حركة سياسية ناشطة قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب امس بهدف تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة، بدأ دياب هذه الحركة بزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، وبعدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وختم سلسلة الزيارات بلقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا.
وصرح دياب بعد لقاء الحريري قائلا: البلد بأمس الحاجة الى وفاق سياسي بين كل الفرقاء المعنية، واليوم مضى 12 شهرا على تأليف حكومة التحديات، وخلال هذا العام مضت أزمات على البلد أكثر مما مضى على البلد في 12 سنة، واتفقت مع الحريري على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع ما يمكن لحل هذه الأزمات المتتالية التي اثرت على لبنان سلبا.
ودعا دياب كل الجهات للبناء على الإيجابيات التي وصلنا لها فيما خص تشكيل الحكومة، والحريري أبدى انفتاحا للتشاور مع كل الجهات لحل المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن.
بدوره، قال الحريري بعد اللقاء: بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأبديت كل انفتاح للتشكيل، وموقفي واضح، وأقول للبنانيين «يجب أن نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظل انتشار كورونا والالتزام بالإجراءات»، وأضاف «تترتب على المواطن مسؤولية على صعيد مواجهة انتشار كورونا، والدولة مسؤولة أيضا، وسأكثف رحلاتي وسأعمل جاهدا لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن».
في السياق، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عقب زيارة عين التينة «الرئيس نبيه بري أبدى كل استعداد للمساعدة كما يقوم دائما لحل العقد القليلة المتبقية في موضوع تشكيل الحكومة، وهذا مطلب وطني من الجميع لمعالجة الأمور اليومية والحياتية التي يعاني منها لبنان واللبنانيون».
وأضاف دياب «الأيادي البيض موجودة، ولابد من البناء على الإيجابيات وهي كثيرة، وعلينا أن نرى كيف يمكن تدوير الزوايا لتذليل الثغرات التي تعوق تشكيل الحكومة».
ولفت رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، إلى «انني لمست كل استعداد من الرئيس عون لإعادة تفعيل عملية تأليف الحكومة، كما لمست هذا الأمر من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري».
وأشار إلى أنه «في الوقت الذي يراه الرئيس عون والحريري مناسبا، سيكون هناك لقاء، ان شاء الله قريبا لمتابعة الموضوع والوصول إلى الحل المناسب لتولد الحكومة في أسرع وقت ممكن»، موضحا «انني لمست من الجميع أن النقاط المنجزة والإيجابية أكثر من العقد التي هي بحاجة إلى تدوير زوايا سياسية، إنما النية لدى الجميع لمتابعة التشكيل بأسرع وقت ممكن».
وهنا يقول النائب جميل السيد في تغريدة تويترية: «لا فرنسا ولا البطريرك الراعي بوسعهما التوفيق بين عون والحريري».
لكن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مازال يأمل في تليين المواقف المتصلبة، من خلال جولاته المستجدة على خط بعبدا ـ بيت الوسط، على الرغم من الأجواء غير المشجعة.
وردا على دعوات التيار الحر الرئيس المكلف إلى الاعتذار نتيجة عجزه عن تشكيل الحكومة، قالت مصادر تيار المستقبل إن الحريري حصل على التكليف بتشكيل الحكومة بأصوات النواب.
واضافت المصادر أن رئيس الحكومة سمته الأكثرية النيابية وألزمت رئيس الجمهورية باسمه، وهو يخضع في ولايته لمحاسبة النواب والشارع.
وعلى صعيد وباء كورونا، سجلت أول من امس 3144 اصابة و53 وفاة، ووجه الحريري نداء الى اللبنانيين، محذرا من اخطار وباء كورونا، ومعلنا صرف النظر عن الاحتفال بذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير منعا للاختلاط الاجتماعي، وربما السياسي ايضا.
وأكد الحريري في البيان «انه فوق كل العقد والعراقيل والتجاذبات التي تمنع ولادة الحكومة، تبقى جائحة الكورونا مسألة وطنية وأخلاقية وإنسانية لا تحتمل المزايدة والإهمال والتبريرات»، وحث اللبنانيين على التزام المنازل والتوقف عن كل اشكال الاختلاط والانشطة، لأننا امام وباء لا يرأف بأحد، كبيرا او صغيرا، غنيا او فقيرا، متعلما او أمّيا، مواطنا او مقيما ومسلما او مسيحيا.
وأضاف في بيان «ان الطاقم الطبي والصحي اللبناني، في المستشفيات الحكومية والخاصة والصليب الاحمر والدفاع المدني والمختبرات والصيدليات والعيادات والمستوصفات، يشكل خط الدفاع الاول عن سلامة الناس ومكافحة الوباء، لكن الواجب الوطني والاخلاقي يستدعي منا، مواطنين ومسؤولين، توفير الحماية ومقتضيات السلامة لهذا الطاقم الفدائي ليتمكن من القيام بدوره وعدم تحميله ما لا طاقة له على تحمله».