حضر الإقفال «الكوروني»، في لبنان، فغابت السياسة ومعها تشكيل الحكومة، والمبادرة الفرنسية المتعثرة، وانشغل اللبنانيون، بمتابعة أخبار لقاح الفيروس الوبائي، والإغلاق الكامل، الذي وقع الرئيس ميشال عون امس الموافقة الاستثنائية عليه ابتداء من غد الخميس وحتى صباح الأول من شهر شباط/ فبراير المقبل، كما وافق على اقتراح وزير الصحة حمد حسن، بتوقيع العقد مع شركة (فايزر) الأميركية لشراء لقاحها المضاد لوباء كورونا، على أن تصدر الموافقة الاستثنائية بعد توقيع رئيس الحكومة.
الإقفال التام الذي يصادف عطلة لمناسبة عيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، رغم اقتراح البعض الإقفال بدءا من يوم الجمعة، احتراما لاحتفال الأرمن بعيد الميلاد، لكن هاغوب بقرادونيان، رئيس كتلة نواب الأرمن، دعا إلى الإقفال الفوري، دون اعتبار للمناسبة لأن حياة الناس فوق كل اعتبار.
وهذا الإقفال هو الرابع منذ انتشار الوباء في شباط/ فبراير 2020، واستثنى الأطباء والممرضين والعسكريين والصحافيين، وإدارات الدولة والمطابع والمصارف على ان تكون نسبة الأشغال بين 20 و30%، أما القضاة والمحامون فينص القرار على عملهم عن بُعد لبتّ قرارات إخلاء السبيل.
عضو لجنة «كورونا» الدكتور عبدالرحمن البزري أعلن عن توجه الى تعدد مصادر اللقاحات لإتاحة الفرصة لتطعيم أكبر عدد من اللبنانيين، مشيرا إلى أن لقاح فايزر وحده لا يكفي، ثم هناك مشكلة تبريده الشديد، فلدينا الآن 18 برادا ناقصة بضع درجات عن المستوى المطلوب وقد تمت التوصية على 6 برادات بالمواصفات التامة.
وزير الصحة حمد حسن اعتبر ان سياسة الإغلاق دليل فشل الحكومة فهو يريح الأطقم الطبية ويخفف عدد الإصابات، لكن له تداعيات كثيرة اجتماعية واقتصادية.
وسجل عداد كورونا أمس الأول 2861 إصابة جديدة ليرتفع العدد الى 192139 منذ تفشي الوباء، فضلا عن 13 وفاة أمس.
أما في السياسة، ووفق توقعات «الأنباء»، فقد سجل إعلان السفارة الفرنسية في بيروت عن تأجيل زيارة وفد مجلس الشيوخ الفرنسي إلى لبنان الذي كان منتظرا وصوله منتصف هذه الليلة، بسبب الظروف الصحية، وإلى أجل غير مسمى.
وكانت السفارة الفرنسية حجزت مواعيد لأعضاء الوفد الستة مع رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة ومع بعض السياسيين ورؤساء الطوائف اللبنانية ضمن إطار تحرك هادف إلى إعادة تفعيل مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وغابت كل الاستحقاقات الأخرى، ولا كلام عن موعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري، في حين نسبت مواقع التواصل إلى قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله القول بأنه لا حكومة في لبنان قبل تسلّم جو بايدن السلطة في البيت الأبيض، وقالت إن باريس تعمل على إعادة الحرارة إلى خطوط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط، وأكثر من ذلك تحدثت مصادر متابعة عن حث الفرنسي للرئيس المكلف سعد الحريري بالتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ويقول اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام عن تشكيل الحكومة: اننا لم نتجاوز المعدل الزمني العام لتشكيل الحكومات في لبنان، والمشكلة ان العمل يجري على تشكيل حكومة اختصاصيين في بلد عز فيه الاختصاص بعيدا عن السياسية.
أما بخصوص المبادرة الفرنسية، فقد اكد اللواء إبراهيم لإذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات اللبنانية، ان هذه المبادرة لاتزال قائمة بعناوينها الكبرى ومن المرجح ان تكون بوصلة البيان الوزاري والعمل الحكومي بعد تشكيل الحكومة.
وعن مسألة العودة الطوعية للاجئين السوريين التي يشرف عليها الأمن العام قال: مازالت مستمرة انما جائحة كورونا أثرت على استمراريتها.
وقد اضطربت الأجواء الأمنية بالأمس، اثر إحراق صور للواء قاسم سليماني في منطقة نهر الكلب، حيث توجد الصخرة التي تحمل لوحات تؤرخ لرحيل الغزاة عن لبنان، ورد أنصار حزب الله بإحراق صور للرئيس الراحل بشير الجميل في الضاحية الجنوبية.