أمس كان اليوم الأول بعد رفع الإقفال اللبناني العام بوجه كورونا، لكن اجراءات العزل وحصرية ساعات التجول، وسوى ذلك من مستلزمات مكافحة هذا الوباء ستبقى متلازمة مع الحركة اليومية من الخامسة صباحا حتى السابعة مساء.
وحفل نهار أمس بسلسلة تحركات واتصالات، بدايته الجلسة الثانية للمفاوضات عن بعد بين وفد لبنان وفريق صندوق النقد الدولي، تلاها لقاء رئيس الحكومة حسان دياب مع سفراء الدول الداعمة للبنان، حيث أبلغهم التزام لبنان بالإصلاحات المطلوبة، ضمن مهل بين 15 يوما و12 شهرا.
وكان الرئيس دياب تحدث في كلمة بعد اجتماع اللجنة الوزارية الذي أعلن فيه اعادة فتح البلد، عن إشادة صحيفة «الواشنطن بوست» بآداء حكومته، في مواجهة كورونا، لكن إذاعة «صوت لبنان» التابعة لحزب الكتائب المعارض، استحضرت مقال «الواشنطن بوست» الصادر في 13 أيار/ مايو الجاري، ليتبين ان تقرير الصحيفة أورد ما هو أكثر من الإشادة بالنجاح، حيث ذكر ان لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، وان المودعين يرون في أم العين مدخراتهم تتبخر وان الليرة التي حافظت على سعر صرف ثابت تجاه الدولار منذ العام 1997، فقدت 60% من قيمتها في غضون أسابيع قليلة، وان البطالة بلغت مستويات عالية وان 45% من العائلات تعيش في عوز مدقع..
اما بالنسبة لردود الفعل على مطالعة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الدفاعية عن سياساته ومعها سياسة العهد، فقد لاحظت المصادر المتابعة إعلانه الاستعداد لتحسين العلاقة مع اي طرف خارجي او التلاقي الموضوعي مع اي طرف داخلي، اذا اقتضى الأمر لمساعدة البلد على النهوض، وذلك يعني من وجهة نظره القبول به رئيسا خلفا لعمه الرئيس عون الحاضر عندئذ لاختصار ولايته.
بيد ان النائب رولا الطبش عضو كتلة المستقبل النيابية، غردت بما لا يخدم توقعات باسيل، قائلة: «يتحدث عن الطاقة وكأنها ملك ابيه، يطلق الشعارات وكأن هناك من يصدقه، يثرثر بسخافة، زمن الحكواتي قد ولى، يرتدي عباءة الطهارة وهي تنضح قذارة، يتوعد إذا لم تتحقق طلباته والفاشية صارت من التاريخ، يا نائب، أنت لا تتحدث إلى الماشية، فالأمور لم تعد ماشية»!
قناة الجديد وفي تقييم لمطالعة باسيل رأت أن «المضمون لا غبار عليه سوى أنه جاء متأخرا عن موعده 15عاما كشريك مضارب في السلطة ومطالعته، كانت ستصنف عظيمة لو أنه قلب الطاولة منذ اللحظة الاولى».
ويمكن استرشاف مدى التماسك الحكومي حيال كل هذه المستجدات في اجتماع مجلس الوزراء المقرر في بعبدا اليوم حيث سيلعب الخلاف على تعيين محافظ جديد لبيروت ونواب لحاكم مصرف لبنان دورا أساسيا في الدفع باتجاه تاجيل التعيينات.
وقد اجتمع أمس أركان الطائفة الأرثوذكسية، من نواب ووزراء، وفاعليات دينية وسياسية في دار مطرانية بيروت، للمرة الثانية خلال هذا الشهر، وبحثوا في مشكلة تعيين محافظ بيروت، وأبلغوا وزراء الطائفة الحاضرين رفضهم اتجاه رئيس الحكومة حسان دياب الى تعيين مستشارته بيترا خوري محافظا للعاصمة، محل القاضي زياد شبيب، الذي ينتهي انتدابه اليوم، مع تحفظهم على اسم القاضي مارون عبود المدعوم من جبران باسيل، وهو ما يتحفظ عليه رئيس الحكومة أيضا.
وفي معلومات «الأنباء»، ان الاتجاه الأرجح لدى المجلس، هو لانتداب محافظ جبل لبنان محمد مكاوي لتصريف أعمال محافظة بيروت ريثما يتم التفاهم السياسي على المحافظ الأصيل.
إلى ذلك انطلقت أمس الجولة الجديدة من المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، بمشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي عرض الأرقام والوقائع المتعلقة بواقع المصرف المركزي.
وأعربت مصادر مصرفية عن خشيتها من تطور التباين الواسع إلى درجة التناقض بين حاكم مصرف لبنان ومن خلفه جمعية المصارف، وبين وزير المال غازي وزني والفريق الحكومي حيال معالجة الأوضاع المالية المتداعية أمام المفاوض الدولي ما من شأنه إضعاف الموقف اللبناني أكثر.