التحضيرات على قدم وساق لانطلاق الثورة الشعبية المستجدة بعد غد، وزير الداخلية محمد فهمي يهدد بالتصدي لكل من يخرج عن الإطار السلمي للتحرك، ونشطاء الثورة يسعون لجعل يوم السبت الخطوة الأولى على طريق تغيير الطبقة السياسية القائمة.
الحكومة اللبنانية عالقة بين المضي في تبني قانون «قيصر» الأميركي، كما تقول قناة «أو تي في»، وبين خسارة أسواق الشرق لتصريف الإنتاج، فضلا عن أن عدم تبني ذلك القانون سيرتد سلبيا على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، علما أننا بأمس الحاجة الى أسواق الشرق، كما رددت القناة العونية.
وأعادت الأوساط المتابعة هذه الحيرة، إلى نوع من المغازلة من جانب رئيس التيار جبران باسيل للعاصمة الأميركية، وهذا ما يراقبه ويترقبه حزب الله، كما يبدو، فيما الحكومة مشغولة بالتعيينات، الإدارية والمالية وبالتشكيلات القضائية، غافلة عن احتراق الليرة في سوق الصيرفة، الذي استأنف عمله أمس، وفي موقد الأسعار، وفقدان المازوت وغيره من المشتقات النفطية، إلا من صهاريج التهريب إلى سوريا.
رئيس الحكومة حسان دياب قال إنه لا مشكلة في مادة المازوت، مطمئنا أصحاب محطات التوزيع إلى ذلك، لكن وزير الطاقة والنفط ريمون غجر، اعتبر بعد جلسة مجلس الوزراء أمس الأول أن هناك مشكلة في توزيع المازوت يراها بطريقة فتح الاعتمادات لشراء المادة، ملقيا بذلك المسؤولية على وزارة المال ضمنا.
وينعقد مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم برئاسة الرئيس ميشال عون، مسبوقا باجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي سيوصي بتمديد فترة التعبئة الصحية بين أسبوعين وشهر كامل، اعتبارا من الاثنين المقبل (8 حزيران/ يونيو) وهذا يعني بحسب صحيفة «الأخبار» الاستمرار في إقفال المطار وحظر التجول بين 12 ليلا والخامسة صباحا، واستمرار تقييد حركة الآليات.
وأصبح عدد المصابين بالكورونا في لبنان منذ 21 شباط/ فبراير 1242 حالة، 70 منهم يعالجون في المستشفيات فقط.
والباقون محجورون في بيوتهم، في حين ما زال عداد الوفيات متوقفا على الرقم 27.
ويبدو ان إجراءات التعبئة والمفرد والمزدوج بالنسبة للوحات السيارات، لن تحترم يوم السبت، حيث الموعد المضروب لانطلاقة الحراك الثوري الذي تراجع مؤخرا، تحت تأثير جائحة كورونا.
وستكون ساحة الشهداء في بيروت نقطة التجمع الأساسية، في مشهد يعمل على ان يكون حاشدا للغاية، وان ينطوي على خطوات سياسية ملموسة لا مجرد شعارات.
وبحسب الاتصالات المتداولة عبر وسائل التواصل، فقد اقترح بعض الناشطين على النائب شامل روكز، الموقع على «نداء الثورة» ان يعلن استقالته من النيابة وسط الجماهير يوم السبت، وقال له أحدهم في شريط مسجل: «لا نريدك نائبا في الثورة، بل نريدك رئيسا للجمهورية…».
وأضاف «إذا أردت الاستقالة من مجلس النواب، استقل من ساحة الشهداء وسط الحشود يوم السبت الساعة الرابعة بعد الظهر».
ورد النائب روكز، على أصحاب الدعوة للاستقالة شاكرا نصيحتهم وقائلا: طولوا بالكم شوي، الثورة بتطلع موجات موجات «حتى تصبح ثورة، طولوا بالكن شوي حتى نقدر نحشد الناس في كل المناطق، واذا لم يكن الحشد كبيرا يوم السبت، سيكون الحشد أكبر وأكبر لاحقا».
وزير الداخلية محمد فهمي دعا الى الالتزام بالسلمية في التظاهرات، وقال: أنا أكون معكم، لكن الاستفزاز ممنوع وقطع الطرقات ممنوع. وعن التحركات أمام القصر الجمهوري ومقر رئاسة المجلس في عين التينة، قال فهمي: إن التعرض لرئيس الجمهورية ولرئيس المجلس النيابي أمر غير مقبول.
وقد سجلت ليلا حركة اعتراضية أمام سراي الحكومة في طرابلس احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتفاقمة، تخللها قطع الأوتوستراد لبعض الوقت.
وقال دياب خلال جلسة مجلس الوزراء، الأوضاع المعيشية صعبة، وهذا يعطي بعض خصوم الحكومة فرصة لاستهدافها، والتحريض على النزول الى الشارع وقطع الطرقات واستفزاز القوى الأمنية والصدام مع الناس واستثمار كل نقطة دم للتحريض على الحكومة.
وفي هذا السياق، اكد قائد الجيش العماد جوزف عون من الشمال ان الجيش ليس عدو شعبه بل يحميه ويحمي المتظاهرين، ومسؤولياتنا مشتركة في الحفاظ على السلم الأهلي وعلى أمن المواطنين.