عاد فيروس «كورونا» الى صدارة الاهتمامات في لبنان، مع الارتفاعات المتتالية لعداد وزارة الصحة، التي سجلت 63 اصابة امس الاول، توزعت بين 34 اصابة لبنغلادشيين يقيمون في مجمع سكني بمحلة رأس النبع في بيروت، وتشكل امتدادا لحالات ظهرت قبلا، و18 إصابة بين لبنانيين في «مجدل عنجر» (البقاع) و15 إصابة في مزبود (الشوف)، وقد جرى إقفال هاتين البلدتين وعزلهما امام حركة الدخول والخروج، بالإضافة الى اصابة عسكري وثلاث اصابات في عداد الوافدين.
وزير الصحة الدكتور حمد حسن، تفقد بلدة مجدل عنجر، وشدد على إلزامية وضع الكمامات في المرحلة المقبلة كشرط ضروري وخط أحمر، لافتا الى ان الحجر الإلزامي، لم يعد وجهة نظر بل ستكون هناك ضوابط وغرامات مالية، وقال: الكمامة تزيل خطر العدوى بنسبة 98%، وهدد قائلا: عندما نجد ان الأسرة في المستشفيات الحكومية امتلأت وغرف العناية الفائقة أقفلت، سوف نذهب الى الإقفال العام لفترة غير قصيرة. وامام سلبية تجاوز الإصابات الـ 1086 حتى مساء الجمعة، فإن ثمة ايجابيتين ظهرتا حتى أمس، الأولى تمثلت بوقف عداد الوفيات عند الرقم 26، والثانية ان الإصابات معروفة المصدر والمكان، ما يسمح بتتبعها وتطويقها. ومع تمديد التعبئة حتى الثامن من حزيران/ يونيو، تبقى الشواطئ والمراكز التجارية ودور السينما مقفلة حتى إشعار آخر.
على المستوى السياسي، الوضع ليس أفضل بكثير، لكن سجلت بعض الانفراجات على مستوى علاقات رئيس الحكومة حسان دياب مع محيطه الطائفي والسياسي، اذ لبى مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان دعوته للإفطار في السراي الكبير، حيث مقر رئيس الحكومة، بحضور وزير الداخلية محمد فهمي، وقد حرص دياب على استقبال المفتي عند مدخل السراي، وأقيمت له التشريفات الرسمية، وصباح اليوم سينتقل رئيس الحكومة بموكب رسمي الى دارة المفتي في محلة عائشة بكار ليصطحبه الى مسجد محمد الأمين (صلى الله عليه وسلم) في ساحة الشهداء، ليؤديا صلاة العيد معا، والتي يستتبعها عادة قراءة سورة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري المجاور للمسجد.
وعلى صعيد الانفراجات أيضا، زار دياب عين التينة، والتقى الرئيس نبيه بري مجددا، في جلسة وصفت بالمريحة والفاصلة بين صفحة ساخنة تكونت خلال جلسة مجلس النواب الأخيرة في قاعة «الأونيسكو»، وبين صفحة التعاون المجلسي المستجد بينهما. وقد تناول دياب مع بري التعيينات المرتقبة في حاكمية مصرف لبنان، ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية، تحسبا لطرح التعيينات على جلسة مجلس الوزراء الجمعة المقبل، كما سيصار الى تعيين مدير عام جديد لوزارة الاقتصاد والتجارة يليها تباعا تعيين مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان.
وفي بعبدا نقل زوار الرئيس ميشال عون عنه قوله انه كان من الخطأ اقامة رابط عضوي بين الليرة والدولار، وان الاتكال على صندوق النقد الدولي وحده لا يكفي.
في غضون ذلك أبرز إعلام التيار الوطني الحر قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس والتحرير «ان لبنان ليس بين خياري الاستسلام والجوع، وهو قادر على الانتصار من دون ان يجوع». وكان نصر الله يرد بذلك ضمنا على نائب التيار الوطني زياد اسود الذي ربط استمرارية البندقية بحماية الناس من الجوع.
وهنا تقول قناة «او تي في» الناطقة بلسان التيار، انه على صعيد الخلاف الذي حكي عنه بين التيار وحزب الله، تأكد المؤكد في الساعات الماضية، وعلى وقع اللقاء بين النائب جبران باسيل والحاج وفيق صفا، وخلاصته بين التيار والحزب تفاهم استراتيجي لكن الجانبين ليسا نسختين متطابقتين عن بعضهما بعضا، فهما يلتقيان على مبدأ الدفاع عن سيادة لبنان وحمايته في وجه العدوين الإسرائيلي والإرهابي، ويبقى الاختلاف في الرأي طبيعيا، حول أولوية مقاربة بعض ملفات بناء الدولة الذي يعتبره التيار اولوية حيوية.
لكن بمراجعة ما أدلى به عضو قيادة التيار ناجي حايك امس، في أعقاب خطاب الرئيس بري، وتغريدته عبر تويتر، تبدو الصورة اكثر اختلافا، فحايك الذي كشف في مقابلة تلفزيونية عن تطويق «عناصر مسلحة» بسيارات ذات زجاج مغشى، وعلى طريق المطار، شاحنة تنقل مواد مهربة من المرفأ، وهي مصادرة من رجال الجمرك، «وتهديدهم» والاستيلاء عليها بقوة السلاح وإبعاد رجال الجمرك من المكان، عاد وغرد أمس قائلا: «لما كشافة حركة أمل اسمها كشافة الرسالة الإسلامية، وكشافة حزب الله اسمها كشافة المهدي، ما فيك يا استاذ نبيه تحكينا عن قانون انتخابات، على اساس لبنان دائرة واحدة، ولا عن التطور العلماني للدولة. الشباب بدهم بلدية «الحدث» على نموذج بلدية «حارة حريك»، حيث جرت مصادرة أرض تخص فخامة الرئيس وصار عليها بناية ومن الحب ما بلع…».