يعيش لبنان اصعب ظرف مر به منذ حرب السنتين، لكن الوضع المالي في حرب السنتين لم يكن كما هو الوضع حاليا، وقد ارتفعت الاسعار بشكل كبير جدا، ولاول مرة يشعر اللبنانيون بانهم يعيشون في الجوع الحقيقي والدولار لا سقف له، اذ يرتفع كل يوم 200 او 300 ليرة دون اي تدخل من المصرف المركزي غير القادر على صرف الاحتياط لديه، وفي ذات الوقت مطلوب من لبنان تغيير سياسته وفق معلومات اميركية المانية اوروبية، بأن على حزب الله قطع كل علاقاته بايران، وكذلك عدم العداء والتدخل في شؤون الخليج العربي، والاهم الوصول الى تجويع جمهور حزب الله وبالتالي بدء مفاوضات جديدة في وضع يكون فيه لبنان يعيش اصعب الظروف، لان اسرائيل تريد سحب صواريخ حزب الله من لبنان.
سقف الدولار ارتفع خلال اسبوعين 2000 ليرة ومع اعتقال نقيب الصرافين لم يصل احد الى نتيجة ذلك لان بيوت الصرافين غير القانونيين هي التي اصبحت مكاتب تصريف العملة في السوق السوداء، اما الصرافون الذين لديهم تراخيص فقد توقفوا عن العمل واعلنوا ان ليس لديهم دولارات ولا يمكنك ايجاد دولار في السوق بسهولة لان المصارف لا تعطي دولارات، ومع ذلك في السوق السوداء سعر الدولار ما بين 4500 ليرة الى 4100 ليرة ويتوقع مراقبون ماليون ان يكون سعر الدولار الاسبوع القادم 5000 ليرة.
هذا الامر سيجعل الشعب اللبناني يجوع وقد بدأ الجوع يسيطر على منازل كثيرة حتى ان الطبقة الوسطى تم الغاؤها فهناك 4 بالمئة من الاغنياء والاثرياء و96 بالمئة كان بينهم 50 بالمئة فئة وسطى الغيت نهائىا واصبح الجميع فقراء. كما ان في الافق ليس من حل في لبنان ذلك يجب اجراء الاصلاحات بسرعة كبيرة كي يحصل لبنان على قرض من صندوق النقد الدولي وكي يحصل على قرض مؤتمر سيدر 1 وهو 11 مليار دولار ونصف وكي يحصل من البنك الدولي الذي قد يكون 10 ملايين دولار لكن لا احد يريد مساعدة لبنان فعليا، طالما ان الاصلاحات لم تحصل في لبنان كما هو مطلوب بسرعة ذلك ان مرور 100 يوم على تأليف الحكومة دون اجراء اصلاحات خلال 15 يوم بعد نيل الثقة واحالتها الى المجلس النيابي لاقرارها خلال 15 يوما، وهكذا تكون كل الاصلاحات حصلت وبدأ ضخ الاموال الى لبنان وتوقف النزيف وارتفاع الدولار وبالتالي وقف موجة الجوع حيث ان الاسعار لا يمكن مراقبتها من مركز حماية المستهلك وهي ترتفع مع ارتفاع الدولار محزن وضع لبنان في ظل هذه الاجواء. وفخامة رئيس الجمهورية دعا رؤساء اللجان النيابية الى لقاء كي يؤدي ذلك الى الاسراع في اجراء الاصلاحات، لكن الكتل النيابية ليست محمسة لذلك هناك كتل نيابية ترفض الشروط الغربية التي يريد البنك الدولي وصندوق النقد فرضها على لبنان البنك الدولي لن يساعد مطلقا قبل حصول اصلاحات وفق ما كتبته صحيفة نيويورك تايمز عن مندوبها الاقتصادي للشرق الاوسط الموجود في دبي اما صندوق النقد فيريد اجراء الاصلاحات تدريجيا على ان يبدأ بدفع مليار كل شهرين اذا قام لبنان باجراء اصلاحات اما مؤتمر سيدر 1 الذي خصص للبنان 11 مليار ونصف والرئيس الوحيد مهتم بلبنات رغم ازمة الكورونا التي ادت الى اصابة عشرات الاف من الفرنسيين وادت الى صرف نظر الرئيس الفرنسي ماكرون عن اي مشكلة خارجية والالتفات الى الوضع الداخلي بعد انتشار كورورنا، لكن فرنسا ما زالت على موقفها لمساعدة لبنان انما لديها مشاكل داخلية فرنسية اهمها مكافحة مرض الكورونا الذي انتشر في فرنسا انتشارا رهيبا وكبيرا.
السيطرة على الودائع في المصارف
اما فكرة السيطرة على الودائع الكبرى في المصارف او على قسم منها هي فكرة خطيرة جدا، ولا يمكن ان تمر في لبنان انما المشكلة هي الذي كان معه ثلاثمئة مليون دولار واربعمئة مليون دولار او مليارات الدولارات استطاعوا تهريب اموالهم خارج لبنان بنسبة 43 مليار دولار خرجوا الى الخارج، في الوقت الذي كان لبنان يتلقى 7 مليارات دولار هي رواتب العاملين في الخليج توقفت كليا من الوصول الى لبنان والخطر الكبير الذي سيكون هو وضع اليد على قسم من الودائع حيث هناك قانون يتم وضعه وهو فرض ضريبة عالية على الودائع اكثر من نصف مليون دولار لا بل مصادرة تقريبا 33 بالمئة من هذه القروض، اما الطبقة السياسية الغنية التي تملك اكثر من 227 مليار دولار خلال 30 سنة الماضية فقط قامت بتهريب اموالها الى سويسرا ولوكسمبورغ حيث هناك السرية المصرفية ومن اجل مساعدة لبنان قامت سويسرا برفع السرية المصرفية عن اموال السياسيين اللبنانيين بطلب لبناني جرى الغاء رفع السرية المصرفية عن السياسيين اللبنانيين، وهكذا بدأ الكشف امام الرأي العام اللبناني عن الاموال التي يملكونها واغلاق الباب الذي فتحته سويسرا لمحاربة الفساد في لبنان عبر الكشف عن اموالهم التي هي بالمليارات فيها.
الازمة الاقتصادية الى اين
اذا استمر ارتفاع سعر الدولار الى خمسة الاف ليرة واذا بقي الوضع مغلق للمحال التجارية وغيرها فان لبنان قادم على الافلاس وعلى كل حال الوضع اليوم شبه افلاس في لبنان. لبنان في مشكلة كبرى ولبنان يعيش اصعب ازمة في تاريخه فماذا سيفعل الحكم والحكومة والمجلس النيابي لمعالجة الوضع حتى الان لا شيء.