ُعلم من مصدر مطلع أن "الثنائي الشیعي" لم یعد متحمسا لدعم عودة الرئیس سعد الحریري الى رئاسة الحكومة،
بعدما ذھب بعیدا في أدائه الصادم، لجھة إستغلال المبادرة الفرنسیة والإستقواء بالضغوط الأمیركیة لتحسین شروطه
والسعي الى تغییر قواعد اللعبة، خصوصا وأن "كلاما كبیرا" قالھ الحریري للفرنسیین ووصل الى مساع الثنائي. كما ُعلم
أن حزب الله، وفي حال وافق على عودة الحریري، فإن موافقته ستكون مشروطة ھذه المرة وأول ھذه الشروط أن یعلن
الحریري، مسبقا وعلنیا، أنه مرشح الى رئاسة الحكومة. فالوضع الذي كان فیه یصوّر نفسه زاھدا ورافضا وتصویر
الآخرین لاھثین وراءه لإقناعه بالعودة الى رئاسة الحكومة... ھذا الوضع لم یعد قائما وتجاوزته الأحداث الأخیرة.
و في المقلب الآخر ما زالت القطیعة على حالھا بین الرئیس نبیه بري والرئیس سعد الحریري الذي یبدو أنه أقفل خطوط إتصالاته مع
أكثر من جھة، مع تشدیده وتكراره أنه لا یزال یؤید المبادرة الفرنسیة. وستكون للحریري إطلالة إعلامیة سیاسیة مساء
غد الخمیس (قناة MTV (ھي الأولى من نوعھا ھذا العام. ومن المتوقع أن یوضح خلالھا كل الإشكالات والإلتباسات
التي أحاطت بالمبادرة الفرنسیة والملف الحكومي، وأن یحدد موقفه من كل الأمور المطروحة. فھل سیرفض الحریري
ترشیح نفسه أو تسمیة شخصیة؟ ھل یعلن إعتكافه؟ ھل "یبجّھا" مع حزب الله أو یضع كل بیضاته في سلته؟ أم إن إطلالته
ستكون تكرارا لنغمة المصلحة الوطنیة وما الى ذلك من شعارات یتلطّى خلفھا لتبریر عودة موعودة الى السراي؟