مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
بين الإقتصاد المنهك الذي يضيق سبل الحياة على المواطن، والوباء المتفشي بفعل قلة المسؤولية وتراجع الإمكانية مع ازدياد عدد المصابين، خطط جديدة للمواجهة تتراوح الاتجاهات فيها بين دعوات للإقفال التام يماثل الخطوات التي اتخذت في الأشهر الأولى لكورونا، وبين تشديد الإلتزام بإجراءات التعبئة المتخذة، ولا سيما وضع الكمامة وقيود مشددة على الوافدين والذين يخضعون للحجر تحت طائلة رفع الغرامات والمحاسبة.
القرارات قيد التشاور، وستظهر بتعميم مرتقب لوزير الداخلية خلال ساعات، بعد اجتماع غدا في السرايا الحكومية لخلية الأزمة، وفق ما أوضحت في حديث ل”تلفزيون لبنان” مستشارة الرئيس دياب للشؤون الطبية بترا الخوري، التي نبهت من خطورة المرحلة الحالية.
وبانتظار التعميم الجديد، ماذا عن المسؤولية الجماعية؟، وماذا عن الوعي الفردي؟. والسؤال الذي يطرح نفسه: إن لم يتوحد اللبنانيون أمام خطر الموت الوبائي، فأي تحد سوف يوحدهم؟.
أما حالات الوفيات التي طالت صغارا وكبارا، فقد خلفت حالة هلع لدى المواطنين، وهي تؤشر إلى مرحلة أكثر خطرا للوباء، فيما المستشفيات تسعى لتلبية الحاجات، وسط التخبط بأزماتها وضيق ذات اليد، كما يقول نقيبها في حديث ل”تلفزيون لبنان”، الذي أكد أن بعض المستشفيات غير مهيأ بالأصل لاستقبال حالات كورونا.
وبعد أيام على انتهاء زيارة وزير الخارجية الفرنسية، كشف ل”تلفزيون لبنان” رئيس “مؤسسة عامل الدولية” الدكتور كامل مهنا الذي التقاه، عن مبادرة للرئيس الفرنسي تتعلق بمجمل الوضع اللبناني الصحي والاقتصادي والأمني.
وسط هذه الأجواء، التوترات الاقليمية متصاعدة، والعراضات الإسرائيلية المعادية مستمرة في الأجواء اللبنانية منذ الليلة الماضية، وقد رصدها اللبنانيون بالعين المجردة على مدار الساعة، وفي عدد كبير من المناطق جنوبا وبقاعا، وفي بعض النقاط المحاذية لفلسطين المحتلة ألقيت قنابل دخانية، بالتزامن مع جلسة لحكومة العدو ادعى فيها نتانياهو أن لبنان وسوريا سيتحملان مسؤولية أي عمل يستهدف جيشه انطلاقا من أراضيهما.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
لبنان في مهب كورونا، والزحف السريع للفيروس المتوحش، ينذر بالكثير من المحاذير التي لا سبيل لمواجهتها إلا بالتزام الإجراءات الوقائية أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا.
وليس أدل على خطورة الغزوة الكورونية، من قول أحدهم إننا قد نصل إلى وقت يزاحم فيه الأب ابنه على سرير المستشفى. وتخوف آخر من أن سيناريو إيطاليا المروع قد يطرق أبواب الوطن الصغير.
هذه التحذيرات والمخاوف أطلقت النفير العام، فاندفع الكثير من الشخصيات السياسية إلى إجراء فحوص بعد إعلان النائب جورج عقيص عن إصابته بالفيروس.
وعلى خط المواجهة الرسمية، يلتئم مجلس الدفاع الأعلى يوم الثلاثاء في قصر بعبدا، قبل جلسة الحكومة. وبحسب المعلومات فإن المجلس يتجه نحو إعادة اقفال البلد مجددا، مع الإبقاء على فتح مطار بيروت، ولكن في ظل التزام شروط احترازية مشددة، إضافة إلى إعادة تفعيل العمل بنظام “مفرد/ مجوز” بالنسبة للوحات السيارات.
أما غدا فثمة اجتماع في السرايا الحكومية للجنة المعنية، التي تتجه لاتخاذ إجراءات صارمة وإلزامية وزاجرة، من ضمنها تسطير محاضر ضبط وفرض غرامات على المواطنين غير الملتزمين بالتدابير المطلوبة، مثل استخدام الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعي وتحاشي الاختلاط. فالمطلوب من المواطنين أولا وأخيرا، مساعدة أنفسهم حفاظا على سلامتهم ورأفة بأحبائهم، وإلا فلا شيء سيمنع ظهور مشاهد مروعة في مستشفيات لبنان على غرار الكثير من دول العالم.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
حتى لا يقال لنا، كما في بعض الولايات الأميركية: “روح موت ببيتك”، وحتى لا تتحول البيوت إلى مشاف تفتقد إلى أي عناية صحية، لا بد من استنفار مجتمعي على قاعدة: كل مواطن وكمامته خفير.
فلبنان دخل مرحلة مفصلية بعد أن تسلل الوباء إلى كل المناطق، وبغض النظر عن مسبب هذا الانفلات والتدهور الخطير، فإنها الأزمة الوحيدة ربما التي حلها بأيدينا نحن الشعب. فقد أدخل الفقر إلى كل بيت تقريبا، ولم يكن للمواطنين حول ولا قوة، وأدخلوا البلد في متاهات وأزمات من الدولار وغلاء الأسعار إلى المازوت والبنزين والكهرباء، ولم يكن للمواطن حول ولا قوة. أما مع كورونا، فيبقى للشعب الكلمة الأولى، عبر الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية، إلا أن ذلك لا يعفي الدولة من التزاماتها، خاصة أن هناك من المسؤولين من لا يلتزم بالقرارات التي يصدرها.
ويبدو أن اللبنانيين قد وقعوا في خطيئة الاحتفال المبكر بالنصر على كورونا، فوقع البلد في براثن موجة ثانية من الوباء أشد فتكا، ليدخل الفيروس مجلس النواب، وقصور العدل، ويصيب الجسم الطبي ويصل إلى الصليب الأحمر، والحبل على الجرار، كما يقال، في حال الاستمرار بسياسة الاستهتار.
على أن الأيام الأخيرة سجلت نشاطا زائدا لفيروسات جوية إسرائيلية على الحدود الجنوبية، طائرات التجسس الصهيونية لم تتوقف عن محاولة تلويث آذان الجنوبيين، أما على الأرض فقد سجل توار لجنود الاحتلال خلف جدر محصنة، وقذائف دخانية في مزارع شبعا حول موقع الاحتلال في رويسات العلم لم تتمكن من إخفاء حال القلق الشديد لقيادة الجيش الصهيوني، فيما أمر نتانياهو وزراءه بالصمت حيال ما يجري على الحدود الشمالية، في وقت كانت أصوات الاحتجاجات المطالبة برحيله تخرق جدران مقر إقامته في القدس المحتلة، فقد تظاهر الآلاف للمطالبة برحيله جراء فشله بسياسته في احتواء جائحة كوفيد- 19.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
وكأنما حلت بلبنان هذه الأيام لعنة أرقام: أرقام الكورونا، وأرقام الخسائر، وأرقام مشروع بسري.
فأرقام الكورونا قفزت فجأة إلى مستويات قياسية، فبات الوضع برمته مرعبا، ينذر بالأسوأ في أسرة المستشفيات وأروقتها وعلى أبوابها، على المنوال الإيطالي الشهير، لا سمح الله، إلا إذا عاد اللبنانيون المستخفون بالخطر إلى إدراك مسؤوليتهم الشخصية والمجتمعية في التزام تدابير الوقاية، حتى نتمكن من السيطرة على الوضع من جديد،…لأن أي تحذير قد تطلقه وزارة، وأي محضر ضبط قد يسطره عنصر أمني، وأي غرامة قد تفرضها دولة، لن تستطيع القيام بدور الناس إذا كفوا عن الاستهتار.
أما أرقام الخسائر، فيبدو أنها تدور في حلقة مفرغة: كما قبل زيارة لودريان، كذلك بعدها،…وكما قبل رفع تقرير لجنة التقصي، كذلك بعده، مع الإشارة إلى أن هذا الملف سيحضر الليلة مباشرة بعد نشرة الأخبار خلال حلقة “رح نبقى سوا” مع رئيس لجنة المال والموازنة ولجنة التقصي النائب ابراهيم كنعان.
تبقى أرقام جديدة أضيفت على لائحة اللعنات: إنها أرقام ما يمكن أن يتكبده لبنان من خسائر في حال الإطاحة بمشروع سد بسري، الذي حظي بشبه إجماع سياسي عند إقراره،…ولما بدأ التنفيذ استيقظ الحس البيئي المفتعل، واستنبطت شعارات غير واقعية، ووصل الأمر إلى حد اتهام البنك الدولي بالتآمر مع السلطات اللبنانية ضد الناس، على ما عنون بعض وسائل الإعلام اليوم.
وكأن البعض لم يتعلم من تجربة النكد السياسي الذي عطل الكهرباء، فدفع كل لبنان الثمن، وليس تيارا أو حزبا سياسيا معينا. وها هي التجربة تتكرر في ملف السدود، التي إذا نجح تعطيلها في السياسة، لن يتضرر تيار أو حزب، لأن الضرر سيقع على الناس الذين سيحرمون من مياه الشرب في مناطق واسعة من لبنان خلال وقت غير بعيد.
لبنان واقع تحت لعنة أرقام إذا،…ولكن اللعنات، مثلها مثل سائر مظاهر الشعوذة، قد تقنع بعض الناس في فترة، لكنهم سرعان ما سيكتشفون الحقيقة، ويفضحون سياسة ذر الرماد في العيون والتضليل. فالأرقام في النهاية، قبل أن تكون لعنة، هي أساس العلم،…والعلم كفيل وحده بدحض كل أشكال الدجل.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
إذا كان الحياد هو باب الخلاص للبنان من كل أزماته السياسية والإقتصادية والمالية والأمنية، فإن محاربة الكورونا تتطلب انحيازا وطنيا شاملا، وحربا ضد الفيروس القاتل. لكن وللأسف فمثلما يرى بعض اللبنانيين في الحياد تراجعا أمام الإمبريالية، كذلك يرى عدد منهم، أن اتقاء الكورونا ليس عملا وقائيا ضروريا بل ضعفا، من هنا يغرق لبنان في بحر الأزمات المالية والإقتصادية، ويكاد يغرق تحت التوسع السرطاني للفيروس القاتل.
والمؤسف بل المبكي، أن الدولة التي ترددت وتقاعست وامتنعت عن اتخاذ القرارات الحاسمة لاستعادة سيادتها وقراراتها الإستراتيجية، تتردد وتتقاعس عن اتخاذ الإجراءات الضرورية القاسية لمنع تآمر بعض اللبنانيين مع الفيروس، مرة لأنها تتكل على وعي شعبي مفقود، ومرة لارتباط الفلتان بخصوصيات الحرب الدائرة في المنطقة، ومرة للنقص الحاد في قدراتها على التحكم والسيطرة المادية والطبية والأمنية بفعل تراخيها.
في المحصلة، ها نحن اليوم بفعل كل هذه العوامل، ندخل بسرعة مذهلة في المرحلة الرابعة من تفشي الفيروس، وبحسب المؤسسات الطبية المعنية، لقد قطعنا هذه المرحلة في أيام قليلة، وها نحن نستعد للدخول على غير هدى في مرحلة انهيار النظام الصحي الذي سيصبح في حال عجز عن استيعاب أعداد المصابين الذي لن يكف عن التصاعد، ما لم يتم قمع المخالفين الذين ينشرون الفيروس والموت على مساحة الوطن.
عزيزتنا الحكومة القابعة في المريخ، نتفهم أنك بين انقاذ الاقتصاد المتداعي وإنقاذ أرواح الناس، لم تجدي الحل الوسط بعد، علما بأنه موجود. فبدلا من تخصيص الآلاف من رجال الأمن وعشرات القضاة لمطاردة المتظاهرين والمغردين وقادة الرأي، شغلي رجالك وقضاءك في مراقبة محترفي الجنون وقلة الضمير، من الأشاوس الذين يستبيحون صحة الناس وحياتهم، من خلال احترافهم رقصة الموت مع الفيروس القاتل، وأجبريهم على ارتداء الكمامات تحت طائلة الغرامات الباهظة والسجن.
توازيا، الانتشار العشوائي للفيروس، لم يحجب الأنظار والاهتمامات عن الملفات الاقتصادية والمالية المتفاقمة، ولا عن التعثر المبكي للحكومة في مفاوضاتها مع صندوق النقد، خصوصا بعدما أوصلتها بعنادها إلى الحائط المسدود، الأمر الذي استهجنه وزير الخارجية الفرنسية وكل أصدقاء لبنان.
كذلك لم يحجب الوباء القلق المتنامي على الوضع الأمني المتفاقم على الحدود الجنوبية، بعدما بلغت التحديات بين “حزب الله” وإسرائيل مراحل مثيرة للقلق من انفجار عسكري مدمر. الأمر هذا أيضا كان مدعاة استهجان وزير الخارجية الفرنسية وأصدقاء لبنان، الذين دعوا جميعا إلى اعتناق الحياد الذي ينادي به البطريرك الراعي ومعظم اللبنانيين كطوق نجاة للبنان. لكن أكثر ما يتسبب بالحزن في قلوب الغيارى على لبنان، أنهم يرون جهتين فقط لا تؤيدان الحياد: “حزب الله” وإسرائيل، ولا يجدون لذلك تفسيرا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
مخيف ارتفاع رقم المصابين بفيروس الكورونا، كما هو مخيف التفاعل المجتمعي مع هذا الارتفاع.
رحمتنا كورونا في موجتها الأولى، وبالأحرى، كنا أسرع منها، فأغلقنا البلد، ومنعنا انتشار الفيروس، واعتبرنا أننا اشترينا الوقت لتحضير المستشفيات ومراكز الحجر والطواقم الطبية، وأعلنا الانتصار في المعركة، فيما الحرب طويلة.
في هذه الحرب، تعب جزء من اللبنانيين، فهم يدورون في حلقة الانهيار المالي، يبحثون عن الليرة لسد الجوع. قالوا إن الجوع أشرس من المرض، وبين الاثنين، اختاروا لقمة العيش.
في هذه الحرب أيضا، وتحت شعار “حب الحياة”، اختار الجزء الآخر تخطي كل الخطوط الحمر، فعاد المغتربون، وما “خلوا لا عرس ولا عشا ولا جنازة”، مع pcr أو من دون pcr، ما بهم. أما بعض المقيمين، فإلى الحياة الطبيعية در، لم ينسوا شيئا، لا المطاعم ولا السهرات، وأكيد ما نسيوا الأركيلة.
ما نسيوا شي، إلا أهم شي، نسيوا الماسك أو الكمامة، ونسيوا إنو كورونا مرض، في الكثير من العلم والأرقام، والأهم في الكثير من الغدر.
من باب النكران هذا، تسللت كورونا مجددا، فضربت كل المحافظات والأقضية، وبظرف أيام، ارتفع عدد المصابين في المستشفيات والعناية الفائقة، ومعهم ارتفعت الوفيات. كل ذلك لم يؤثر فينا بعد، شو ناطرين؟.
ناطرين تشوفوا الناس عم توقع عالطرقات مثل الصين وإيطاليا واسبانيا والبرازيل، ناطرين تشوفوا المستشفيات مسكرا بوابها والأطباء والممرضين عم يبكوا ويقولوا: ما بقا فينا نشوف الموت بيناتنا. أو ناطرين أبشع بعد، ناطرين جثث الموتى بالكاميونات، والتوابيت البيض عم تنزل بالتراب، بس هالمرة بصمت، لأنو حتى أهل الضحايا خايفين.
بين الكورونا وبين الحياة سبق، وبطل السبق هوي شقفة قماش أو كمامة بتخللي الحياة تنتصر عالمرض والموت. اختاروا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
فحوص للنواب بالإجماع، وبقانون معجل مكرر فرضته كورونا على السلطة التشريعية، وهو القانون الوحيد غير الخاضع للتعديل وإفراغه من مضمونه، كحال التشريعات الصادرة عن مجلس النواب.
مطرقة الرئاسة استعجلت الحضور والغياب، لإجراء تشريع الضرورة الذي حتمته إصابة النائب جورج عقيص بعدوى ديبلوماسية. حجر نائب “القوات” نفسه وأطل على الإعلام عن بعد، مؤكدا أنه لا يشعر بأي من عوارض الكورونا، وأنه خالط معظم النواب ضمن أعمال اللجان.
وإذ تلقى عقيص الإصابة بنفس واسع وصدر جاهز لتحمل التبعات، فإن الوباء كان أخف وطأة لديه من خطاب الكراهية، عندما يتمنى البعض الموت لنائب أصيب بفيروس كورونا، قائلا: إذا الله أعطاني عمر فإن معركتي الوحيدة في مجلس النواب هي صياغة ميثاق لمكافحة خطاب الكراهية التي لا تبني وطنا.
وعلى موجة كورونا مرتفعة، بدا لبنان منزلقا نحو الأخطر، فمديرمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض، يحذر من أننا سنفقد السيطرة على الوباء. والصليب الأحمر يعلن عن إصابات ضمن فرق إسعافاته. “أوجيرو” أقفلت بعد إصابة أحد أجرائها. وسط دعوات عدة إلى إعادة الإغلاق والتشدد والالتزام بالإجراءات. وهذا ما سيكشف عن تفاصيله الليلة وزير الداخلية محمد فهمي، في حواره على “الجديد”.
وفيما البلاد تستعد للأخطر في وباء ضرب أكثر من ستة عشر مليونا حول العالم، فإن بضع ملايين من الإسرائيليين يتحسسون يوميا رد “حزب الله” على استشهاد عنصر له في سوريا. طيران العدو الإسرائيلي لازم الأجواء اللبنانية بعلو منخفض. لكن الخط الفاصل عند الحدود، أفرغ من مضامين جنوده ومستوطنيه.
عربدة في الجو، اختباء في البر وقرع طبول حرب للتهويل وادعاء القوة من الجانب الإسرائيلي. فالعدو ليس مستعدا ولا يريد الحرب، وهذا من نتاج اجتماعات أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي في تل أبيب، مع كل من وزير الحرب بيني غانتس ونظيره الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي. وفي لغة المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين المشتركة: إننا مستعدون للتصدي، وإن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، نشدد على أهمية الضغط على إيران، نحافظ على علاقات التعاون مع قوى معتدلة في المنطقة، الجيش الإسرائيلي سيعمل ما يجب لإزالة أي تهديد.
هذه لغة دفاع وليست لهجة حرب أو هجوم وتصعيد. وأعلى ما في خيل إسرائيل هو طائرات تجسس تحوم وتصدر أصواتا فراغية، ثم تقفل عائدة إلى حيث أتت.
الحرب الإسرائيلية مستبعدة، لكن الحروب في الداخل أكثر تشعبا، بحيث نحارب أنفسنا بأنفسنا، وتقف في الوسط حكومة حسان دياب محاصرة أميركيا وعربيا، ولا تتقدم خطوة باتجاه الإصلاح. التنظير ورمي المسؤوليات على الغير، أصبح شعار الحكومة التي تخوض حرب أرقام مع صندوق النقد وجمعية المصارف، وتدير سلة مثقوبة، من الكهرباء إلى الاتصالات وأموال منهوبة وآلية تعيينات ومحروقات تتحكم فيها المافيات. كل هذا هو موضع تقاتل بين الماضي والمستقبل لحكومة تقف لتدير الانهيار، لا العمل لوقفه.
وإذا كانت الحكومة قد عجزت عن تطبيق أي إصلاح مما هو مطلوب منها دوليا ومحليا، فما الذي يجعلها عاجزة عن فتح طريق الشام، وليس بخطها العسكري هذه المرة، إنما لإعطائنا “من الطيب نصيب”، وتسيير بضائع لبنان من خلال معبر يشكل شريان حياة لمنتوجاتنا، وهو معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. فلماذا لم يطرق حسان دياب بوابة دمشق رسميا حتى اليوم؟، وممن يستحي؟.
وبموجب “حق الشفعة”، فإن سوريا هي المتنفس الطبيعي الوحيد الشرعي غير الموقت للبنان. واللبنانيون لا يقولون لكم اليوم إذهبوا لإجراء علاقات مميزة تخص مصالحكم، على غرار زمن الوصاية السورية- اللبنانية المشتركة، انما ابحثوا عن حل لأزمة تصريف المنتوجات، للنازحين السوريين على أرضنا، للتهريب الحدودي الذي تضررت منه سوريا ولبنان على حد سواء. وتلك مقررات على مجلس الوزراء أن يتخذها مجتمعا، لا أن تترك العلاقة مع سوريا إلى زيارات خاصة لبعض الوزراء.
قرار رسمي من الحكومة اللبنانية بتكليف وزير الاقتصاد أو ما يعادله، أو ربما حسان دياب شخصيا، بزيارة الدولة السورية نظرا إلى الحاجة الملحة. وإذا تعذر الأمر فإن اللجوء إلى “جهاز التنفس” اللواء عباس ابراهيم سيكون أوسط الحلول، والمدير العام للأمن العام جهاز على جاهزية دائمة لإتمام المهمات الصعبة، قبل أن تتلى على لبنان قراءة سورة الفاتحة والثالوث المقدس.