في خضم الصراع العالمي بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والصين وروسيا بالجهة المقابلة، والذي قد يؤدي لمواجهات حادة في بعض النقاط الساخنة كالمحيطين الهندي والهادئ، أو بحري اليابان والصين الجنوبي، وفق العديد من تقديرات الخبراء العسكريين. أم لحرب عالمية ثالثة لاسمح الله.
وفي خضم تجاذبات إقليمية في الشرق الأوسط والخليج ترتكز إلى الصراع والتنافس القائمين بين دولة العدو الأسرائيلي والجمهورية الأسلامية في إيران، ولبنان بالتأكيد من عدة الشغل بينهما. خرج وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بموقف مطلع الأسبوع تحدث فيه عن الإجراءات التي تتخذها وزارته لبناء القدرات العسكرية لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقال:"يتمتع شركاؤنا بميزة غير متماثلة، لا يمكن للصين ولا روسيا تقليدها حتى بشكل بسيط. لماذا؟ لأن الولايات المتحدة تدعم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، واحترام الشعوب وسيادتها". الأمر الذي دفع بالعديد من المتابعين إلى طرح التساؤلات التالية:
هل القيم الديمقراطية الأميركية وحقوق الأنسان تجسدت في دفع أفغانستان إلى حروب لا تنتهي خسرت فيها عشرات الآف الضحايا لأن المصالح الأقتصادية الأميركية كانت تتطلب الضغط على الإتحاد السوفياتي سابقاً وروسيا الإتحادية حالياً؟
وهل تلك القيم تجسدت في ما فعلته أميركا في فييتنام حيث قضت على أرواح ما يزيد على أربعة ملايين شخص؟
وهل تلك القيم تتجسد في فرض عقوبات على الشعب الأيراني لأن لديه صواريخ تهدد اسرائيل؟
وهل تلك القيم الأميركية وحقوق الأنسان تتجسد في إفقار الشعب اللبناني بكل فئاته بهدف تركيع المقاومة لصالح اسرائيل؟
وهل تلك القيم تجسدت في الإنقلابات التي دبرتها واشنطن في العديد من العواصم التي لم تكن تخضع لرغباتها ابتداء من كوبا وصولاً إلى فنزويلا وما بينهما من بوليفيا،السودان، هندوراس، نيكاراغوا، بورتوريكو، كولومبيا،بنما،المكسيك، هايتي، غواتيمالا، تشيلي، تركيا، إيران،مصر ... واللائحة تطول وتطول.
وإذا كانت القنابل الأميركية التي زهقت أرواح 140,000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي مبررّة جراء حرب عالمية، فما هي مبررات التدخلات الأميركية في زهق ارواح الملايين للحفاظ على الصدارة في السيطرة على العالم، فالأحرى بعاصمة العم سام أن تختلق المبررات التي ترغب بعيداً عن "الديمقراطية وحقوق الأنسان" لأنها في أسفل لائحة الدول التي تحترم الشعوب وسيادتها. ولعلها تتذكر لا بل تعيش ما حصل من أحداث عنف خارجة عن المألوف في العديد من ولاياتها بعد مصرع جورج فلويد وسواه!