"الى ابناء وبنات بلدي الأعزاء، اليس من حقكم ان تعرفوا الحقيقة؟ سؤال بديهي يطرح. هل من اجترع لكم اكذوبة: ان كل زعمائكم وقادتكم المدنيين والروحيين هم قديسون يجب تطويبهم وعدم المس بهم تحت طائلة الويل والثبور؟
اعزائي من حقكم عليّ اولا كقاضي اقسمت على ذلك امام الله ومن حقكم علينا كقضاة،ان نقول لكم الحقيقة وان نبذل كل جهد لتمكينكم من الوصول الى العدالة ومعرفة الحق الذي تتوقون اليه".
وتابعت عون بالقول:" أعزائي اصارحكم بواقع بالتاكيد تعرفونه: انكم شعب منهوب انكم شعب مسلوب ومن حقكم استعادة أموالكم من الذين نهبوكم، ومن واجبنا كقضاة مؤتمنين على رسالة العدالة ان نبذل الغالي والرخيص من اجل ذلك.
العدالة من الله؛ والذي يحب الله يحب العدالة. والا سيصدق بنا هذا القول للسيد المسيح :"الويل لكم ايها الكتبة والفريسييون والمراؤون لانكم تاكلون بيوت الأرامل...."
ارجوكم قفوا مع كل زعيم او مسؤول او مؤسسة او دولة تقف معكم وتريد مساعدتكم لاحقاق الحق وتحقيق العدالة ومساءلة كل مرتكب سرق أموالكم واوصلكم الى حال الجوع والعوز الذي تعيشونه".
وتابعت عون:"يتكلمون عن التسييس في الملفات....
نغمة نسمعها كلما تجرأ اي قاض وفتح ملف فساد، وللاسف هم قلة، بالله عليكم اين التسييس عندما يقوم القاضي بدراية وتجرّد بدراسة ملفه لشهور متعددة فيجلب المستندات ويستجوب كل من له علاقة بالقضية ويتحرى ويسال الى ان يخلص الى قناعة معينة كمحقق على اساس الوقائع الموجودة لديه،ثابتة الى حد كبير في مرحلة التحقيق الاولي".
وسألت عون:" ماذا عليه ان يفعل عندها، ايستنكف عن قول الحقيقة ويسخر من قناعته وضميره خوفا من ان تلصق به كل التهم او خوفا من المساس بهذا الرمز او ذاك، ام يقول الحقيقة حتى على قطع راسه.
لا والف لا؛ لا رموز ولا شخص ولا اي انسان يمكن ان يعلو على الحق؛ وعلى حقكم كشعب متألم ومقهور في استعادة أموالكم وفي استبيان الحقيقة في كل جريمة وقعتم ضحيتها".
وختمت بالقول:اعدكم باني ساستمر بالقيام بواجبي حتى الرمق الأخير وهذا ابسط الايمان وادعو كل زملائي الشرفاء وهم كثر الى استنهاض الهمم. هذا واجبنا وهذا حق الناس علينا
ودمتم
مع كل محبتي واحترامي
القاضي غادة عون"