيئات والمصائب والويلات.
فها هي الشابة اللبنانية الزغرتاوية المخرجة أورسولا غالب تحقق نجاحاً عالمياً بفوز ساحق لفيلمها السينمائي القصير “Memory Express” في جوائز Gralha International monthly film awards – Curitiba Brazil للأفلام الشهرية في مدينة كوريتيبا البرازيلية حيث حصد ستّ جوائز عن فئات مختلفة منها: أفضل مخرجة، أفضل ممثل فيلم قصير، أفضل بوستر، أفضل تصميم انتاج…
وفي هذا السياق، أكدت غالب في حديث خاص لموقع “المرده” أن “هذا المهرجان يقام في البرازيل كل شهر وتجري فيه مسابقات وتوزع الجوائز، وقدمتُ عن مسابقة كانون الثاني وبعد أسبوعين تلقيتُ الموافقة أن الفيلم جرى قبوله للعرض وما يحدث ان الفيلم يعرض في بادئ الأمر في المهرجان وطبعاً هناك لجنة تحكيم تحضر الفيلم وبعدها تقرر ما اذا كان الفيلم يستحق النجاح وقالوا لنا في المهرجان إن هناك شهادات ودروع تقديرية ستوزع عبر الايميل ونقوم نحن بطباعتها وكل ذلك يتم بواسطة الانترنت لتعذر الحضور بسبب جائحة كورونا”.
ولفتت غالب الى أنه “لم نتلق خبراً بعد عن موعد استلام الجوائز وبمجرد أن عُرض الفيلم في هذا المهرجان فإن ذلك شكل أمراً مهماً بالنسبة لي كما طُلب مني ان اعرض الفيلم في مدينة الاسكندرية في مصر وقد أخذ ضجة كبيرة خاصة الجالية اللبنانية التي حضرت الحفل واثنت على الفيلم كما أنني شاركت شخصياً في مهرجان كان السينمائي في عام 2019 فكان المهرجان الأول لي”.
وقالت غالب: “أهدي هذا الفوز الى جدي والد أمي فهو الشخص الذي أوصلني الى ما أنا عليه اليوم فقد كان الداعم الاول والاخير لي وكان يحثني دائماً على العمل لتحقيق ما أصبو اليه ولم يبخل يوماً عليّ بنصيحة او دعم او سند وأنا ممتنّة له على كل شيء وكل شكر العالم لا يفيه حقه”.
وشددت على أنه “كان من الصعب النجاح في أوقات كثيرة لأنني أقدم student film والناس تتفاعل بقوة مع الافلام التي اعرضها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي لكن هذه المرة كان التفاعل مغايراً عن كل المرات السابقة، أناسٌ كثر فرحوا وباركوا لي ولم أكن أتوقع ذلك”.
وتابعت غالب قائلة: “لم أكن أتوقع أن أفوز لأن الفيلم تحت اسم الجامعة ولا أمتلك خبرة كبيرة وكنت أجهل الاخطاء التي يجب تفاديها وما هي الامور التي لا يجب ان أقوم بها وهذا الفيلم كان بمثابة درس لي وطبعاً سأتعلم الكثير أيضاً”.
وأوضحت غالب: “سأشارك في الصيف بمهرجان في أوستراليا اذا تحسنت الأوضاع على مستوى جائحة كورونا وجرى تخفيف القيود المفروضة في المطارات”.
وفي لمحة سريعة حول الفيلم تقول غالب ان “Memory Express” او “قطار الشرق” يحكي عن رجل مسنّ أدّى دوره الممثل اللبناني أسعد رشدان كان يعمل طيلة حياته على سكة القطار في لبنان وكما هو معلوم ان كل الذين عملوا في هذه المهنة لا يزالون يتقاضون أجورهم حتى يومنا هذا ورغم توقف عمله يحرص كل يوم على الذهاب الى مركز عمله على أساس ان القطار لا يزال “ماشي” ويصطحب معه حفيده الصغير ويجعله يعيش واياه “الوهم” عينه ويرفض الطفل الصغير الذهاب الى المدرسة وترك منزل جده لانه بنظره الحياة هناك في سكة القطار”.
وتابعت غالب: “الرجل المسنّ دائماً ما يحرص على تنظيف مكتبه الذي يحوي أوراقاً قديمة في مكان العمل”.
أورسولا غالب ابنة الـ25 ربيعاً ابنة وحيدة بين 3 اخوة خريجة جامعة اللويزة اختصاصها Radio Tv وقد أنجزت هذا الفيلم كمشروع تخرج.