2024- 06 - 26   |   بحث في الموقع  
logo التناقضات الأميركية- الإسرائيلية: حرب على لبنان أم إسقاط نتنياهو؟ logo إطلاق نار كثيف على أوتوستراد البالما.. ما السبب؟ logo رسالة من بوحبيب إلى غوتيريش.. ماذا تتضمن؟ logo بطولة أوروبا: تعادل فرنسا وبولندا.. وفوز النمسا على هولندا logo بشأن ارتفاع أسعار الاستشفاء.. سلام يعقد اجتماعا طارئا غدا logo بوحبيب عرض وبيربوك للأوضاع.. وتشديد لبناني على الحلول السلمية logo شيخ العقل لبى دعوة الراعي للقاء بارولين في بكركي واتصل بالخطيب logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الثلاثاء
هل انقلب سحر الشرق الأوسط على الساحر الأمريكي؟ (د.جيرار ديب)
2020-12-08 17:58:22



لم يكتمل، على ما يبدو، رسم مشروع الشرق الأوسط الجديد كما أراده اللاعب الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ هذا المشروع الذي بشّرت به علنًا وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، قبل خمسة عشر عامًا، ومن تل أبيب تحديدًا، وأتى على ذكره مسؤولون أمريكيون آخرون، وأبرزهم جو بايدن، الذي كان يومها عضو مجلس الشيوخ الأميركي عام ٢٠٠٦، وهو اليوم الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية. 


فهل سيقدم الرئيس المنتخب، جو بايدن، على إعادة وضع اللمسات الأخيرة لهذا المشروع؟ أم إنّ الظروف تغيّرت اليوم واختلفت عن تلك التي كانت عليها في السابق، عندما كان بايدن عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي؟ فهل سيرضخ لمتطلبات التغيرات الراهنة، ويُقدم على الإعتراف بعالم متعدّد الأقطاب؟



لا شكّ في أنّ العالم قد تغير، ومن ضمنه الشرق الأوسط. ومن المؤكّد أنّ الولايات المتحدة، لم تعد القطب القائد والمؤثر الوحيد في المنطقة؛ إذ، لم يعد ممكنًا تجاهل الحضور الروسي، ولا الحلم الصيني الذي بات أشبه بالواقع. كما أننا اليوم، في شرق تتقاسمه أقطاب لاعبة رئيسية، كالإيراني والتركي.
أضف إلى هذا كلّه، هناك "بعبع" العرب المتمثّل بالشبح الإيراني بعد أن كان الإسرائيلي لسنواتٍ خلت، وهذا ما دفع بدول عربية إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. وهذا ما أكدّه وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، في كلمته بمؤتمر حوار المنامة في دورته السادسة عشرة، بأنّ التعاون مع إسرائيل يأتي ضمن إطار تعزيز أمن الخليج بتوسيع الشراكات، ودرءًا للخطر الإيراني على المنطقة.



في هذا السياق، قال وزير النقل العراقي ناصر الشبلي، إنّ بلاده ستكون المحطة الرئيسة في مشروع الطريق الدولي البري والبحري (طريق الحرير) الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا. وأضاف: "إنّ تنفيذ طريق الحرير عبر العراق سيوفر مردودًا إقتصاديًا كبيرًا للبلاد، وهو مرتبط بإنجاز ميناء الفاو الكبير".
هذا وقد أعلنت الصين عام ٢٠١٣ مبادرتها بإنشاء طريق الحرير الجديد، وهو عبارة عن شبكة من الموانئ وسكك الحديد التي ستربط ما يقارب ٦٥ بلدًا حول العالم. كما وإنّ للقيصر الروسي كلمته، في أكثر من منطقة عربية، لا سيما في سوريا، التي وضع فيها قواعده العسكرية، ودراسته الجيوسياسية لأكثر من خمسين عامًا. ولا أحد يتنكّر للدور الروسي في ليبيا، عبر الدعم لقوات حفتر، وشركة فاغنر للأمن الذاتي.
المنطقة ليست بخير، فقد نجح الأمريكي عبر قوته الناعمة ببثّ فلسفة الفوضى؛ فتحرّكت شعوب المنطقة وثارت مطالبة بالديمقراطية، ولكنّها اصطدمت بأطماع خبيثة، لإعادة الأمجاد وفرض الهيمنات عليها. فلا الديمقراطية طُبقت، ولا الشرق العربي استنهض قوميته من جديد.
هذه الصورة السيكونية، تشبه طموح العرب في الحرب العالمية الأولى، عندما وعد الإنكليز الملك فيصل، بتحرير المنطقة العربية من نير الإحتلال العثماني وإعطائها استقلالها، ولكن بفارق بسيط، إذ إنّ المنطقة آنذاك كانت مقسمّةً مسبقًا باتفاقية سايكس بيكو، بينما اليوم، على ما يبدو انتزعت الريشة من الرسام الأمريكي، وبدأ التشويه.



أدخلت المنطقة في زواريب الأطماع الإقتصادية، والسياسية، والأمنية، وأرخت العقوبات الأميركية على دولها ثقلًا كبيرًا، لدرجة إحداث الفوضى. هذه الفوضى أوقعت المنطقة فريسة أطماع القريب قبل البعيد. فدخل المدّ العثماني يفتّش عن ماضيه، وسارع الفارسي لإعادة أمجاد إمبراطوريته، واستفادت إسرائيل من التسريع في تطبيق صفقة القرن، وعلت أسهم موجة التطبيع. كل ّ هذا حصل على وقع تزايد نفوذ القوة الصاعدة، وضعف القوة المهيمنة المتمثلة بدور الشرطي الأمريكي في العالم. وهذا ما يرفع حظوظ الحرب الإقليمية، التي تتسارع وتيرتها في ضوء اغتيال العالم النووي الإيراني محسن زاده، حيث وجّهت إيران إصبع الإتهام صوب إسرائيل، وتوعّدت بالرد.
لا أحد ينكر أنّ الإدارة الأميركية الجديدة وعلى رأسها الرئيس، ستكون أمام تحدّي تكريس الدور الأميركي في المنطقة عبر الإمساك بمفاتيح اللعبة الدولية، وتحديدًا في رسم خارطة منطقة الشرق الأوسط. فعهد الرئيس دونالد ترامب، ترك إرثًا ثقيلًا، معقّدًا ومتخبّطًا، لدرجة لو أُعيد انتخابه من جديد، لكان غير قادر على تصحيح ما اقترفت يداه.



الإدارة الأميركية الجديدة، التي يعمل بايدن على تشكيلها، تأمل بإعادة الإمساك بريشة الرسم من جديد. فأميركا، لن تتخلى عن دورها الذي رسمته بعد سقوط القطب الشيوعي السوفياتي، ولن تستسلم أمام الصعود الشيوعي الصيني، ولا أمام القيصر الروسي ومن يدور في فلكهما. ففي قراءة لتصاريح بايدن، يتبيّن لنا أنه سيعمل على إحياء صداقات الولايات المتحدة، لا سيما الأوروبية منها. فسياسة بايدن المرتكزة على النظرة الواقعية تدرك جيدًا أنّ الخطر الداهم لموقعها العالمي، بات أكثر من جديّ، وأنّ أميركا بثقل فيروس كورونا على اقتصادها لن تستطيع تقديم خطة ماريشال ثانية، لتفعيل دورها العالمي.



أخيرًا، قد تنقذ واقعية بايدن في سياسته الخارجية، ما هدّمته الإنعزالية الترامبية التي أخذت الولايات المتحدة إلى عالم الصفقات والأعمال، إن استطاعت تخطي القوة الصاعدة في المنطقة. أمّا لقاح كورونا الذي سيكون جاهزًا للتوزيع في الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول، بحسب ما أعلن مركز السيطرة على الأمراض، فإن أثبت فعاليته فقد يُعيد الصورة التي رسمتها السينما الهوليودية عن أميركا العظمى. كما وقد يستطيع بايدن فعلها، إذا أفلح في منع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من استفزاز إيران وجرّها إلى حرب مفتوحة في المنطقة.


د.جيرار ديب



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top