واضح أن من أوعز أو سرّب شريط الحديث الثنائي بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، وفيه ما فيه من كلام يرمي الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بـ«الكذب»، تمنى بعد قياس ردود الفعل السياسية والشعبية، لو أنه لم يفعل.
والسبب، كما تقول المصادر المعنية، أن الحجر الذي رمى به الرئيس عون، شريكه الأخير في «التسوية الرئاسية المضمحلة» أصاب زجاج القصر، ولم يصل الى بيت الوسط، وكان الرهان على أن يرد الحريري على القول بمثله، حنقاً أو غضباً، لينتهي به المقام خارج دائرة التكليف بتشكيل الحكومة، فإذا به يختار الرد بحكمة من الكتاب المقدس، حيث غرد عبر «تويتر» قائلا: (إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ، لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ).
وسارع التيار الوطني الحر الى الرد على الحكمة بآية قرآنية: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين).
وقد نشر أمس الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على تطبيق «فيرو» قصيدة للشاعر البريطاني روديارد كيبلينغ، بعنوان «إذا».
وتتناول القصيدة سلسلة من النصائح لكيفية التعاطي مع كم من الأكاذيب، وفي نص القصيدة ما يلي:
«إذا تمكنت من الحفاظ على رشدك
بينما كل من حولك يفقد رشده ويلقي باللوم عليك
وإذا وثقت بنفسك بينما يشك بك الجميع
ورغما عن ذلك اختلقت الأعذار لشكوكهم
وإذا استطعت أن تنتظر دون كلل
وكذبوا عليك فيما أنت لم تنغمس بالكذب
وكرهوك فيما أنت لم تفسح بالمجال أمام الكراهية
ورغم ذلك لا تفرط بالنبل أو الحكمة
وإذا تمكنت من أن تحلم ولم تسمح للأحلام أن تسيطر عليك
وإذا تمكنت من التفكير لا تجعل أفكارك هدفا لك
وإذا قابلت النصر والمصيبة
وعاملت كلا هذين المخادعين علي حد السواء
وإذا سمعت الحقيقة التي قلتها
تنقلب من قبل بعض المخادعين لتكون فخا للأغبياء
وإذا شاهدت ما وهبت عمرك لأجله ويحطم
لكنك تنحني وتشيده من جديد بما تملك من أدوات بالية
وإذا جمعت كل نجاحاتك في كومة واحدة
وغامرت بها في لعبة «طرة ونقشة» واحدة
وخسرت وبدأت من جديد من بداياتك
ولم تقل كلمة واحدة عن خسارتك
وإذا استطعت أن ترغم قلبك وأعصابك وأوتار جسدك
على أن تعينك رغم تعبها
وتواصل السير بينما لم يبق فيك شيء
إلا الإرادة التي تقول: تمسك بإحكام
وإذا استطعت أن تتحدث مع الجموع دون أن تفقد فضيلتك
وسرت مع الملوك دون أن تفقد تواضعك
وإذا لم يتمكن الأعداء والأصدقاء من إيذائك
وإذا حسبت لكل رجل حسابه دون أن تبالغ
وملأت الدقيقة التي لا تغفر
بستين ثانية من الركض لمسافات
فكل الأرض وما عليها ستكون لك
وتكون أنت ـ وهذا الأهم ـ رجلا يا بني!»
ولما تبين للتيار أن ردود الفعل، ردت مضار الفعل الى مصدره، بدأ خطواته «الانسحابية» الادعاء بان الشريط مجتزأ، وان قناة الجديد التي بثته منبر تحريضي. ولاحقا ذكرت مصادر التيار أن الشريط وصل الى بعض وسائل الإعلام بخطأ تقني.
في هذه الأثناء، هبط العداد اليومي لمصابي «كورونا» في لبنان من سقف الخمسة آلاف الى 3025، ما رفع العدد التراكمي الى 222391، فضلا عن 23 حالة وفاة أول من أمس، في حين استمرت الزحمة على السوبر ماركت والميني ماركت والمخابز وكل ما يتصل بالمؤن الغذائية استعدادا لفترة الإقفال العام الشامل، بدءا من غد الخميس، في تجاوزات أقل مما سبق لإجراءات مواجهة «كورونا». وأصدر محافظ بيروت مروان عبود بلاغا هدد المتاجر التي لا تلتزم بالإغلاق، بختمها بالشمع الأحمر. وقال مصدر أمني مسؤول: لن تكون هناك مناطق مقفلة بوجه الدولة.
إلى ذلك، تبلغت النيابة العامة التمييزية جواب الانتربول الدولي، بتحويل مذكرات التوقيف التي أصدرها المحقق العدلي القاضي فادي صوان بحق مالك السفينة «روسوس» التي أفرغت نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وصاحبها والتاجر الذي اشترى نيترات الأمونيوم من موزمبيق وشحنها إلى بيروت، الى مذكرات توقيف دولية وتعميمها عبر النشرة الحمراء على كل الدول لتنفيذها، وإعادة الملف من محكمة التمييز الى القاضي صوان والطلب من الأخير استكمال التحقيقات، ريثما تبت المحكمة بقبول أو رفض استدعاء نقل الملف منه الى قاض آخر.