كشفت المعلومات أنه في دوائر التحلیل والقرار في حزب ﷲ تقییم للإطلالة الاعلامیة الأخیرة لرئیس التیار الوطني الحر جبران باسیل یخلص الى إستنتاج جوھره أن في طوایا كلامھ أكثر من رسالة الى الحزب تتصل بشأن معركة الرئاسة الأولى، وتنطوي على طلب مضمر بالتعجیل في فتح أبواب البحث الموصدة حول ھذا الموضوع الذي بات في نظره یكتسب صفة الإلحاحیة ولم یعد یحتمل التأجیل والتسویف.
في جلسة محدودة الحضور
یعرب أحد القیادیین البارزین في الحزب عن إعتقاد یتلمسه الحزب منذ فترة بأن الشریك
في التفاھم أي باسیل قد بات "یمارس معنا لعبة ھي أقرب الى لعبة العصا والجزرة في ھذا الإطار، ویرید
منا أن نفصح في أسرع وقت عن أوراقنا المطویة وخیاراتنا المخفیة". وإذ یكتفي القیادي
بھذا المقدار الضئیل من التوضیح رافضا النزول عند طلب الحاضرین المزید من التفصیل والإطناب،
إلا أن في أجواء اللصیقین بالحزب من یكشف عن أن لدى الدوائر المعنیة في الأمر علم باللقاءات
الثلاثة المتوالیة التي عقدھا باسیل بدبلوماسیین أمیركیین في الآونة الأخیرة وما دار
فیھا من نقاشات، وعلى علم أیضا بأن بعضا من في واجھة التیار ینظم منذ فترة حركة إعتراض
أولیة تجاه الحزب تستبطن في طیاتھا طلب الكشف عن مضامین خیاراته حول المعركة الرئاسیة.
وإذ تؤكد المصادر عینھا إستعداد الحزب الدائم لنقاش ھادئ وعمیق لموضوع الإستحقاق الرئاسي
باعتباره موضوعا وطنیا بامتیاز، فإنھا لا تجد ما یفرض علیه إماطة اللثام عن
موقف نھائي حیال موضوع مفتوح یفترض أن یكون موعده بعد عامین من الآن. لذا فمن الحكمة
والمصلحة تبرید السخونة تجاه ھذا الموضوع في وقت ثمة مواضیع وطنیة أكثر إلحاحا.
أما بالنسبة لحركة
فرنجیة وأبعاد تحركاته الأخیرة وصلتھا بالموضوع الرئاسي والتي توّجت بزیارتیه الأخیرتین لعین التینة وبیت الوسط، فإن ثمة مقرّبین من الحزب یتحدثون عن فرضیة یراھا
فرنجیة نقطة قوة لمصلحة وصوله الى الرئاسة الأولى. فعلى الرغم من أن فرنجیة أعلن أخیرا
أن ما یتوافر لدیه من معلومات تؤكد أن الحزب لم "یعده بعد كما لم یعد سواه"
بدعمه لبلوغ قصر بعبدا، إلا أنھ (فرنجیة) یتصرف ضمنا وكأن ھذا المنصب قد صار من حقه.
فھو قد حیل بینه وبین ھذا المنصب مرتین الأولى في نھایة الولایة الرئاسیة للرئیس إمیل
لحود والثانیة قبیل انتخاب العماد میشال عون. وفي المرتین لعب الحزب دور المانع بفعل
المونة. وعلیه، یعتبر فرنجیة أن له حق مكتسب بمفعول رجعي، وأنه بناء على ذلك،
فإنه لن یكون بمقدور الحزب وصورته الأخلاقیة التخلي عنھ للمرة الثالثة، لذا فھو
سارع الى إثبات ھذا الحق المكتسب قبل فوات الأوان.