"طرابلس" مسرح للأحداث ومواجهات بين المتظاهرين وقوى الامن والجيش منذ ثلاثة ايام. المشهد يتكرر ويتفاقم يوما بعد يوم وخرج " مع أقدام اشخاص
عن الضوابط والخطوط المرسومة له بان تحول الى "اشتباكات مسلّحة
ومجموعات على مهاجمة نقاط قوى الامن المولجة حراسة سرايا طرابلس والقاء قنابل يدوية وقنابل مولوتوف حارقة
طالت ايضاً آليات وعتاداً للجيش اللبناني.
هذه التطورات التي دفعت بالوضع الأمني الى الواجهة متقدماً على الوضعين الصحي (كورونا) والاقتصادي (الدولار)،
باغتت القيادات الطرابلسية التي فوجئت بحجم الاحداث على الارض وخروجها الى مسارات خطرة. ولم يكن امام هذه القيادات الا إبداء التفهم للتحركات الشعبية الناجمة عن ضغوط وضائقة معيشية واقتصادية، ومن جهة ثانية موازنة التضامن مع الجيش والقوى الامنية ورفض التعرض لها واستهدافها والتخريب على أمن طرابلس.
الأهم في هذه الأحداث التساؤلات السياسية التي طرحتها:
-1 من هي الجهات المحركة للشارع من طرابلس الى مناطق اخرى في بيروت والبقاع الغربي وعلى خط بيروت – الجنوب؟!
-2 ما هي الاهداف والخلفيات السياسية المحركة اذا وجدت وأي رسائل سياسية انطوت عليها؟!
اصابع الاتهام وجهت أولاً الى انصار بهاء الحريري ومعهم انصار اللواء اشرف ريفي ومن خلفية تحريك الشارع ضدّ السلطة القائمة التي يسيطر عليها حزب الله وضدّ رئاسة سعد الحريري للحكومة الجديدة ودفعه الى الاعتذار. بمعنى ان
النصيحة السياسية التي اسداها جنبلاط تُستكمل وتُترجم عملياً تبادلاً للاتهامات جرى بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر . ولكن المفارقة : "المستقبل" يضع الاحداث في خانة الضغوط على الحريري لحمله على التنازل
والرضوخ للشروط والمطالب التي يضعها عون وباسيل بدعم من حزب الله... و"التيار" يضع الاحداث في خانة الضغوط التي يمارسها الحريري مستخدمها الشارع هذه المرة لحمل رئيس الجمهورية على السير بتأليف الحكومة على اساس التشكيلة التي عرضها الحريري ولا يسحبها رغم رفض الرئيس عون لها...
التساؤل يمتد ايضاً الى احتمال وجود جهة خارجية محركة ولها بصمات في احداث شوارع طرابلس. ماذا عن تركيا ونفوذها المتعاظم في طرابلس والشمال السني، وهل ما حدث مؤشر الى وجود اجندة لبنانية لدى اردوغان؟