خلافا للبيانات والتغريدات الرسمية، أكدت وزيرة المهجرين غادة شريم صباح أمس ان التغيير الحكومي وارد في أي وقت وظرف، واذا كان رحيل الحكومة يحل المشكلة فلا مانع لأن المهم، كما قالت الوزيرة شريم لإذاعة «صوت لبنان»، هو الوصول الى حلول.
لكن وزير الداخلية محمد فهمي يغايرها الرأي حيث أكد ان الحكومة باقية ومستمرة، وان تعليمات الرئيس حسان دياب هي التماسك والعمل المنتج، وقال: كل الطبخ الجاري إعداده سيبقى نيئا ولن ينضج، ولا بديل عن هذه الحكومة لأن من ستأتي بعدها ستصطدم بذات العقبات والمشكلات.
كما نفى وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني ميشال نجار استقالة أي من أعضاء الحكومة، مشيرا إلى أنه لا مانع لدى أي منهم من تغيير حكومي. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن نجار قوله «لم يقدم أحد من أعضاء الحكومة استقالته، بل حملت المداخلات تساؤلات حول جدوى الاستمرار في ظل عدم الإنجاز».
وأضاف «إن أحدا منا لا يعتبر الحكومة أكلة طيبة، وهي باتت تشكل حملا كبيرا علينا مع تحميلنا وزر عشرات السنوات وما فيها من سياسات أوصلت البلد إلى شفير الهاوية والوضع المزري الذي نعيش».
وتابع «إذا كان التغيير الحكومي يؤدي بالبلاد نحو الأفضل وهناك بدائل عن هذه الحكومة فلا مانع لدى أحد بذلك وهو ما أكد عليه (رئيس مجلس الوزراء) الرئيس حسان دياب نفسه».
في السياق عينه، نفت مصادر التيار الوطني الحر الكلام عن تسوية منجزة تعيد الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وهذا ما يتناغم مع تغريدة لرئيس التيار جبران باسيل باللهجة العامية وفيها: انا قلت بـ 14 شباط أنها راح تكون طويلة وصعبة، وتاني شي ولا يوم عملنا تسوية على الفساد ولا منعمل، نحنا منعمل تفاهمات، وخلصنا من التسوية، وقديش دفعنا ثمنها، واهم شي اليوم الحكومة تعملها إصلاحات والمجلس يقرها والحاكم يضبط الدولار.
في هذا السياق، يقول الشيخ ياسر عودة، امام مسجد حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت في خطبة نارية تعبرعن ألم الناس: لقد وصل بنا الحال الى حد ان من يحترم نفسه يقتلها.. في اشارة الى انتحار مواطنين، مضيفا: كل من يقتل نفسه، دمه في رقبة حكام لبنان واحزابه، التي قال انها اسوأ من اسرائيل التي تدعي معاداتها، هؤلاء الذين أجرموا بحق الناس، الحكومة لم تنجز شيئا، انها أفشل طبقة سياسية، وتوجه الى الحكام والأحزاب بقوله: أنتم عملاء إسرائيل، عبدة لإسرائيل خدما لها، تجوعون الناس، ليأكلوا بعضهم بعضا، مع الأسف ليس عندنا رجال، عندنا رجال فاشلين، «أنتم أمة ساقطة»، يا عبدة الزعماء يا أعداء الأمة، لا نصركم الله، بل خذلكم الله، لقد أوصلتمونا الى العصر الحجري الذي توقعه لنا نتنياهو.
على الأرض، تظاهر ما يعرف بـ «مجموعة 128» من الحراك الشعبي امام السفارة الأميركية في عوكر، مطالبة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1559 الذي لا يسمح بوجود سلاح على أرض لبنان غير سلاح السلطة الشرعية، وتقول قناة «أم تي في» ان هذه المجموعة تعرف بأصدقاء دونالد ترامب في لبنان».
على الصعيد الاقتصادي، تراجع دولار بيروت عن 10 آلاف ليرة الى 8 آلاف أمس، مع احتمال المزيد من التراجع غير المضمون، وتعددت التحليلات حول الأسباب، منهم من ردها الى تدفق المغتربين، ومنهم من ربط التراجع بنهاية الشهر، حيث يدفع حزب الله مرتبات عناصره بالدولار.
لكن في المقابل، غرد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير عبر تويتر قائلا: المؤسسات تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، وشركات عريقة تسقط وقطاعات لطالما تباهينا بها تواجه مصير ما. بدوره، رئيس نقابات المؤسسات السياحية بيار الأشقر أعلن عزم هذه المؤسسات على الإقفال التام بدءا من سبتمبر.
إلى ذلك، اتخذ نقيب المحامين ملحم خلف، صفة الادعاء الشخصي باسم النقابة، أمام النيابة العامة، وطالب الأجهزة الأمنية بالقبض على المعتدين على المحامي الناشط في الحراك الثوري واصف الحركة، وهم 4 شبان من راكبي الدراجات النارية اعترضوا طريقه أثناء خروجه من مبنى «اذاعة صوت لبنان» في الأشرفية، وانهالوا على رأسه بالأدوات الحادة، وتركوه مدمما.
وقد نقل الى مستشفى «أوتيل ديو» القريب، الذي تحول الى ملتقى للحراكيين الغاضبين، وللمعارضة السياسية، وقد غادر المستشفى بعد تضميد جروحه، وصرح قائلا: لقد وصلت الرسالة، لن استقيل من الثورة وسنكمل المسيرة، لأنه قناعاتنا الصحيحة.
وتبين ان الفاعلين كانوا سفر الوجوه. واستنكر نائب بيروت فؤاد مخزومي، الاعتداء، وقال في تغريدة: من غير المسموح التعرض لمن يعبرون عن وجدان الناس».