مع الجمود الذي يسيطر على تشكيل الحكومة، عاد «التيار الوطني الحر» ورمى الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بينما استمرت الدعوات للإسراع بالتأليف، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.
وفي بيان له بعد اجتماع استثنائي، دعا «التيار الوطني الحر» رئيس الحكومة المكلف إلى «إدراك خطورة المراوحة والانعكاسات السلبية لعدم الإقدام على تشكيل الحكومة التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أعلى درجات الدعم والتضامن الوطني، وهذا يعني التزام الجميع بقواعد الميثاق والدستور، والإقلاع عن محاولات وضع اليد على الحقوق السياسية لأي مكون لبناني»، مذكراً بأن «زمن الوصاية الخارجية قد انتهى، ومن الوهم أن يحاول البعض استبداله بهيمنة داخلية».
في المقابل، اعتبر النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» هادي أبو الحسن، أن «هناك تعجيزاً يتعرض له الرئيس المكلف بهدف الضغط عليه للاعتذار»، مؤكداً في حديث إذاعي أن «جل ما يطمح إليه رئيس الجمهورية هو ضمان وجود وريثه السياسي، في حال تأخير الانتخابات النيابية والرئاسية، للتحكم بزمام الأمور».
وأشار إلى أن «الكلام عن عدم رغبة عون بالثلث المعطل جيد، ولكن على رئيس الجمهورية أن يربطه بالواقع وقبول التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري»، موضحاً أن «دعوة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الحريري إلى الاعتذار ليست تسليماً، إنما جزء من المواجهة؛ لأن الرئيس المكلف أمام خيارين: إما الاعتذار أو تشكيل حكومة وفق شروطهم، ما يعني أنهم يريدون استغلال الغطاء الشرعي الذي يؤمنه الحريري لقضم ما تبقى من البلد، فلماذا يريد الحريري البقاء في هذا الموقف؟».
من جهة أخرى، رأى النائب الكتائبي المستقيل إلياس حنكش، أن «لبنان اليوم بحاجة إلى تغيير جذري لا إعادة خلط الأوراق، وهذا يحصل بقوى جديدة منتفضة» داعياً إلى «تشكيل حكومة اختصاصيين من رئيسها إلى أعضائها، تحظى بثقة الشعب والمجتمع الدولي؛ لأن لا قدرة لنا على الاستمرار من دون الدعم الخارجي. وعلى هذه الحكومة أن تكون على مسافة واحدة من اللبنانيين ومستقلة عن هذه المنظومة، لكي تشرف على الانتخابات النيابية، ومن ثم يعقد مؤتمر كبير للبنان يطرح فيه موضوع النظام».