بدا واضحاً أمس أنّ اللبنانيين ملّوا الحجر المنزلي وإجراءات العزل فهرع بعضهم إلى محال الثياب ينتظر دوره لشراء سلعة قد تكون غير ضرورية. لكن المؤشر السلبي لا يكمن في حركة الأسواق الإيجابية، وإنّما في النتائج الايجابية لفحوص كورونا المستجد، بحيث ازدادت أرقام المصابين في الأيام الأخيرة بوتيرة متصاعدة سريعة، ولو أنّ أرقام وزارة الصحة العامة لا تعبّر عنها تماماً. ففي أرقام الأمس، أكثر من 25 إصابة أكثرها من المقيمين وبينهم 13 عسكرياً في المحكمة العسكرية.
وأظهر تصريح لوزير الصحة حمد حسن حجم الخطورة اللاحقة من فقدان لبنان تصنيفه بين أفضل الدول التي تمكّنت من احتواء الفيروس، إذ إنّ ازدياد أعداد القادمين من دول الانتشار وتفاعلهم مع ذويهم، إضافة إلى عودة الاختلاط مع تخفيف الإجراءات في الداخل، يدفعان إلى وقوع مزيد من الإصابات.
وقد أعلن حسن أنّه “إذا بقيت نتائج إصابات فيروس كورونا مرتفعة سأطلب من مجلس الوزراء إقفال البلد 48 ساعة”. وسرت أخبار عن إمكان اتخاذ قرار بما يشبه حظر التجول من الجمعة إلى الاحد المقبلين إذا تبيّن في الأيام الثلاثة المقبلة أنّ تخفيف الإجراءات ولّد فلتاناً غير مضبوط بالشروط الصحية الضرورية.
إلى ذلك، قرّر اجتماع اللجنة الوزارية لعودة اللبنانيين، الذي رئسه الرئيس حسان دياب عصراً في السراي في حضور نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، ووزراء الداخلية محمد فهمي، والصحة حمد حسن، والإعلام منال عبد الصمد، والشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، ومستشارة الرئيس دياب للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، ومدير الشؤون السياية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، ورئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، وبعد تقييم المرحلة الثانية من عودة اللبنانيين، تخفيض عدد الرحلات في المرحلة الثالثة من إعادة المغتربين”.
وقالت مستشارة رئيس الحكومة الدكتورة بترا خوري لـ”النهار” إنّ “ما نراه اليوم من تفلت وعدم التقيّد بالإجراءات الوقائية خطير وسيزيد من الإصابات”.
من جهته، غرّد وزير التربية طارق الجذوب عبر تويتر قائلاً: “كما ذكرنا سابقاً، نتابع من كثب المعطيات الصحية، ونقاربها بمسؤولية وتعقّل. صحة التلامذة والأساتذة والاداريين، أولوية الأوليات لدينا. الرأي قبل شجاعة الشجعان، فلا داعي للمزايدات!”.
وجاءت تغريدة وزير التربية تعليقاً على الضجة المثارة حول عودة التلامذة إلى المدارس وإجراءات التعقيم والوقاية المتوافرة في المؤسسات التربوية، خصوصاً في المدارس التي تحوي صفوفها ما بين 35 و40 تلميذاً في الصف الواحد. وهذا ما يجعل المقارنة مع دول أوروبية تعاود التدريس قريباً، أمراً غير منطقي، إذ لا يسمح النظام التربوي بوضع أكثر من 20 تلميذاً حدّاً أقصى في الصف.
وفي الأرقام، أظهرت فحوص PCR أجريت في الساعات الأخيرة لعدد من عناصر في الشرطة العسكرية في مقرّ المحكمة العسكرية أنّ نتائج 13 منهم إيجابية.
وبنتيجة المتابعة، تبيّن أنّ أحد عناصر الشرطة العسكرية عاد من مأذونيته من القيطع- عكار إلى الخدمة من دون أن تظهر عليه أي عوارض فيروس كورونا باعتبار أنّ إجراءات متخذة للوقاية ومنها التعقيم وقياس الحرارة. وأثناء وجوده في مقرّ المحكمة العسكرية حيث مكان خدمته أبلغ أن والده أجرى فحص PCR وجاءت النتيجة إيجابية فابلغ المسؤول العسكري في المقرّ، وتولّى الجهاز الطبي العسكري إجراء فحوص للعديد الموجودين، فجاءت نتائج 13 منهم إيجابية فيما جميع الباقين سلبية. وسيعاود هذا الفحص عليهم بعد أربعة أيام، ووضع الجميع في الحجر، علماً أنّه لم تظهر عوارض الفيروس على الذين جاءت نتائج فحوصهم إيجابية.
في غضون، ذلك حضر فريق طبي من وزارة الصحة إلى مقرّ المحكمة العسكرية وأخضع الموقوفين في النظارة التابعة للمحكمة لفحص الـPCR على أن تظهر نتائجها في الساعات المقبلة.
واعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تسجيل 3 حالات إيجابية أمس، وعدم تسجيل أي حالة شفاء، وأن لا حالات حرجة في العناية المركزة.
وفي محافظة عكار، بيّنت فحوص الـPCR للـ50 عينة التي أخذها فريق وزارة الصحة الطبي والتمريضي قبل يومين من عدد من أبناء بلدة جديدة القيطع، ثبوت إصابة 6 أشخاص جدد بفيروس كورونا، أتت نتائج فحوصهم إيجابية، إلى 6 آخرين مشتبه باصابتهم بانتظار إعادة إجراء فحوصهم للمرة الثانية. وبذلك يرتفع عدد المصابين في البلدة إلى 15 شخص حتى الآن.
وفي الشويفات، أوضح المكتب الإعلامي للبلدية أنّه “في اطار الخطة التي وضعتها خلية الأزمة لمواجهة فيروس كورونا، وبعد التبليغ عن إصابة شخص بالفيروس، وهو من سكان عرمون، ونجله يشغل محلا تجاريا في دوحة الشويفات، قرب جامع الأزهر، وحرصا على عدم تفشي الفيروس، توجهت الفرق المختصة إلى المحلة، وتم اتخاذ إجراءات وقائية لأشخاص مخالطين للمصاب، وهم من الموظفين في المحل، عبر الطلب إليهم بالإلتزام بالحجر المنزلي، تمهيدا لإجراء فحوص الـPCR لهم. كما جرى إغلاق المحل بعد تعقيمه وتعقيم محيطه. كما طلب ممن تواصل واحتك بالمصاب حجر نفسه والإلتزام داخل بيته والتواصل مع البلدية لاجراء الفحوصات اللازمة”.
وتوجهت بلدية البابلية، بنداء إلى أهالي البلدة، جاء فيه: “بعد التثبت من إصابة الشاب “م. ج” بفيروس كورونا المستجد، ندعوكم إلى إقفال المقهى وكل أماكن التجمعات والتزام المنازل، وأخذ الحيطة والحذر حرصا على سلامتكم وسلامة عائلاتكم. كما ندعو كل شخص خالطه أو خالط المقربين منه، إرسال اسمه على رقم البلدية أو رقم الدكتور حسين حطيط 03717535، لإجراء الفحص المخبري PCR الضروري، للاهتمام والمعالجة. ونطلب من كل من يعرف عن حالة مشكوك بأمرها إبلاغنا فورا لأجراء المناسب.