2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo استشهد في العامرية… الجيش نعى المعاون الأول الشهيد دياب محمد جعفر logo تحذير إسرائيلي عاجل إلى سكان الحدث وبرج البراجنة logo باسيل: لا جمهورية من دون رئيس logo سليم دان استهداف مركز الجيش في العامرية logo تظاهرات في جنيف وأمستردام: إسرائيل تواجه العزلة الأوروبية المتنامية logo في سيرة من كان يُوصف بـ"امبراطور النفط" السوري logo بعد مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات... نتنياهو يتوعّد "القتلة" logo "نحن نعرف لبنان في الشتاء"... لواء إسرائيلي "يحذّر" من "المستنقع اللبناني"!
سعد الدين الحريري الاوحد لرئاسة الحكومة و منع ايقاظ الفتنة السنية – الشيعية(داني الاسمر)
2020-08-24 23:11:16

تغیّر الوضع في لبنان كثیرا منذ سنة تقریبا. حدثت إنتفاضة شعبیة عارمة جرى احتواؤھا ولكن جذوتھا لم تنطفئ

وما زالت "نارا تحت الرماد"... إستقالت حكومتان. حصل إنھیار فظیع في الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة، المالیة
والنقدیة. وقع إنفجار مد ّمر مر ّوع في مرفأ بیروت وقلبھا... لبنان الذي كان "ینتفض"... صار یحتضر". ومع كل ذلك
لم یحدث تغییر یُذكر في مقاربة عملیة تشكیل الحكومة الجدیدة، وما زالت التجاذبات والمناورات ھي ھي...

الكل متفقون على أن الأزمة خطیرة وقد أصابت كل شيء وتھدد حتى الوضع الأمني، وأن لبنان یقف في عین
العاصفة الإقلیمیة. الكل یقولون إنه لم یعد من مجال لـ"ترف" الإنتظار وإضاعة الوقت، ومع ذلك لا یبدو أن التعاطي مع
الملف الحكومي ھو في مستوى الأزمة، ولا یبدو أن ھناك من یستعجل تشكیل الحكومة، ومن یبدي إستعدادا لتقدیم
تضحیات وتنازلات من مصالحھ وعلى حسابه.

في ظل أزمة إستثنائیة، لبنان یحتاج الى حكومة إستثنائیة في سرعة تكوینھا وولادتھا، في تشكیلتھا وأعضائھا، في
صلاحیاتھا ومھمتھا... حكومة قادرة على إتخاذ قرارات "صعبة وسریعة" وتنفیذھا. حكومة قادرة على تلبیة شروط
وموجبات المجتمع الدولي التي باتت مختصرة تحت خط أحمر عریض ھو: الإصلاحات... ومع ذلك، فإن مقاربة عملیة
الحكومة الجدیدة تتم بطریقة عادیة ویجري البحث في صیغ سابقة، ُج ِّربت وفشلت. ویبدو أن الطبقة السیاسیة الحاكمة
الموضوعة بین خیارین: التنازل في السلطة للحفاظ على الدولة، أو التمسك بالسلطة للحفاظ على المصالح والمكاسب...
ما زالت تفضل وتعتمد الخیار الثاني.

في الفترة الواقعة بین إستقالة حكومة حسان دیاب... وإطلاق عملیة تشكیل حكومة جدیدة بدءا من إستشارات
التكلیف، حصلت جولة أولى من المشاورات والإتصالات السیاسیة كانت كافیة للإستنتاج أن الحكومة الجدیدة لیست
سھلة وسریعة، وإنما محاطة بتعقیدات من رأسھا (رئیسھا) حتى إخمص قدمیھا (توزیع الحقائب)... لیس كل ١٤ آذار
موافق على عودة سعد الحریري الى رئاسة الحكومة، ولیس كل ٨ آذار معترض على ھذه العودة... ھناك خلاف سیاسي
بین من یرید حكومة حیادیة مستقلة، ومن یرید حكومة وحدة وطنیة... ھناك فرق شاسع بین من یعطي أولویة لبرنامج
الحكومة لتكون الرئاسة والتشكیلة مف ّصلتین على قیاسه... ومن یف ّضل سلوك المسار التقلیدي بالتوافق على رئیس
الحكومة أولا ومن ثم تشكیل الحكومة ووضع برنامجھا... وباختصار تعقیدات كثیرة تحیط بملف الحكومة والخفي من
المواقف وما یُطبخ ویُنسج في الكوالیس والغرف المغلقة أكثر بكثیر من المعلن والمعلوم وما یتس ّرب ویطفو على سطح
الأزمة... ولكن رغم التعقید والغموض یمكن واستنادا الى معلومات وتقدیرات رسم خارطة سیاسیة لمواقف الأطراف
الرئیسیة على النحو التالي:

١-الرئیس میشال عون
یتریث عون في الدعوة الى الإستشارات النیابیة الملزمة قبل الإتفاق على تشكیل الحكومة المقبلة ومضمونھا، خصوصا وأن لا مھلة دستوریة قانونیة تقیّده وتلزمه بالدعوة الى الإستشارات... أما التریث فیعود الى سببین: الأول ھو ضمان الوصول الى حكومة تراعي التوازن السیاسي والتمثیلي ولیس المحاصصة الطائفیة فقط... والثاني أن الرئیس عون یعتبر أن قوته وورقته ھي بالدعوة الى الإستشارات، وبعد تكلیف أي شخصیة لن یعود بإمكانه التحكم بمسار اللعبة، لذلك یشترط الإتفاق المسبق مع الحریري في لقاء ثنائي یجمعھما قبل الإستشارات في قصر بعبدا للإتفاق على تفاصیل ومھام الحكومة التي یفضلھا أن تكون حكومة أقطاب ّ مصغرة من ١٠ أو ١٤ وزیرا... یرفض عون ان یدفع تحت ضغط الأزمة والوقت الى التسلیم بخیار عودة الحریري الذي لا یُعتبر مطابقا لمواصفات المرحلة ولا یتمتع بتأیید كبیر، سواء داخل قوى ومجموعات الحراك والإنتفاضة، أو بین القوى السیاسیة الرئیسیة باستثناء الرئیس بري، یُضاف الى ذلك غیاب التأیید بشكل كامل أو جزئي في مراكز الثقل الخارجیة مثل واشنطن وباریس والریاض...
ولكن رغم الـ"لا" الموجودة من حیث المبدأ لخیار عودة الحریري، یبدو موقف الرئیس عون أكثر مرونة وعلى طریقة لا... ولكن، وھو یتحدث عن ضمانات یطلبھا سلفا من الحریري كي یوافق علیه. من ھذه الضمانات ما یتعلق بالتمثیل في الحكومة والحصة المسیحیة الرئیسیة التي ستكون عند رئیس الجمھوریة على نحو یمكّنه من أن یكون الضابط الفعلي لإیقاع وأداء الحكومة ومسارھا ما دام التیار الوطني الحر لن یتمثل فیھا... من الضمانات أیضا ما یتعلق بعمل الحكومة المقبلة والتزام الحریري التدقیق الجنائي في مصرف لبنان الذي قررته الحكومة المستقیلة ولم توقع عقده...

٢-الرئیس نبیه بري
یعزو بري تمسّكه بـ"سعد الحریري" مرشحا وحیدا لرئاسة الحكومة الى نظرته الى الموقع، وھو أنه سیاسي بامتیاز، لا یسع أن یحل فیه إلا الأكثر تمثیلا في طائفته. لم یعد أحد یسمع بري یُصرّ على حكومة الوحدة الوطنیة كخیار أوحد، بل یتوسّع في تقدیر موقفه للحكومة الجدیدة، ما دام الحریري رئیسھا لم یعد مھما من فیھا سیاسیین أو إختصاصیین أو مختلطة من الإثنین. لا یمانع في أن تكون من إختصاصیین حتى. ما یسمعه منه المتصلون به أنه یناقش تألیف الحكومة ببراغماتیة ناجمة عن أن المنطقة تمر في مرحلة قطع رؤوس، یقضي أن ینجو لبنان بنفسه منھا. یقول إنھا صعبة، ووجود الحریري على رأس الحكومة یقلل الأخطار والأضرار. ویستند بري الى موقف متفھم لحزب الله ویأخذ في الإعتبار عاملا إضافیا، ھو إصراره على رئیس للحكومة یمنع إیقاظ الفتنة السنیّة – الشیعیة.
في اعتقاد بري أن الإنھیار المالي والاقتصادي الآخذ في التمدد، وأن فھا الكارثة التي خل زلزال الرابع من آب ّ الماضي، وأن الإندفاعة الدولیة تجاه لبنان والمشروطة بقیام حكومة محصّنة بتوافق داخلي تكون مھمتھا الوحیدة تنفیذ الإصلاحات، كلھا قد تدفع باسیل إلى رفع الفیتو المرفوع ضد الحریري بحجة أنھ لا یزال الأقوى في طائفته، وأن بقاءه خارج المنظومة الحكومیة سیفتح الباب أمام إنتاج نسخة منقحة لحكومة حسان دیاب، وبلوغھا بالنتیجة حائطا مسدودا.
على ھذا الأساس، طرق بري باب القصر في بعبدا، خصوصا أن الإتصالات بین الرئاسة الأولى وبیت الوسط مقطوعة،
وما من وسیط غیر رئیس المجلس لیعید وصل قنوات المشاورات بین الفریقین.
لكن بري شعر أن محاولته لإحداث خرق في جدار الحكومة لن یوصل إلى أي مكان طالما أن المعادلة التي أتت بالحكومة المستقیلة لا تزال ھي نفسھا، وھو أصلا لم یكن متحمسا لتلك التجربة، وھو لذلك لن یكمل مسعاه إذا لم تتغیّر الإعتبارات. وھذا ما یفسر إنزعاجه مما أفضى إلیه اللقاء مع باسیل ما دفعه الى الإعلان أن یدا واحدة لا تصفق، والى الإنتقال الى مقاعد الإنتظار: إما تبادر رئاسة الجمھوریة الى تحدید موعد للإستشارات حیث تترك للأغلبیة النیابیة تسمیة رئیس الحكومة الجدید، وإما إنتظار عامل خارجي من شأنه أن یبدل المشھد.
والنتیجة، مزید من التشنج، ومزید من الإشتباك، ومزید من الوقت الضائع، والأكید مزید من الإھتراء على مستوى البلد بشكل عام. وھذا المسار یدفع بري الى إلقاء خطاب مھم في ذكرى تغییب الإمام موسى الصدر الأحد المقبل، ولن یبادر الى وضع النقاط على الحروف، ولیتحم یكون مفاجئا إن بقیت مھمته عالقة في حلقة الشروط، أن لكل طرف مسؤولیته.

٣-الرئیس سعد الحریري
یحاذر الحریري السقوط في مستنقع المفاوضات الحكومیة "المسبقة" ویف ّضل ترك الدفة بین أیدي بري. وھو من البدایة لم یُظھر حماسة لدخول بازار الأخذ والرد حول موقفه من التكلیف واعتصم بالصمت مكتفیا بالحركة التي یقودھا رئیس المجلس، والتي لم تصل الى نتیجة حتى الآن.
ولكن الحریري قد لا یبقى صامتا لوقت طویل، وربما یُفصح عن موقف لھ ھذا الأسبوع، وھو لا یزال، رغمالتناقضات القائمة حیال عودته، المرشح الوحید حتى الآن. وقد أبلغ الرئیس بري أنه لن یسیر إلا ببرنامجه الحكومي ولن یقبل بشروط مسبقة من أحد، كما لن یدعم ترشیح أحد.

الخیارات الحكومیة حتى الآن محصورة عملیا في إثنین:
- أن یعود الحریري رئیسا للحكومة، وھذا الخیار طریقه ما زالت ملیئة بالحفر والألغام، ولن یكون بري لوحده قادرا على فتحھا... وحتى لو وافق الحریري على الدخول في مفاوضات مسبقة، فإن موقعه التفاوضي لیس قویا، في ظل غموض الموقف الدولي من عودته، وعدم وجود غالبیة نیابیة مریحة مؤیدة له، وحیث أن التأیید الواضح یأتي حصرا من الثنائي الشیعي.
أن يسمي الحريري رئيساً للحكومة یمثله ویحظى بدعمه، والأسماء المطروحة ھي من الحلقة المقربة من الحریري مثل ریا الحسن وسمیر الجسر ولیست من خارج ھذه الحلقة، وخصوصا من مجموعة رؤساء الحكوماتالسابقین... من الواضح أن الحریري لیس في وارد تكرار تجربة "تمام سلام"...





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top