يُمسك حزب الله العصا من نصفها، فلا يسمح للعهد بتخطّي الخطوط الحمر، مهما صعّد التيار الوطني الحر من
لهجته، )وهذا يبقي الحريري أكثر قربا منه( ويخفف الضغط على الحريري فيبقي له مساحة من الحرية لتفجير توتره
وتوتر مناصريه تجاه التيار والعهد، ويُصر على تكرار دعوته الى تحريك إتصالاته، في إشارة الى إستمرار التمسك به. ولا يضيره في المقابل المشهد الداخلي حين تعصف الخلافات بين بكركي وبعبدا وبيت الوسط حول تأليف الحكومة، لأن كل هذه العناصر تزيد من رصيد الحاجة إليه عندما يحين وقت الإستحقاق الفعلي. ولأن إنتظار الترتيبات الإقليمية والدولية يبدو طويلا، فإن الحزب يراعي أكثر فأكثر خصوصية وضعية الحريري، لكن في شكل مغاير لمراحل سابقة.
القصة أصبحت معكوسة ولم يعد الحريري رجل السعودية في لبنان، بل أصبح أقرب ما يكون إلى رجل الحزب في الخليج. وهذا يبقيه تحت جناحيه، الى أن تصبح الحاجة الى ترتيبات إقليمية أكثر إلحاحا، فيقصيه أو يبقيه بحسب المقتضيات.