2025- 01 - 15   |   بحث في الموقع  
logo الإحباط الشيعي..أطلقه محمد رعد وتغذيه "القوات" logo سلام "يمدّ اليدّ" لحكومة كفاءات: المستقبل يبدأ الآن logo "الثنائي" يقاطع الاستشارات أم الحكومة؟ logo حزب الله يفكك ميليشياته بسوريا ويتخلى عن مقاتليه السوريين logo قتلى وأسرى ومخطوفين.. ماذا حصل في ريف جبلة؟ logo هؤلاء افتعلوا حرائق أميركا الكارثية!..(جهاد أيوب) logo جريمة قتل مروعة في لبنان.. إليكم التفاصيل logo "العربي الجديد" ينشر تفاصيل الاتفاق المرتقب بين حماس وإسرائيل
هل سيكون اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، السبب المباشر للحرب؟ (د.جيرار ديب)
2020-12-01 08:58:19



دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إلى "معاقبة" المسؤولين عن اغتيال محسن زاده،  مشدّدًا على ضرورة العمل الذي كان يقوم به. 
 
تغريدة الخامنئي أتت مع إعلان شبكة "سي إن إن" الأميركية أنّ وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بدأت بتحريك حاملة الطائرات USS Nimitz إلى منطقة الخليج العربي. 
 
مع تصويب الإتّهام بالضلوع في عملية الإغتيال للحكومة الإسرائيلية، من قبل القيادة الإيرانية، شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ إيران ستردّ في الوقت المناسب على عملية الإغتيال، وقال: "قرأنا في عملية الإغتيال أكف النظام الصهيوني، ولن ينجح في تحقيق أهدافه الخبيثة ضدّ إيران". 
رغم الكلام التصعيدي من قبل الجمهورية الإسلامية، والتحركات الأميركية في المنطقة، وتصريح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عن أنّ هناك أمورًا كثيرةً ستحصل قبل العشرين من كانون الثاني، في ظلّ تقرير عن ضربة محتملة لإيران، إلا أنّ الأكيد، أنّ العالم الإيراني زاده، ليس ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، الذي باغتياله على يد شاب قومي صربي يدعى غافريلو برينسيب، عام ١٩١٤، تسبّب بنشوب حرب عالمية أولى. رغم أهمية موقع العالم زاده، وتاريخه في الدفع بالملف النووي الإيراني نحو التطور، لكن المؤكّد أنّ إيران لن تقدم على ضربة شاملة لإسرائيل، ولن تفتح عليها حربًا شعواء، ستخرج منها خاسرة بالطبع، رغم ما قد تصيب أعداءها من خسائر في الأرواح والعتاد.
 
بالعودة إلى تغريدة المرشد خامنئي، فاستخدامه لكملة "معاقبة المسؤولين" لا يعني بها حربًا، بل انتقامًا. فاللاعب الإيراني في المنطقة لديه الكثير من الأوراق الموجعة لعدوه، تمامًا كما فعل في قضية مقتل قاسم سليماني. ولكن العدو في القضيتين مختلف، رغم تحالفهما إلى حدّ الذوبان. فالأميركي الذي قتل سليماني في العراق، لديه الكثير من الجنود المنتشرة في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط. هذا ما يسهل على الإيراني تحريك أحد أذرعه للقيام بالعملية الإنتقامية، تمامًا كما حصل في قاعدة عين الأسد في الضربة الإيرانية على قاعدة عسكرية أميركية، وانتهى العقاب على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".
 
أما العدو في القضية الثانية، بحسب تصاريح المسؤولين الإيرانيين، هو العدو الإسرائيلي. هذا العدو الذي ليس له قواعد عسكرية علنية أو ظاهرة إلا في فلسطين المحتلة. فكيف سيكون الردّ يا ترى على عملية الإغتيال؟ ومن سيكون المنتقم؟
 
إذا افترضنا الإنتقام سيكون عبر حزب الله، فقد استنكر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، عملية الإغتيال، ولكنه ذكر أيضًا أنّ إيران تعرف جيدًا كيف تردّ هي على هذه العملية. فهل في قوله هذا يستبعد أي عملية عسكرية من قبل حزب الله في الجنوب اللبناني؟  
 
على الأرجح، لن يقدم الحزب على هكذا نوع من عمليات المعاقبة، فهو بالأساس لم يعاقب إلى اليوم الإسرائيلي، على مقتل أحد كوادره في قصف إسرائيلي في سوريا. لذا، يقرأ الحزب جيدًا، الساحة اللبنانية بالتحديد، فهي لا تشبه ساحة ما قبل حرب تموز ٢٠٠٦ بشيء. تلك الساحة التي أعطت للمقاوم مساحةً واسعةً للتنقل، وتحقيق الإنتصار. إضافة إلى تأمين الشارع اللبناني بكافة أطيافه الإحتضان الواسع للبيئة الحاضنة للمقاومة التي تركت بيوتها وقراها، والتجأت إليه للحماية. ناهيك عن صورة السيد حسن نصرالله، التي كانت تُرفع في كلّ شارع عربي يومها، تأييدًا له في حربه مع العدو.
 
اليوم ليس كما الأمس، فلا الشارع اللبناني ولا العربي حاضنان للمقاومة، لا سيما بعد دخول الحزب في الحرب الإقليمية الدائرة، ولا قوات اليونيفيل من حيث عديدها اليوم، وتجهيزاتها العسكرية واللوجستية هي كما كانت في حرب تموز، أي حوالي الألفي عنصر، بدور مراقب فقط، ولا انتشار الجيش اللبناني اليوم هو كما الأمس في كافة المناطق الجنوبية. فضلًا عن الوضع الإقتصادي المزري الذي يعيشه اللبناني، والذي بالكاد يسمح له بالبقاء على قيد الحياة، فهل سيسمح له بأن يبقى مقاومًا؟
 
يستبعد القارئ أن يكون الردّ من الجنوب اللبناني، ولا حتى من الجولان المحتلّ؛ لأنّ أي حرب هناك، ستمتدّ نيرانها حتمًا إلى الجنوب اللبناني، ونقع عندئذ في المحظور. لهذا، سيكون العقاب في عمليات إمّا انتحارية على تجمعات عسكرية إسرائيلية في الداخل الفلسطيني، أو حتى بضرب بنوك أهداف حيوية للكيان الإسرائيلي. وفي كلّ الحالات يبقى السؤال: من سيكون المنفّذ أو المنتقم في هذه الحالة؟
 
أخيرًا، سيكون الردّ الإيراني، أو العقاب، متناسبًا ليس بحجم الشخصية المغتالة، بقدر ما هو بحسب قانون الربح والخسارة. فالإيراني أذكى من أن ينجرّ لحرب، قد يرى نهاية محوره فيها. هذا المحور الذي امتدّ إلى سوريا واليمن والعراق ولبنان، وغيرها من الدول العربية. فإتفاق إقليم قره باخ بين التركي والروسي، وعمليات التطبيع المتسارعة بين العرب وإسرائيل، ودخول اللاعب الفرنسي في ليبيا ولبنان، كلّها عوامل قرأتها بدقة القيادة الإيرانية، وستدفع بها للردّ بخلاف حجم تصاريح مسؤوليها.
                             


التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top