الدولة اللبنانية تواجه «حالة فجور» تمارس عليها.. هذا الاعتراف المستغرب صدر عن رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اول من امس واتبعه بما كان ولايزال محط شكوى الناس من فقدان اساسيات العيش الكريم، في بلد لم يعد بلدا، كما عرفه زياد الرحباني.
توصيفات دياب للوضع اقترنت بسلسلة أسئلة غاضبة، شغلت الأوساط السياسية في بيروت طوال نهار أمس، عن هموم «الكورونا» المتفشية، وحتى عن الهم الأهم الماثل في الجنوب، الذي يعيش حالة تحمية بطيئة للمحاور الإقليمية المتحفزة للاشتعال. أين الأجهزة الأمنية، أين القضاء؟ ما دورهم في فرض هيبة الدولة؟ كيف تستطيع فرض هيبة الدولة في منطقة، ولا تستطيع في منطقة أخرى؟ كيف يتحرك القضاء في ملفات ويتجاهل ملفات أكثر أهمية؟
هذه الأسئلة طرحها رئيس الحكومة حسان دياب على رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للدفاع، وهي ما يتداوله اللبنانيون يوميا ومنذ 4 سنوات، ومع ذلك تحولت اسئلته الى مادة للاستغراب والتندر في تعليقات وسائل الإعلام والتواصل، الى حد اضطراره الى سحبها من صفحته التويترية.
وقال ان هناك «حالة فجور تمارس على الدولة» وليس في قوله هذا مبالغة، لكنه ضيع البوصلة بتوجيه شكواه الى الشعب، الشاكي أصلا، بدل ان يبادر هو الى معالجة ما شكا منه مثل كل الناس، بوصفه رئيسا للسلطة التنفيذية بكل فروعها والأبعاد.
هذه التعبئة الخاصة من جانب رئيس الحكومة بموازاة التعبئة الصحية العامة عبر عنها دياب في الجلسة الوزارية، التي تناولت الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب، ولعبة الأمم في التجديد لقوات «اليونيفيل» هناك والتدقيق المالي، وتحول المازوت بعد الدولار والبنزين والمواد الغذائية، إلى أسواق المافيات العائلية والحزبية السوداء، وبدا كمن يريد القفز من مركب مشرف على الغرق، مبرئا نفسه من دم هذا الصديق الذي اسمه الدولة اللبنانية.
نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر ردت على دياب بالقول: إلى من تشكو والقــرار عندنا نحن الحكومة والمسؤولية علينا؟
هنا غرد الرئس سعد الحريري لمناسبة عيد الجيش قائلا: ان جيش لبنان قيادة وضباطا وجنودا بواسل، هو عنوان للدفاع عن السيادة والحدود والسلم الاهلي، وليس مكسر عصا لأحد من اهل السلطة او غطاء لستر عيوب الحكم والحكومة.
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فطالب في تصريح له امس بتغيير رئيس الحكومة دياب، واصفا حكومته بـ «حكومة الذئب».
وردا على سؤال لجريدة «لوريون لوجور» الصادرة بالفرنسية، قال: يجب التفكير جديا بتغيير دياب لأنه فاقد الذاكرة وانه آن الأوان لتدرك الجهات الراعية للحكومة خطورة الوضع.
في غضون ذلك، التقى البطريرك الراعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في الديمان، وبعد اللقاء قال ابراهيم: زيارتي دورية لغبطته، لم انقل أي رسالة له او منه، وهو ليس بحاجة الى تبادل رسائل مع حزب الله.
وعن موضوع الحياد الذي يطالب به الراعي، قال ابراهيم: الحياد بحاجة الى اجماع اللبنانيين، وان شاء الله «هيدا بصير».
في هذا الوقت، انضم حزب الله علانية إلى التيار الوطني الحر في إصراره على بناء «سد بسري» رغم معارضة مختلف القوى السياسية والشــعبية الخائفة على تبـــديد أموال بناء السد المقترضة من البنك الدولي، كما حصل مع السدود الأخرى التي بنتها وزارة الطاقة، ولم يحفظ اي منها الماء لعيوب جيولوجية.
وعقد النائب علي عمار عضو كتلة الوفاء للمقاومة مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب أكد فيه الحاجة إلى بناء هذا السد الذي يؤمن المياه إلى مليوني مواطن وضمنهم أهالي بيروت والضاحية ومناطق مجاورة.
وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر الحراك ضد بناء السد غوغائيا وتخريبيا، معلنا التصدي لرموزه أصحاب النكد السياسي.
ورد النائب بلال عبدالله عضو اللقاء النيابي الديموقراطي على تصريح علي عمار دون ان يسميه، واضعا اللائمة على البنك الدولي، متهما اياه بالتواطؤ، وقال عبدالله: السد لن يمر.
على صعيد كورونا، العداد لم يتوقف، آخر أرقامه غير النهائية تسجيل 50 اصابة في بلدة الحلانية في البقاع (بلدة الفنان عاصي الحلاني)، وهناك المزيد بانتظار تقرير وزارة الصحة.
وأبدى وزير الصحة الدكتور حمد حسن من طرابلس أمله بأن يؤدي الاغلاق الذي قرره مجلس الوزراء الى الحد من ارتفاع اعداد المصابين.