تكشف أوساط بارزة في فریق ٨ آذار ومقربة من حزب الله أن السفیرة الأمیركیة دوروثي شیا كثفت في الأیام
الماضیة حركتھا تجاه شخصیات دینیة وسیاسیة ومجموعة من حلفائھا وحلفاء السعودیة، منھم من یتولى مناصب نیابیة
وسیاسیة حالیة، وبعضھم خارج الحكومة ومجلس النواب، وتم الإتفاق على إطلاق حملة إعلامیة مركزة جدیدة تھدف الى
التركیز على حزب الله وسلاحه وخیاراته الخاطئة والتي أدت الى تجویع اللبنانیین وإفقارھم.
وتلفت الأوساط الى أن الزیارات المكثفة تجاه الدیمان ودار الفتوى، ھدفھا حشد أكبر تأیید ممكن مع المعارضة
وخصوم المقاومة لتثبیت أن لا غطاء وطنیا وطائفیا متنوعا لسلاح المقاومة، ولاستفراد بیئة المقاومة وإحراجھا والضغط
علیھا. وما زیارة كل من الرئیس فؤاد السنیورة والنائب نھاد المشنوق الى دار الفتوى ولقاء المفتي الشیخ عبد اللطیف
دریان إلا محاولة للإستحصال على موقف واضح من دریان وملاقاة الراعي بشكل صریح في مبادرته، للقول إن
المرجعیة السنیّة الدینیة تؤید المرجعیة المارونیة، ومع إنضمام النائب السابق ولید جنبلاط وھو متضرر من العھد ومن
سلاح حزب الله ونفوذ سوریا وإیران في لبنان والمنطقة، ویھدف الى القول إن حزب الله بات وحیدا في وجه جبھة سیاسیة
ضد سلاحه ونفوذه وھیمنته وبسببه یجوع اللبنانیون ویفقرون.
وفي انتظار ما ستسفر عنه من نتائج في الیومین المقبلین، زیارة البطریرك بشارة الراعي أمس الى بعبدا لتوضیح
مواقفه للرئیس عون ولعرض فكرة الحیاد وتحویلھا الى مبادرة ولكسب تأیید عون علیھا، یدقق حزب الله وتحالف ٨ آذار
في خلفیات ھذه المبادرة. وتلفت الأوساط الى أن الحشد الذي غلّف اللقاء أمس والذي جمع "قوى ثوریة" أو قیادات
ثورة ١٧ تشرین الأول مع "نفحة" مدنیة و"رشة" جمعیات، یتلاقى مع الأجندة الامیركیة ضد حزب الله وبالتالي ضد
العھد والحكومة تلقائیا، إذ یعتبر ھؤلاء أن كل ما یجري في لبنان یجري بأمر وعلم وإدارة من حزب الله. وتؤكد الأوساط
أن بعد دراسة لما یجري وبدقة متناھیة، ستواجه كل ھذه التحركات لإجھاض أھدافھا التي لن تتحقق، ومع التأكید أن
الفرز السیاسي بعد ھذه المبادرة سیتوسع وسیتوضح أكثر وسیصبح فاقعا أكثر، كلما احتدمت المواجھة الداخلیة، وزاد
الحصار والضغط الأمیركي.