2024- 06 - 26   |   بحث في الموقع  
logo التناقضات الأميركية- الإسرائيلية: حرب على لبنان أم إسقاط نتنياهو؟ logo إطلاق نار كثيف على أوتوستراد البالما.. ما السبب؟ logo رسالة من بوحبيب إلى غوتيريش.. ماذا تتضمن؟ logo بطولة أوروبا: تعادل فرنسا وبولندا.. وفوز النمسا على هولندا logo بشأن ارتفاع أسعار الاستشفاء.. سلام يعقد اجتماعا طارئا غدا logo بوحبيب عرض وبيربوك للأوضاع.. وتشديد لبناني على الحلول السلمية logo شيخ العقل لبى دعوة الراعي للقاء بارولين في بكركي واتصل بالخطيب logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الثلاثاء
إنقاذ لبنان بات ممكنًا (بقلم د.جيرار ديب)
2020-12-10 09:28:01



ذكر رئيس الدبلوماسية الفرنسية، وزير الخارجية جان إيف لودريان، في إحدى زياراته إلى لبنان، أنّه من الضروري مساعدة لبنان وعدم تركه يقع فريسة سهلة لمحور الشرق. لهذا أصرّ على مساعدة لبنان، رغم الصعوبات المستفحلة في هذا البلد الصغير، وشدّد لودريان على أن لا خلاص للبنان إلّا عبر المؤسسات الدولية، وعلى رأسها البنك الدولي. فقد صرّح من وزارة الخارجية اللبنانية، في ٢٣-٧-٢٠٢٠، ضمن مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير السابق للخارجية اللبنانية، ناصيف حتي، "إن الحلّ لاستعادة لبنان عافيته معروف وقد اقترحنا في مؤتمر سيدر تمويل مشاريع تطوير مقابل الإصلاحات".
 
تأرجح الوضع اللبناني منذ تصريح لودريان هذا، بين الإنهيار والإستقرار، فارتفعت الأصوات المطالبة بانضمام لبنان إلى لعبة المحاور والإصطفاف إلى جانب المحور الشرقي، لا سيما بعد ازدياد الضغط الأميركي على الحكومة اللبنانية، إضافة إلى توسيع مروحة العقوبات الأميركية على أصدقاء الحزب لا سيما وزير الخارجية السابق جبران باسيل، ما زاد من اتساع المطالبة بالانضمام شرقًا، سيما وإنّ الوزير باسيل عقد مؤتمرًا صحافيًا، برّر فيه فرض العقوبات عليه بسبب رفضه فكّ الحلف مع حزب الله. 
 
مخطئ من يعتقد أنّ لبنان وحيد في جزيرة، وبعيد عن مشاكل الشرق الأوسط والتطورات التي تحصل فيه. لكنّ الصحيح، أنّ الدول العربية هي الإمتداد الطبيعي للبنان، فهي عمقه الإستراتيجي والإقتصادي. وقد تكون من أبرز الأسباب التي يعاني منها لبنان، على الصعد الإقتصادية والمالية، هي معاقبة الدول العربية له وإحجامها عن دعمه ومساعدته. 
 
بالمقابل، قال وزير النقل العراقي ناصر الشبلي، إنّ بلاده ستكون المحطة الرئيسية في مشروع الطريق الدولي البري والبحري(طريق الحرير-الصيني) الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا. فهذا دليل على أنّ التنين الصيني بدأ بمدّ نفوذه الإقتصادي، واستعماره المبطّن، إلى عمق المشرق العربي، إلى العاصمة بغداد. والعراق، في مؤتمر الدعم الأخير للبنان، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد قدّم الدعم الكامل للبنان، لاسيما من ناحية الطاقة النفطية دون شروط مسبقة، وبتسيهلات مطلقة. هذا ما قد يثير رغبة الحكومة اللبنانية بالإنضمام للحلف الجديد، فيضعها في خانة الخصومة الحقيقية مع الغرب. 
 
المطلوب من الحكومة اللبنانية واضح، ألا وهو القيام بالإصلاحات، لإنجاح مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون. اهتمام فرنسا بإنقاذ لبنان، لا يتوقّف عند المصالح الفرنسية فيه، خصوصًا شركتها المستخرجة للنفط "توتال"، ولا عند المشاعر التي تربط فرنسا بلبنان نتيجة الإنتداب السابق، بل يهدف أيضًا إلى قطع الطريق على اللاعب التركي، الذي قدّم المبادرات حول إعادة بناء مرفأ بيروت بعد الكارثة التي حلّت فيه. 
 
إنّ لعبة المرافئ على ما يبدو، هي اختصاص حكومة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، الذي دخل الصراع الليبي من بوابة ميناء مصراتة على الساحل الليبي، الذي يُعدّ نقطة استراتيجية للأتراك، لأنّ وجود السفن الحربية التركية في ميناء مصراتة ضروري للسيطرة على حركة التجارة الدولية، والسيطرة على النفط الليبي، إضافة لتسهيل مهمتها في مواصلة خطط التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. 
 
في سياق متّصل، صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي ماكرون، بأنّ مصر لن تتخلّى أبدًا عن أشقائها في لبنان. دعوة الرئيس السيسي، تتقاطع مع الرئيس الفرنسي، لوقف المدّ التركي في البحر المتوسط، لأنّ الصراع على استخراج الغاز الطبيعي وتصديره للعمق الأوروبي، سيحرم التركي من تصدير غازه الذي بشّر به أردوغان، بعد اكتشافه للكميات الضخمة من الغاز في البحر الأسود. 
 
إنّ إصرار الرئيس الفرنسي، والدعم المصري، سيكونان بداية الطريق لإخراج لبنان من أزمته. فبالنسبة للسياسة الفرنسية، لا يجب خسارة الورقة اللبنانية؛ فهي على ما يبدو تريد الضغط على الروسي والتركي من خلال لبنان. لقد اتّهم الرئيس الفرنسي ماكرون، روسيا وتركيا باتباع "استراتيجية" تهدف إلى تأجيج مشاعر معادية لفرنسا في القارة الأفريقية، مستغلة "نقمة ما بعد حقبة الاستعمار". 
 
في حرب المصالح الدولية، يبدو أنّ الرئيس الأميركي المنتخب بايدن، وبحسب تصريحاته، سيعمد إلى سياسة مختلفة عن تلك التي اعتمدها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تمثّلت بسياسة الإنعزال وإعادة التموضع للجيش الأميركي في المنطقة. أمّا سياسة بايدن فستكون تدخلية، وستُعيد الدور التقليدي للّاعب الأميركي، في تفاصيل الأحداث العالمية عامةً، والشرق أوسطية خاصةً.
 
أخيرًا، أمام هذه التطورات المتسارعة، يجد الفرنسي نفسه أمام واقع التدخل السريع في الشأن اللبناني، كي يضمن الوجود الفرنسي على البحر المتوسط؛ وذلك لتحسين الموقف الفرنسي في المفاوضات القادمة على المنطقة من جهة، ولتحسين حظوظه لرئاسة ثانية من جهة أخرى. ففرنسا، ستكون على موعد مع انتخابات رئاسية بعد عامين تقريبًا. لذا يسعى الرئيس ماكرون لإنجاز خارجي، يحاكي فيه الناخب الفرنسي كي يعيده هذا الأخير إلى قصر الإليزيه مجددًا. من هنا، نستنتج أنّ الإصرار الفرنسي، أعطى أملًا للبنان بإعادة إنقاذه؛ ليس حبًا بهذا البلد، بقدر ما هي لعبة مصالح أممية.
                                                                         
 


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top