2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo استشهد في العامرية… الجيش نعى المعاون الأول الشهيد دياب محمد جعفر logo تحذير إسرائيلي عاجل إلى سكان الحدث وبرج البراجنة logo باسيل: لا جمهورية من دون رئيس logo سليم دان استهداف مركز الجيش في العامرية logo تظاهرات في جنيف وأمستردام: إسرائيل تواجه العزلة الأوروبية المتنامية logo في سيرة من كان يُوصف بـ"امبراطور النفط" السوري logo بعد مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات... نتنياهو يتوعّد "القتلة" logo "نحن نعرف لبنان في الشتاء"... لواء إسرائيلي "يحذّر" من "المستنقع اللبناني"!
مصطفى أديب رئيساً مكلفاً دون تأليف.. ! (داني الاسمر)
2020-08-31 14:01:58

بین زیارته الأولى بعد ٤ آب یوم الإنفجار الكبیر في بیروت، وزیارته الثانیة عشیة الأول من أیلول الذكرى المئویة الأولى لـ"لبنان الكبیر"... لم َیر الرئیس الفرنسي إیمانویل ماكرون التغییر الذي دعا إلیه وانتظره، ولكنه نجح في تحقیق "الإختراق" وأقصى ما یمكن في ھذه الفترة الوجیزة: سقطت حكومة حسان دیاب فكانت أحد ضحایا الإنفجار و"العصف السیاسي" الذي أحدثه وأطاح بـ"حسان دیاب كونه الحلقة الأضعف... ویجري تكلیف رئیس جدید للحكومة ھو مصطفى أدیب الذي شكل مفاجأة وجاء من خارج نادي رؤساء الحكومات، وأیضا من خارج لوائح الأسماء والتسریبات التي حفلت بأسماء كثیرة من نواف سلام ومحمد بعاصیري، الى خالد قباني وفؤاد مخزومي، الى سمیر الجسر وریا الحسن. ولم یأت أحد على ذكر مصطفى أدیب الذي دخل الى المعادلة من دون مقدمات مثل "حسان دیاب"، ولكن من ضمن ظروف وشروط مختلفة.

التسمیة صدرت من بیت الوسط وعن رؤساء الحكومات السابقین (سعد الحریري ـ نجیب میقاتي ـ فؤاد السنیورة ـ
تمام سلام) الذین كانوا في حال "إجتماعات مفتوحة" منذ أسبوع. ھذه الإجتماعات وضعت الكرة في ملعب رئیس الجمھوریة وشكلت مادة ضغط علیه لتحدید موعد للإستشارات الملزمة وعدم ربطھا بتفاھم مسبق على رئیس الحكومة وتشكیلتھا وبرنامجھا، بما یؤدي الى تحویر في دستور الطائف وافتئات على دور رئاسة الحكومة وصلاحیاتھا... ولما حصل تحدید للإستشارات النیابیة، عادت كرة الحكومة الى ملعب "الرباعي السنّي" بعدما حصرت الخیارات بإثنین:

سعد الحریري رئیسا للحكومة أو من يسميه . ولما كان الحریري غیر قادر على العودة الى رئاسة الحكومة (لأسباب سبق شرحھا في مقالة سابقة)، ولما كان الحریري غیر راغب في تسمیة من یمثل مباشرة ومن یقیّده لاحقا، فإنه تفادى ترشیح أحد من تیار المستقبل أو دائرة المقربین منه والمحسوبین علیه و"ارتضى" أن تصدر التسمیة من بیت الوسط، وأن یكون له دور الرعایة في إنتاج الرئیس الجدید للحكومة، من دون أي إلتزام شخصي تجاھه، ومن دون أي تبعات وأعباء سیاسیة لاحقة.

المغزى المباشر لـ"تسمیة مصطفى أدیب" من بیت الوسط یتوزع في اتجاھین:

- الأول: أن التسمیة جاءت ھذه المرة من "الرباعي السنّي" ولیس من "الثنائي الشیعي"، كما حصل مع حسان دیاب... مع ما یعنیه ذلك من أن الرئیس الجدید للحكومة یحظى بقبول وتأیید ودعم الطائفة السنیّة التي قاطعت وعزلت "حسان دیاب"، وما یعنیه أیضا من تغییر سیاسي في معادلة الحكومة بدءا من رئاستھا، یُقاس بالفارق بین "دیاب وأدیب" في المواصفات والإرتباطات والخلفیات، وبعدما كان دیاب رئیس حكومة اللون السیاسي الواحد (حزب الله وحلفاؤه)، فإن أدیب لا بد أن یكون رئیس حكومة اللون السیاسي المتعدد أو حكومة "اللالون" سیاسیا ویطغى علیھا "شكلا" طابع الحكومة التوافقیة أیًا تكن طبیعتھا ومھمتھا...

- الثاني: أن التسمیة، وإن صدرت عن رؤساء الحكومات مجتمعین، فإنھا تُحسب نقطة سیاسیة لمصلحة الرئیس
نجیب میقاتي الذي ھو من اقترح إسم مصطفى أدیب ونجح في إقناع الحریري به، وفتح طریقه الى السرایا. وإذا كان
أدیب بعیدا عن الإنتماءات السیاسیة والحزبیة ویُعرف بأنه دبلوماسي وأكادیمي، فإنه معروف أیضا بقربه من الرئیس
میقاتي وعلاقته الوثیقة معه. فھو كان مدیرا لمكتب میقاتي عندما كان رئیسا للحكومة بعد العام ٢٠١١ ،وقبل ذلك كان
ممثلا لمیقاتي في اللجنة المخولة وضع قانون جدید للانتخابات عام ٢٠٠٥ ،وكان بین عامي ٢٠٠١ و٢٠٠٤ مستشارا لمیقاتي عندما كان وزیرا للأشغال والنقل. وفي العام ٢٠١٣ُ عیّن من حكومة میقاتي سفیرا في برلین من خارج الملاك ولا یزال في منصبه حتى الیوم.

نجح مصطفى أدیب في مھمته كسفیر في ألمانیا حیث تتواجد جالیة لبنانیة واسعة وناشطة، ُوعرف عنه أنه شخصیة معتدلة متواضعة ومتفاعلة مع أبناء الجالیة ومشاكلھا، وأنه شخصیة دبلوماسیة محترمة بخلفیة أكادیمیة متینة، ویُنظر إلیه أنه من خارج البیئة السیاسیة التقلیدیة ویحمل أفكارا جدیدة ھي نتاج تجربته الشخصیة والمھنیة كأستاذ جامعي في القانون الدولي العام والقانون الدستوري، والجیبوبولیتیك والعلاقات الدولیة في جامعات عدة في لبنان وفرنسا، وكباحث وواضع لدراسات وأبحاث تتعلق بأمن الدولة والرقابة البرلمانیة على القطاع الأمني واللامركزیة الإداریة والقوانین الانتخابیة، وعن الشرق الأوسط وآسیا الغربیة. وھو تولى رئاسة جمعیات عدة بینھا الجمعیة اللبنانیة للقانون الدولي، والجمعیة اللبنانیة للعلوم السیاسیة، وعضو جمعیة المتخ ّرجین من الجامعات الفرنسیة، والجمعیة الدولیة للقانون الدستوري، والمرصد المدني للسلام الدائم...

مصطفى أدیب متزوج من فرنسیة، السیدة فلافیا داماتو"، ولدیه خمسة أولاد. إقامته وتمركزه في ألمانیا، ولكنه
"فرنسي الھوى" وعلى صلة وثیقة بمسؤولین فرنسیین، ویُقال إن باریس لعبت دورا أساسیا وخفیا في اختیاره وترجیح كفته. ویُقال أیضا إن أدیب تربطه "علاقة عمل" مع جبران باسیل عندما كان وزیرا للخارجیة، وعلاقتھ جیدة مع الرئیس نبیه بري، وھو القائل في مھرجان الوفاء للإمام موسى الصدر في برلین العام الماضي: "یواجه لبنان الیوم تحدیات اقتصادیة واجتماعیة وأمنیة. ویفرض ھذا الأمر إتخاذ مواقف متناسبة حكیمة، مبنیة على التوافق والإجماع طني، ومد الجذور، وھذا ما یتجذر في مواقف دولة الرئیس نبیه بري، الذي، وعلى خطى الإمام الصدر، یبذل كل الجھود لتوحید الإرادة الوطنیة من أجل المحافظة على الوطن وحمایته من الأخطار المحدقة به.

بعد تكلیف مصطفى دیاب الیوم مع ختام إستشارات خاطفة ومبرمجة لم یخرقھا إلا موقف القوات اللبنانیة، تطرح أسئلة كثیرة: ھل ینال مصطفى أدیب التأیید السنّي العام في ظل أصوات تنتقد تسمیته وتعتبر أن رؤساء الحكومات فرطوا بأوراق القوة بعد حكم المحكمة وانفجار بيروت و أحداث خلدة وسموا موظفا لرئاسة الحكومة بدل أن يسموا شخصیة من الدرجة الأولى؟! ماذا عن موقف السعودیة وتسھیلات المجتمع الدولي وشروطه؟! ماذا عن مھمة الحكومة الجدیدة "الإنتقالیة"؟! ھل ھي حكومة تمریر مرحلة الانتخابات الأمیركیة، أم حكومة الإعداد للانتخابات اللبنانیة بعد تحقیق إصلاحات وإعادة إعمار بیروت والإتفاق مع صندوق النقد الدولي؟! ھل تكون حكومة مصغرة وتكنوسیاسیة،
وكیف سیتمثل حزب الله فیھا؟! والأھم، ھل تشكل الحكومة بسرعة أم یبقى مصطفى أدیب رئیسا مكلفا لوقت طویل،
ونرى "تكلیفا" ولا نرى "التألیف"؟!





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top