أماط المؤتمر الصحافي ظهر أمس للحاكم التنفيذي لجمهورية لبنان اللثام عن كيف تدار الأمور في حكومة حسان دياب، ومن يقرر فيها ويرسم لها الأهداف ويحدد الاجراءات ويكتب جدول أعمال مجلس الوزراء، بل كاد أن يتلو المقررات قبل انعقاد الحكومة.
وفي سياق ردود الفعل على كلام الوالي جبران باسيل الذي أعطى لنفسه الحق في تصنيف الناس بين آوادم وفاسدين، ونصّب نفسه مدعٍ عام وقاضي القضاة، متناسياً ما جنته يداه في وزارة الطاقة تحديدا وغيرها من الملفات التي فاحت منها رائحة الفساد والهدر والمحسوبيات وسوء الإدارة، خرجت الناس الى الشارع متحدية مخاطر الوباء بعد أن ضاقت بها سبل العيش.
وفيما كان باسيل قد رد ضمناً في كلامه امس على البطريرك الراعي، سألت مصادر كهنوتية عبر “الأنباء”: “هل أصبح النائب جبران باسيل في درجة من الغلو بلغ فيها مبلغ التحديد لبكركي ما يجب ان تفعله؟ هل نسي دورها الوطني فيما هو وسيد العهد يعدون العدة للاحتفال بمئوية لبنان الكبير الذي لبكركي الدور الاساس في قيامه؟ هل يدرك باسيل ان البطريك عريضة وقف الى جانب “الجبهة الاشتراكية الوطنية” بقيادة كمال جنبلاط في معركتها ضد الفساد حين اجبرت الرئيس بشارة الخوري على التخلي عن الحكم عام 1952؟”.
وبعد أن عددت المصادر دور البطاركة الحويك وعريضة وخريش، أضافت: “لربما باسيل يريد أن ينسى الدور الوطني للكاردينال نصرالله صفير المؤيد لاتفاق الطائف ويومها كان العماد ميشال عون ضد هذا الاتفاق، وبالطبع لا ينسى باسيل ما حصل لصفير على ايدي المشاركين في التظاهرة العونية التي اجتاحت بكركي إحتجاجا على تأييد سيدها للاتفاق ووقف الحرب. وها هو اليوم البطريرك الراعي على خطى أسلافه يصوب البوصلة الوطنية، ويسأل دياب أين تصحيح المسار؟ وأين الخطة الانقاذية التي وعدت بها؟ فمن تريد الإصلاح الحقيقي عليه بالإبتعاد عن السياسات الكيدية والتشفي لغايات لم تعد خافية على أحد”.
الى ذلك اعتبرت مصادر معارضة ان “المؤتمر الإستباقي للنائب باسيل والإقتراحات المتشعبة التي لفت اليها، شكلت خطوة تراجعية ملفتة بعد فشل تياره في تمرير اقتراحات المشاريع التي تخدم توجهاته السياسية في الجلسة التشريعية، ما دفعه الى فتح النار على حاكمية مصرف لبنان من خلال الرئيس دياب وبالوكالة عنه. وإذا صحت المعلومات المتداولة بأن السفيرة الأميركية نصحت باسيل بوقف الحملة على رياض سلامة فهذا يعني أن باسيل أصبح أسير هواجسه الرئاسية وما تفرض عليه التحضيرات لخلافة عمه الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية”. ورأت المصادر المعارضة أن “النقاط التي أثارها باسيل في مؤتمره الصحافي ستكون بمجملها على جدول أعمال مجلس الوزراء غدا الثلاثاء”.
مصادر تيار المستقبل ردّت بعنف على ما جاء في المؤتمر الصحافي لباسيل ووصفته في إتصال مع “الأنباء” بـ”المرشد الأعلى الذي يأخذ دور الرئاستين الأولى والثالثة، وهو الذي يحدد جدول الأعمال ويتلو المقررات قبل إنعقاد جلسة الحكومة، وهو الذي يختصر معظم الوزراء في الحكومة وخاصة الوزراء المحسوبين على تياره السياسي الذين لا يقطعون خيط قطن بدون مشورته”.
واستغربت المصادر أن “يتولى باسيل بنفسه الإعلان عن فشل التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 4 وقوله “البلوك رقم 4 مش لبييّ، وسد بسري مش لأمي، والمشاريع التي يضغط لتنفيذها مش لبيت جدي”.
وخلصت مصادر المستقبل الى القول، “إذا كانت كل هذه المشاريع لا تخصه، فلماذا لا يكلف وزير الطاقة بالحديث عنها أو رئيس الجمهورية الذي دشن عملية الحفر في عزّ تفشي وباء كورونا؟”. وأكدت مصادر “المستقبل” أن “لا أحد يستطيع إستجداء رضى الناس بالكذب عليهم، فحبل الكذب قصير”. كما أكدت أن “لا سكوت بعد اليوم على حملة الإفتراء التي يقودها باسيل ودياب ضد المستقبل ومن يقف وراءهم”.
مصادر مراقبة شبّهت في حديث لـ “الأنباء” الحملة على سلامة “بالحملة على قائد الجيش جوزيف عون في أعقاب ثورة 17 تشرين، وتحميله مسؤولية عدم قمع المتظاهرين، ومطالبته فتح الطرقات بالقوة في محاولة للايقاع بين المتظاهرين والجيش، واليوم يريدون التضحية برياض سلامة ليكون كبش فداء لمؤامرتهم وسرقة المال العام مع ما يستتبع ذلك من هدر وفساد وانقلاب على الطائف والحاق لبنان بمنظومة دول الممانعة”.
في الشأن الصحي يشهد هذا الأسبوع تخفيفا لاجراءات التعبئة العامة على عدة مستويات مع التشديد على عدم الاكتظاظ وضرورة التباعد والابقاء على الحجر الصحي المنزلي. وفي السياق نفسه طلبت وزارة الصحة عبر “الأنباء” من الجميع التقيد بتعليمات الوزارة لجهة الاستمرار باجراءات الوقاية العامة والتعقيم واستخدام الكمامات والكفوف في المرافق العامة وخاصة مع استئناف المرحلة الثانية من عودة المغتربين، وتوقع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا.