الموقف عالي النبرة الذي خرج به رئيس الحكومة حسان دياب بعد جلسة مجلس الوزراء في بعبدا امس الاول، لم يتجاوز التكهنات السياسية بأن كيل القوى الداعمة للحكومة قد طفح من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بسبب تعاميمه المتفادية للعقوبات المالية الأميركية على «حزب الله» والتي أخذت كحجة عليه في ضوء نتائجها السلبية على سعر صرف الليرة اللبنانية وعلى الاقتصاد اللبناني عموما.
وقد لاحظ البطريرك الماروني بشارة الراعي أن ثمة من يريد جعل سلامة كبش محرقة الهدر والفساد ونهب المال العام، وأطلق تحذيره الشهير، كما نقلت صحيفة «الجمهورية» نصيحة فرنسية بعدم التهور في إقالة سلامة.
ووجه دياب انتقادا شديدا على غير المعتاد إلى رياض سلامة، مشككا في أدائه بعد هبوط حاد لليرة اقترب من الـ 4 آلاف ليرة ودفع لبنانيين للاحتجاج.
وحذر رئيس الحكومة من أن السيولة لدى البنوك التي تعاني أزمة سيولة أصلا «بدأت في النفاد»، إذ تخارجت ودائع لبنانية بقيمة 5.7 مليارات دولار من النظام في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير.
في المقابل، نقل موقع «مسقبل ويب» عن سلامة عزمه الاستجابة لدعوة رئيس الحكومة وكشف الحقائق بالأرقام.
وتصدى الرئيس سعد الحريري للرد بعنف على دياب حيث قال: لم يعد هناك ما يبرر اعتصامي بالصمت، بعد وجبة الأخطاء الاولى التي تناولها اللبنانيون على مائدة الاخطار في قصر بعبدا، وجبة لا تقيم حسابا لما بعدها وتعلن الانقلاب بلغة عسكرية.
وأضاف: كلام خطير يتلاعب على عواطف الناس وقلقهم المعيشي، يتبرأ من التقصير الفادح الذي تغرق فيه الحكومة من رأسها الى اخمص القدمين. انها مرحلة الانتقام، يكلفون رئاسة الحكومة توليها.
بعدما أغرقتها بشبر من التهديد والوعيد. برافو حسان دياب لقد أبليت بلاء حسنا. انهم يصفقون لك بعدما وجدوا فيك شحمة على فطيرة العهد القوي.
فكيف تغيب عنك الجهة التي تبيت بنصف الدين العام من خلال دعم الكهرباء. ان هناك انقلابا يرمي مسؤولية الانهيار على حاكم مصرف لبنان. وتوجه الى اللبنانيين بالقول: لا تقدموا لتجار الهيكل فرحة الانقضاض على النظام الاقتصادي الحر.
في الأثناء، تحرك الدولار في السوق السوداء عند حدود الـ 4000 ليرة، وتوقف الصرافون المعتمدون عن العمل الجمعة والسبت والأحد بقرار من نقابتهم، بينما حدد سعر دولار التحويل من الخارج بـ 3625 ليرة.