یؤكد المقربون من الرئیس سعد الحریري على الآتي:
- مصمم على تألیف الحكومة بالتعاون مع رئیس الجمھوریة. ولن یترك مجالا لأي محاولة تعطیلیة.
- أن المرونة التي سیعتمدھا في مرحلة تألیف الحكومة، ستكون المفتاح الذي من شأنه أن یحل أي عقدة یمكن أن تبرز في الطریق.
- أنه یسعى الى حكومة معبّرة عن واقع البلد، وتحت سقف المھمة الإنقاذیة التي حددتھا المندرجات الإصلاحیة للمبادرة الفرنسیة، وبالتالي ھو لن یقفل الباب أمام أحد.
- یعتبر أنه لا بد من إنجاح ھذه الفرصة، لأن فشلھا یعني السقوط الكامل، وانھیار كل أمل بالإنقاذ الذي ینشده كل
اللبنانیین.
- لا یرید الحریري أن یربط ولادة حكومته بأي مواعید أو إستحقاقات خارجیة، فھذا الإستحقاق لبناني، ولبنان لا
یحتمل تضییع أي دقیقة تأخیر.
وعُلم أن الحریري یعّول على خطة فرنسیة بدیلة تحسباً لأي تعقیدات داخلیة تواجھھا حكومته المقبلة یسببھا شركاؤه، وفي مقدمھم حزب الله، لناحیة رفض الأخیر التعاون مع صندوق النقد الدولي لإخراج البلد اقتصادیا من عنق الزجاجة، أو تجنباً لأي تعقیدات خارجیة وتحدیدا أمیركیة كطرح ترسیم الحدود كشرط أو ثمن أساسي یدفعه لبنان للحصول على المساعدات أو التفاوض مع صندوق النقد. وتقضي الخطة البدیلة ھذه بتأمین فرنسا ملیاري دولار لحكومة الحریري كجزء من مساعدات تدرج تحت خانة إعادة إعمار بیروت ومنع إنھیار لبنان اقتصادیا مقابل تطبیق حد أدنى من الإصلاحات كالكھرباء مثلا.
ُسلّطت الأضواء على اللقاء الأول منذ إستقالة الحریري قبل عام، الذي جمعه وباسیل على رأس وفد تكتل "لبنان القوي"، والذي وصفته الأوساط القریبة من باسیل بأنه كان ودیا، فیما وصفه باسیل نفسه علنا بأنه تناول حدیثا"منفتحا ومسؤولا، ما یؤكد ألا مشكلة شخصیة أبدا". المعلومات تفید بأن اللقاء في بدایته كانت أجواؤه فاترة باردة، إلا أن نیة الطرفین التأكید أن لا خلاف شخصیا بینھما دفع الحریري للمبادرة والتأكید لباسیل أنه لم یأت لإلغاء أي طرف بل التعاون مع الجمیع، فتحول اللقاء الى ودي كادتبعدھا مصادر مطلعة على جوه بتوصیفه على قاعدة: "ما كأنو في شي، ولا كأنو حدا مصّعد بوجه التاني"، مع الإشارة الىأن "كورونا" حضرت بدایة من باب سؤال الحریري لباسیل عن العوارض والنسبة التي ظھرت معه لینتقل بعدھا الكلامالى السیاسة.
بحسب المعلومات شدد الحریري خلال اللقاء على ضرورة تنفیذ موضوع الإصلاحات ولا سیما تلك الواردة بندا بندافي الورقة الفرنسیة، فما كان من باسیل إلا أن رد بأن مطلب التیار ھو أبعد من الورقة الفرنسیة وأنه یرید إصلاحاتأبعد من ذلك وأكثر. أمام مضیفه أكد باسیل أن المطلوب ھو حكومة تكنوسیاسیة. ھنا بحسب ما تكشف المصادر لم یقل الحریري شیئا، ولو أنه یتمسك ظاھرا بحكومة الإختصاصیین، كما أكد باسیل في ھذا الإطار على ضرورة إعتماد وحدةالمعاییر مع مختلف الكتل. لكنه، أي باسیل، أكد في المقابل نیته التعاون.
وبحسب المصادر فقد قال الحریري لباسیل: "تعاونا في السابق و"عرفنا نشتغل"... قد نختلف في السیاسة لكن عمنعرف نشتغل مع بعض"، فرد باسیل بالقول: "عندما توجد النیة للإصلاح ووحدة المعاییر في التعاطي ما فیك تشوف مناإلا كل تعاون". وتابع: "كل شي بیھون لمصلحة البلد".
مصادر مطلعة على جو اللقاء تكشف أیضا أن الحریري أسمع باسیل أكثر من مرة أنه یرید الإتفاق مع رئیس الجمھوریة على التفاصیل والتعاون، فأبدى باسیل كل إنفتاح وقال: "اللي بتتفقوا علیه إنت والرئیس منمشي فیه".
ومع أن باسیل أكد للحریري، خلال الإستشارات، أنه یؤید ما یتفق علیه مع رئیس الجمھوریة، إلا أن القلق من تفجیر الموقف لا یزال قائما، بالنظر الى التعقیدات والحسابات الموجودة أو التي یمكن أن تطرأ. باسیل لا یزال في انتظار أن یضع الحریري قواعد التألیف لیُبنى على الشيء مقتضاه. والجمیع سلم بواقع أن رئیس الجمھوریة سیكون ھو المعني بتسمیة العدد الأكبر من الحصة المسیحیة (إضافة الى تمثیل تیار "المردة" والقومي والطاشناق).