تنطلق المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع، وسط انقسامات حول جدوى الخطة الاقتصادية الإنقاذية وتداعياتها المرتقبة والتي بدأت تتظهر من خلال عملية خلط أوراق واسعة النطاق، في ضوء تطورات الأوضاع في سوريا، وانكشاف جوانب أساسية من مصادر الفساد العاصف بالبنيان المالي والاقتصادي.

ووسط حذر حزب الله من شروط الصندوق الدولي السياسية قبل المالية، تحدثت صحيفة «اللواء» المستقلة عن استياء، رئيس الحكومة حسان دياب من محاولات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التملص من خطة الإنقاذ التي أقرها مجلس الوزراء، في وقت رفع فيه رئيس لجنة المال والموازنة المنتمي لذات التيار، ابراهيم كنعان هذه الخطة الى المجلس النيابي، مع المطالبة بإدخال تعديلات عليها وحذف عناوين منها، وكأن وزراء التيار لم يشاركوا بمناقشتها وإقرارها.

ويبدو ان مجلس الوزراء الذي تقرر عقده في القصر الجمهوري يوم الثلاثاء المقبل، بدلا من السراي الحكومي، سيدخل التعديلات المطلوبة، وكان الرئيس ميشال عون أكد أمام زواره ان التفاوض مع صندوق النقد الدولي ضروري، مشيرا الى انه قد يكون على لبنان القبول ببعض الشروط القاسية.

وثمة من يتساءل عن مبرر عدم ارتياح دياب الى تدخلات باسيل، مقابل توتر العلاقة بين دياب وبين مطرانية بيروت الأرثوذكسية، حول تغيير محافظ بيروت الأرثوذكسي، والذي يعكس طبيعة العلاقة غير الودودة بين بعبدا والمطرانية المتحفظة على تجاهل حقوق الأرثوذكس في مناصب الدولة، هذا التوتر تفجر حينما أوفد دياب مستشاره الإعلامي خضر طالب الى المطران الياس عودة لينفي له صحة ما ينقل عن لسان رئيس الحكومة.

وتقول مصادر متابعة «الأنباء» ان كبير المطارنة الأرثوذكس كان يتوقع دياب شخصيا، أسوة بأسلافه، وكانت الصدمة عندما قال المستشار طالب للمطران عودة، ان ما نقله ايلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب، عن دياب كاذب! فاستغرب عودة، هذا التعبير، وأجابه بما معناه: وما أدراني أن يكون ما تقوله أنت كذبا؟ وترى المصادر المتابعة الأمور اللبنانية بمنظار اقليمي أوسع، فوليد جنبلاط الشهير بسعة رؤياه السياسية، تحدث في تغريدة أخيرة قائلا: ترعرت على فكرة القومية العربية والحلم العربي الكبير، والآن أقول بأننا سنترحم على سايكس بيكو.. «والتي وزعت المنطقة العربية بين فرنسا وبريطانيا منذ 100 سنة ونيف، ما يوحي بأننا أمام اتفاقية جديدة من توقيع ترامب – بوتين.

وتدلل المصادر على هذا المنحى بخلط الأوراق داخليا. ومن ذلك دخول بهاء الدين الحريري على خط العمل السياسي في لبنان من بوابة المنتديات الشعبية الثورية، حيث قال في بيان: «ان العودة بعد كورونا ستكون لمعالجة واقع الانهيار الذي خلفته جائحة بشرية من صنع منظومة الفساد والجشع».

وسارع قياديون في تيار المستقبل الى الرد على بهاء، ومنهم الدكتور مصطفى علوش الذي غرد قائلا: استاذ بهاء، من أين أتتك هذه الغيرة المفاجئة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك، وكنا نتمنى لو شاركتنا يوما بقراءة الفاتحة على ضريحه!ودخل الوزير السابق وئام وهاب على الخط، لينوه بجدية بهاء الحريري، مشيرا الى ان سعد الحريري انتهى سياسيا بقرار كبير.