16 إصابة جديدة حملها عدّاد كورونا، أمس، ليرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 1603. ستّ عشرة إصابة تأتي بعد ذروة حقّقها العداد أول من أمس، مع تسجيله 51 إصابة دفعة واحدة. مع ذلك، هذا ليس مؤشراً للتفاؤل، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار توزع الإصابات بين المقيمين والوافدين. صحيح أن رقم أمس لا يقارن بالرقم السابق لناحية الكم، لكنّه، في «المضمون»، لا يبشّر بالخير مع توسع رقعة انتشار الفيروس بين المقيمين. وهذا ما تقوله الأرقام، إذ بحسب تقرير وزارة الصحة العامة، فقد بلغ عدد المصابين بالفيروس من المقيمين 11 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في وقت سجلت فيه خمس إصابات فقط بين الوافدين. مع ذلك، لم تقرع وزارة الصحة جرس الإنذار، فلبنان إلى الآن لا يزال في مرحلة الاحتواء. هذا ما تشدّد عليه مصادر الوزارة، على اعتبار أن الحالات المقيمة التي ثبتت نتائجها الإيجابية كلها تدور في فلك المخالطين، ويمكن تتبّع مسار إصاباتهم. وللتشديد على هذا الأمر، تشير مصادر وزارة الصحة إلى أن الحالات التي سجلت في منطقة الغبيري تسبّب فيها أشخاص مصابون كانوا قد خالطوا سابقاً حالات وافدة من السعودية إلى منطقة برجا. ثمة سبب آخر للتفاؤل، وهو انحسار أعداد الوفيات، فهذه أيضاً «تعوّل عليها الوزارة في تقييمها للوضع»، على ما تقول المصادر.
صحيح أننا ما زلنا في مرحلة الاحتواء، على ما تؤكد الوزارة، لكنه احتواء إلى أجل، إذ إنه مرهون بما تحمله الأيام المقبلة من أرقام. وهنا بيت القصيد، فإن استمر العداد على ما هو عليه في السير تصاعدياً، يُتوقع أن يتغير المسار في التعاطي مع المقيمين، كما الوافدون، وهو ما لمّح إليه وزير الصحة حمد حسن، أول من أمس من بعلبك، مشدداً على أهمية الأرقام التي ستصدر خلال الأيام المقبلة والتي ستتخذ على أساسها الوزارة ما تقتضيه الظروف.
إلى ذلك، أكملت الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة الفحوص الموجهة في المناطق التي سجلت أعداداً كبيرة من الإصابات، وذلك بهدف تحديد الواقع الوبائي في هذه المناطق بغية السيطرة على الفيروس واحتواء انتشاره. وقد جالت الفرق، في هذا الإطار، على مناطق البداوي (مخيم البداوي) ووادي نحلة ومنطقة مرفأ طرابلس وحي الحجر الصحي في طرابلس وبرجا وجدرا والبسطة. وبلغ عدد الفحوص 798. وفي السياق نفسه، وبالعودة إلى أرقام العداد، يبلغ عدد الإصابات الحالي 494 إصابة، بينها 9 حالات حرجة. أما في ما يخص عداد الشفاء، فقد ارتفع إلى 1077 حالة شفاء، فيما استقر عداد الوفيات عند 32 حالة.