2025- 01 - 13   |   بحث في الموقع  
logo مفاوضات غزة تحت ضغط ترامب.. والتركيز على إنهاء الحرب logo الحكومة السورية والاقتصاد الجديد: رسوم جمركية موحدة وإلغاء الدعم logo الحدود الشرقيَّة بين لبنان وسوريا: هل حان أوان الترسيم؟ logo جوزاف عون: "الشهابية" بنسخة عربية-دولية تستبدل الطبقة السياسية logo الحكومة الجديدة واستحقاقات ما بعد الحرب: أي سياسة اقتصادية؟ logo ابراهيم منيمنة: أعلن سحب ترشحي logo بايدن يشدد لنتنياهو على "الحاجة الفورية" لوقف إطلاق النار logo برشلونة يُهين ريال مدريد بخماسية و يُحرز كأس السوبر الإسباني
إلى رئيس حزب القوات اللبنانية الدّكتور سمير جعجع مع كامل الإحترام (بقلم ميشالا حاتم)
2020-09-07 12:33:13



موجع من قبلك استغلال القداس الإلهيّ وهو أقدس ما في دنيا المسيحيّة، وقد أقسم لراحة أنفس الشهداء لتوجيه السهام إلى التيار، فيما يفترض بك أن تكون مفعمًا بالسلام والغفران لأجل دماء من سقطوا جورًا وظلمًا. لن أتكلّم عن تيار قدّس القيم والأخلاق وأبى الانزلاق نحو أيّ تجريح، وإذا ما انتقدنا فإنما نتمسّك بأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا، بهدف كشف الحق والحقيقة، والإضاءة على كلّ شائبة تخلّلتها الكلمة اليوم، في قداس ذكرى الشهداء.
 
لم يكنْ لأحد أن يهدّد وجودَكم، وهذا غير وارد في فكر التياريين، فهم متمسّكون باللقاء مع كلّ آخر وتأليف حالة كيانيّة متوثّبة نحو الخير والحقّ. لكنّ خبرتنا معكم أظهرت بأنكم أنتم تنطلقون من حالة نرجسيّة منطوية على نفسها، ثمّ تعمدون على تهديد وجود الآخر راغبين بإلغائه من وطنه وبيته مظهرين، قولاً فقط، سعيِكم لمحاربة الفساد، فيما أنتم متحالفون، وبكلّ سرور، مع أرباب الفساد، ثمّ تتعمّدون وبشدّة محاربة مَنْ قضيَّته محاربة الفساد وإن بقي وحيدًا. و مع كل ذلك فهو لا يريد ولم يرد يومًا إلغاءكم.
 
إذا كانت سفينتك ستجري بعكسِ التّيار السائد، فهذا إعتراف صريح بأنّكم ستكونون مِمّنْ سيتصدّون لمحاربة الفساد و بناء الدولة بمؤسّساتها. و قد بدأ ذلك يظهر من خلال عرقلتكم لمشروع سدّ بسري وبأمر أميركيّ حيث منعتم ما يُقارب المليون والنصف من الشّعب اللبناني من المياه وحقّقتم ضمنًا ما تَبتغيه إسرائيل منذ سنين عديدة. وهذا كان الحال في الكهرباء.
 
لقد كان الأجدر في القدّاسٍ الإلهيّ الذي أقيم لراحة أنفس الشهداء بأن يخلوَ من المقولات و الهوبرات التي لا ترتقي إلى شهادة هؤلاء إحتراماً لدمائهم المهراقة وشهادتهم الصارخة من جوف الأرض وقبّة السماء. والأجدر من ذلك أيضًا أن لا يكون التّيار قد زاد سلاماً و تقدّماً يُفقدك سلامَك إلى هذا الحدّ. فتكون الكلمة، كلمة واحدة "التّيار"، و تنسى أنّ في هذا البلد حريريّين وجنبلاطيّين ونّبيهيّين لم تشملهم بنقدك ولم ترمهم بسهامك...
 
ويؤسفني أنّ تطرُّقك إلى اتّفاق مار مخايل ليس بورقة رابحة بل خاسرة وجوفاء. كان عليك أن تفهم بأن تحالفاتنا مع كلّ آخر يتمّ وبكلّ فخر وسرور"فوق الطاولة" لا سيّما إذا كان هذا الآخر قد سقط له شهداء إكرامًا لنا ولكم ومن أجل لبنان، من دون النسيان بأنّ هذا الآخر قد حافظ على أديرتنا وكنائسنا في سوريا.
 
فيما خصّ إضاءتك على اتفاق معراب فلم يكن لك به فضل على العماد عون لو لم يتخلّ عنك حلفاؤك أو بالأحرى لو لم يتخلّوا عن ترشيحك لرئاسة الجمهوريّة لصالح منافسك آنذاك سليمان فرنجيّة. وهو، بالتالي، موافقٌ لنا لأنّه وجب علينا مساعدتك لتصل إلى آخر الخيط.
 
كنّا نتمنّى لك بأن تتحرّر من الحقد، والعمل على طيّ صفحة الماضي والمضيّ قدماً بفتح كتاب جديد من التلاقي، وترك التّاريخ ليكتبَ ما يشاء. لا يستوي التسامح مع الحقد، والمحبة مع البغض، والوفاء مع الخيانة. من سعى وراءه الجنرال ميشال عون بفائق التسامح لا ينطلق بعد خروجه من السّجن للتحالف مع كلّ الأفرقاء الملتوين بفسادهم المشبوهين بإجرامهم ويهمل التيّار الوطني الحرّ بنظافته وتمرير الحلف الرّباعي مع مَنْ تدّعون أنكم الآن خصومه. فعلى صورتكم ومثالكم تولد تحالفاتكم.
 
ليس التّيار الوطني الحرّ من له محطّةً للإرسال يذمّ و يحقّر رئيسه المسيحي الوحيد في الشرق في  محاربةً شرسة له و لعهده.
 
لم يكن لكم الفضل قطّ في إيصال الرّئيس الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهوريّة فهذا من واجبكم لو أخلصتم حتى النهاية، ثم رحتم تظهرون ما لا تضمرون، والمضمر ظهر من قبلكم حين قلتم في كندا بأنكم أتيتم به لإهلاكه وحرقه.
 
مع كامل إحترامي مجدّداً، شوائبكم كثيرة و حديثنا طويل والتّيار ليس بنيّتِه إلغاءكم. إنّكم منْ تلغون أنفسكم بالتّماشي مع الأجندات الخارجيّة و طعن المسيحيّين في صميم وجودهم.
 
لطالما أردنا بناء دولة تضمّ الجميع والأرض كبيرة ما يكفي لتسعنا جميعنا لا لإلغاء بعضنا. تنقصكم الوطنيّة و المحبّة للبنان لا أكثر ولا أقل، محبّة يكون فيها المواطنون فيها أولى أولويّتكم في هذه اللحظات القاسية ومن ثمّ الحفاظ على أرضٍ، ستصبحون فيها غرباء متى بِعتموها،  بثلاثين من الفضّة. 
 
فهل كلّ قداسٍ للشهداء سيعقبُه شهداء آخرون لنقيم لهم قداسًا آخر؟
 
كم قداسٍ للشهداء تحتاج بعد، لِتدخل فيه قدس الأقداس و تكون متجرّداً من حقن النفوس، وخارجاً منه، مليئاً سلاماً و توبةً حقيقَيْن؟
 
إذهب وتطهّر بنار التوبة واغتسل بنورها ومياهها... وبعد ذلك قل كلمتك وامشِ


التيار الوطني الحر



كلمات دلالية:  بأن كم يار قد الت عون آخر قداس
ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top