اليوم الخميس، موعد الصعود الثالث الى بعبدا في سياق معالجة الخطط الاقتصادية العقيمة والظروف السياسية المعقدة، والأمنية الملبدة، منذ سبتمر الماضي.
والى جانب رؤساء الحكومة السابقين، اعتذر كل من: سليمان فرنجية، وسامي الجميل، وأخيرا حسم الدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية قراراه بعدم المشاركة انطلاقا من عدم جدواه، وقال «فالج لا تعالج مع المجموعة الحاكمة التي تملي على الحكومة قرارها».
وأعلن في مؤتمر صحافي عقده في معراب عن مقاطعته لاجتماع بعبدا الحواري، وقال «البلد في مكان والمسؤولون في مكان آخر تماما، كل ما يهم الشعب هو لقمة العيش التي لا يمكنه الحصول عليها، ماذا بقي من لبنان الذي نعرفه؟».
وأضاف «الازمة الاقتصادية والمعيشية شديدة جدا وتأتينا دعوة لنتحاور حول السلم الأهلي فيما المشكلة في مكان آخر تماما، من ذهب الى طرابلس وحاول تقليب السنة على فئة من المسيحيين؟ من ذهب بجحافل الموتوسيكلات الى عين الرمانة؟ من كسر في بيروت لساعات أمام الاعلام؟ من فعل هذا هم حلفاء العهد مباشرة».
في الاثناء، ترأس الرئيس نبيه بري ظهر امس اجتماعا طارئا لقيادات حركة أمل وعرض فيه التطورات، وقال: يخطئ من يعتقد ان صندوق النقد او اي دولة او جهة مانحة، يمكن ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الإصلاحات.
وأضاف ان انهيار سعر صرف الليرة يفرض على الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية، اذ من غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للأسواق السوداء في التنقد والغذاء والمحروقات.
ويشارك الرئيس بري ورئيس الحكومة حسان دياب في لقاء بعبدا اليوم الى جانب الرئيس ميشال عون، وبغياب ثمانية من الأقطاب السياسيين الأساسيين من أصل العشرين مدعوا.
وسيشارك تيمور جنبلاط كرئيس لكتلة اللقاء النيابي الديموقراطي في اجتماع بعبدا، نظرا لغياب والده رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.
يبقى ان اللقاء بمن حضر من بين المدعوين العشرين، محكوم عليه مسبقا بالفئوية، كونه فاقدا للإجماع الذي يبرر له إعتماد الصفة الوطنية، هو اذن ليس لقاء وطنيا، كما يقول معارضوه، انما هو لقاء اللون الواحد، ولو ظهرت في جنباته بعض الملونات الرمادية.
وحتى ضمن اللون الواحد، هناك مدعوون يتوجسون من بنود هي موضع حذر، قد يتضمنها جدول الأعمال، كمسألة الذهاب بلبنان شرقا، هذه المشرقية الاقلواتية التي ارتفعت وتيرتها منذ إطلالة عهد الرئيس ميشال عون تجعل لبنان على مفترق الامم، وقد تغير وجهه إلى الأبد وتفقر شعبه وتكسر مصارفه وتحول الصرافين إلى أوصياء على الليرة اللبنانية وسعرها مقابل العملات الاجنبية ومن خلالها على أوسع القطاعات الاقتصادية والمعيشية في لبنان.
واللافت عدم وجود جدول أعمال محدد للقاء، إنما اختزل موضوعه بعبارة تجنيب البلد شبح الاقتتال وكأن اللبنانيين على أبواب الحرب الأهلية مرة اخرى، في وقت نفى فيه وزير الداخلية محمد فهمي لقناة «ام تي في» صحة معلومات سابقة عن خطة إرهابية تستهدف مطار رفيق الحريري.
في هذه الاثناء، اتهم مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر حزب الله بالتسبب في أزمة الدولار وتهريبه إلى سوريا مقللا من أهمية التوجه شرقا، محذرا اللبنانيين من أن الحزب الشيوعي الصيني يريد السيطرة.