اللقاء حول الخطة الاقتصادية في بعبدا غدا، محور الحراك السياسي، من يحضر ومن يقاطع ومن يرسل ممثلا عنه، وسط تصعيد من كتلة المستقبل التي اعتبرت ان المكان الطبيعي لاطلاع الكتل النيابية على البرنامج الاقتصادي والمالي للحكومة هو مجلس النواب، لا القصر الجمهوري، ليرد المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري بالقول ان اجتماعات عدة سبقت عقدت في القصر الجمهوري بحضور الرئيس سعد الحريري.
وردا على الرد قالت كتلة المستقبل، انها لا يمكن ان تحجب حق رئيس الجمهورية بالدعوة الى اجتماع او لقاء، لكن من حقها وواجبها ان تتساءل عن جدوى اجتماع مخصص لعرض خطة الحكومة الاقتصادية على رؤساء الكتل، وهي منوطة أصلا ودستوريا بالحكومة، ولا تذكر كتلة المستقبل انها شاركت في اجتماع للكتل النيابية في بعبدا لمناقشة خطة حكومية بعد إقرارها في مجلس الوزراء وإعلانها من قبل رئيس مجلس الوزراء، وأخذ الرأي بالخطة يكون قبل إقرارها، لا بعده.
وأضافت: وبالنسبة لتحملنا المسؤولية فقد استجبنا لدعوة الناس بالاستقالة، وربما من المفيد ان تتذكر الرئاسة مسؤولية من عطل الإصلاحات، وأفشل مؤتمر «سيدر» ومازال يمنع اهم خطوة إصلاحية لها وهي الكهرباء، في إشارة ضمنية الى دور جبران باسيل، وأشارت الكتلة الى سلسلة الخطوات الاعتباطية في إدارة علاقات لبنان مع المجتمعين العربي والدولي.
وخلصت كتلة المستقبل الى القول: «ككتلة نيابية سنواصل الدفاع عن دستورنا ونظامنا البرلماني في مجلس النواب».
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن لبنان اتخذ قرارا بمساعدة نفسه، متوقعا الحصول على دعم دولي مواز يساند بلاده في الخروج من النفق الحالي.
وقال عون، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية امس، إن أزمة لبنان الحالية لها 3 وجوه، تركت جميعها تداعيات كارثية على الواقع اللبناني، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية الخاطئة على مدى فترة طويلة مترافقة مع فساد في السلطة وترهل إداري، مما أفقد المواطن اللبناني ثقته بالدولة.
مصادر متابعة أوضحت لـ «الأنباء» أن فكرة اللقاء أطلقها البطريرك بشارة الراعي في زيارة أخيرة إلى بعبدا، حيث ابلغ الرئيس عون أن غياب الزعامات السياسية عن أجواء خطه، بهذا الاتساع والأهمية ليس من المعتاد في السياسة اللبنانية، وبالتالي لن يساعد في الوصول إلى الغاية منها، وتشير المصادر إلى أن الخطأ الدعوة إلى اللقاء الذي سبق حصول مثله في بعبدا، انما في جعل الخطة الاقتصادية عنوانه إذا كان أحرى إعطاء اللقاء عنوانا تشاوريا بأمور عدة ومنها الخطة، لا ان تكون الخطة لحمة اللقاء وسداه، بحيث بدا للمنظمين ان الرئاسة تدعو رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الى وليمة بائتة.
ومن هنا كان التفاوت في التعاطي مع مسألة المشاركة بالخطة، فالرئيس سعد الحريري قرر عدم المشاركة، والرئيس نجيب ميقاتي اعتمد المشاركة من خلال نائب يمثل كتلته. أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي التقى الرئيس ميشال عون في بعبدا عصر أمس، فلن يشارك شخصيا هو الآخر.
أما القوات اللبنانية فتوصيفها اللقاء أقرب إلى توصيف جنبلاط من حيث شكلية الدعوة، وجوهرة أهداف صاحب فكرتها، منه إلى رؤية الرئيس سعد الحريري، وعليه فإن سمير جعجع لن يشارك شخصيا وسيمثله نائبه في رئاسة القوات النائب في البرلمان جورج عدوان او النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني.
ويبقى الملام عن موقف رئيس المجلس نبيه بري الذي هو رئيس كتلة التنمية والتحرير، ورئيس حركة أمل في آن معا.
والذي يعتقد البعض أن دعوة رؤساء الكتل النيابية للقاء في بعبدا بدلا من مقره الطبيعي في مجلس النواب وبتوقيت لقاء الاربعاء النيابي الذي ينعقد أسبوعيا في مقره الرئاسي، رسالة رئاسية على عنوانه.
فالرئيس بري لم يحسم حضوره، لكنه يعتبر ان اعتماد الخطة على صندوق النقد الدولي انتصارا لوجهة نظره، ومن هنا سيكون موقفه إيجابيا.