العميد المتقاعد شارل ابي نادر-
تطالعنا من فترة لاخرى ، ومنذ ظهرت حركة النائب العميد شامل روكز القريبة من الثورة او الحراك او من الحراك المتخصص عمليا فقط بمهاجمة العهد وحكومة الرئيس حسان دياب ، بعض وسائل الإعلام، بمقالات او بتحليلات اعلامية ، فيها احياناً بعضٌ من التصويب والتجني والتطاول على فئة محددة من العسكريين المتقاعدين وخاصة الضباط منهم ، تحت ذريعة تشكيل مجموعة بإسم هيئة العسكريين المتقاعدين في التيار الوطني الحر.
يبدأ التطاول غير اللائق وغير المهني من " عبارة قصقص جنرالات ساويهم متراس " ، بما تحويه من تصويب فيه تشبيه مبهم غير بعيد عن مضمون المثل الاساسي : قصقص ورق ساويهم ناس ، وذلك ظهر مؤخرا في مقالة الكاتبة المحترمة ملاك عقيل في احد المواقع الإلكترونية الحديثة النعمة .
ولتتابع السيدة الكريمة عقيل التصويب غير الموضوعي والبعيد عن الحقيقة وعن الواقع في عبارة " لملمة العسكر المتقاعد بصفوف روكز " ، من خلال ادعاء - غير مباشر طبعا - حصرية جمع المتقاعدين بالنائب العميد شامل روكز او بغيره، المهم أن يكون الجامع معارضا للسلطة وللحكومة وللعهد ، ومع كامل الاحترام لهؤلاء وخاصة للعميد روكز ولتاريخهم ، فلا يمكن لاحد إعتبارهم مراجعا لا يجب تجاوزهم في موضوع العسكر المتقاعد ، بعد ان سهى عن بال الكاتبة ، بان شامل روكز وغيره مع حفظ الالقاب ، لا يحمل تاريخُهم خدماتٍ وتفاني وخبرات ومناقبية اكثر من تاريخ غيرهم من جميع الضباط المتقاعدين في هيئة المتقاعدين في التيار الوطني الحر موضوع تصويب وتطاول الاعلامية الكريمة ، او حتى من تاريخ غيرهم من الضباط من الهيئات المختلفة ، وحتى ضمنا الذين حاليا مع الحراك المعارض او حتى الذين هم منضوون مع روكز او مع غيره .
اللافت في مقالة الكاتبة المحترمة ، باي حق تسمح لنفسها بان تصنف الضباط المتقاعدين كما يحلو لها ، وبطريقة غير لائقة وغير مهنية ، وكما يناسب التوجه السياسي الحالي لوسيلتها الاعلامية الكريمة ، لناحية تحديد " خامات الضباط مقارنتها ووضع بعضها في خانة " الخامة " المليئة سجلات خدماتهم باكثر من اخرى ، فهل تملك الكاتبة سجلات خدمات هؤلاء الضباط الذين خدموا الجيش ولبنان باصعب الظروف ، وتضع نفسها في موقع المُقدِّر اوالمؤهل لوضع العلامات او التصنيفات الادارية او العسكرية وما شابه ؟؟
طبعا ، إن دافع كاتبتنا المحترمة لهذا التطاول اليوم ، وبغير وجه حق ، على من هم في ضفة معاكسة للنائب شامل روكز، هو كون الأخير في موقع معارض للعهد ، الامر الذي كانت قد تصرفت عكسه فيما لو ثَبُت النائب الكريم المذكور في موقعه الاساسي والذي ولد منه وترعرع تحت جناحه وبنى حيثيته باسمه .
هل تعلم الكاتبة اللائقة ان تطاولها هذا قد اصاب اغلب الضباط المتقاعدين حتى الذين ينطوون تحت حركة روكز ؟؟ وربما تكون قد اصابت ايضا روكز نفسه ، فيما لو كان ما زال على نفس المستوى من عزة النفس ومن عصبية رفاق دربه في المؤسسة العسكرية والذي عرفناه به ، واجزم انه ما زال على نفس المستوى وربما اكثر .
كيف تسمح لنفسها وهي الكاتبة المحترمة المعروفة ، بان تقول بان " البخار قد اجتاح رؤوس العديد منهم لينتهي بهم الامر على طاولة باسيل " ؟ وهل هذه العبارة تحمل شيئا ولو قليلا من الاحترام واللياقة الاعلامية والمهنية ؟؟
هل اصبح بنظر الكاتبة صاحبة المستوى الرفيع من الموضوعية ، دعم رئيس الجمهورية والحكومة والجيش اللبناني مهانة يستحقون هذا التجريح عليها ، او اتهاما وجرما وعملا مخالفا للدستور وللاعراف وللقوانين ؟ وهل هذا عيب يُلام عليه هؤلاء الضباط والعسكريين المتقاعدين والذين اجتمعوا على مبادىء دعم رئيس الجمهورية والحكومة والمؤسسة العسكرية ؟ هذه المبادىء التي طالما حملوها اثناء خدمتهم العسكرية وكانت تجمعهم على نفس التوجه وعلى نفس الاهداف ، وذلك قبل ان يتم تسجيل هيئتهم في التيار الوطني الحر ، وتاريخهم في ذلك معروف .
وهل اصبح المطلوب بنظر الكاتبة المحترمة ، الانضواء تحت حركة او حركات هدفها اسقاط السلطة والحكومة ومجلس النواب وكل شيء في البلاد ، وذلك بالصراخ والتحطيم والتدمير والحرق والخلع ، والسير كما البعض ، مغمضين مطمشين وراء حركة او تحرك او ثورة او حزب او ... لا يُعرف اصلُ مسيريها من فصلهم ، ولايّ اجندة تابعين وماذا ينفذون من مشاريع مشبوهة ؟؟
وهل اصبح بنظر كاتبتنا الناجحة ، اي شخص يعارض رئيس الجمهورية ويعمل لاسقاطه ، هو المرجع الصالح لكي ينضوي تحت جناحه جميع المتقاعدين العسكريين ؟؟
هل سمعت الكاتبة العزيزة يوما بشيء اسمه الديمقراطية وحرية الراي ، والتي تسمح من خلالها لاي انسان ، خاصة اذا كان متقاعدا من مؤسسة عسكرية او امنية ، بان ينتسب لاي حركة سياسية او حزبية يريدها ، شرط ان لا يخالف القوانين المرعية الاجراء ؟ ربما لو كانت قد سمعت بذلك ، لم تكن وضعت عبارة " الحزبية والجندية لا يلتقيان " في غير موضعها وبما لا علاقة بمضمونها بتاتا ، حيث المنضوون في الهيئة المقصودة او اي هيئة اخرى ، هم متقاعدون وليس في الخدمة الفعلية .
واخيرا ، ربما تعلم الكاتبة باغلب كل هذه التساؤلات التي تم توجيهها لشخصها الكريم ، وربما لا تعلم ، ولكن ما نعلمه جميعا ويجب ان تعلمه هي ايضا ، هو ان التطاول على اناس وضباط وعسكريين متقاعدين ، من خلال التجريح والتصويب غير اللائق ، هو عمل مناف للقوانين وللاعراف وللاخلاق ، بمعزل عن الفكرة او التوجه او الهدف السياسي الذي يراد ايصاله او الوصول اليه ... ويجب ان تعلم ايضا ، بانها قادرة فيما لو تحلّت بالموضوعية ، ان توجه الرسالة الاعلامية والسياسية التي تريدها من دون التجريح والتطاول على كرامات الناس .