فيروس كورونا مازال متقدما على هواجس اللبنانيين، كونه يهدد الصحة العامة والحياة، لكن رغم غياب التقديرات الطبية لموعد رحيله المرتجى مع اطلالة فصل الصيف، فإن الحكومة اللبنانية تبدو منشغلة اكثر بمرحلة ما بعد كورونا، مرحلة الاقتصاد المتداعي، والديون العامة، والعلاج على طريقة «داوني بالتي كانت هي الداءُ».
فالخطة الاصلاحيــــة التي يروج لها تعتمد نظام «الهيركات»، اي القضم من اموال المودعين في المصارف ومن ديون الدولة للمصارف من دون فرز الغث من السمين، المودع الذي وضع جنى العمر في المصرف الذي يثق به ليعينه على ما بقي له من عمر، والمودع الذي نهب وسرق وارتشى من اموال الدولة واملاكها وقوانينها العرجاء.
اصحاب الودائع العاديين متوجسون من «الهيركات»، خصوصا ان «القصّ» يستهدف الودائع ما فوق الـ 100 الف دولار او حمل المصارف في الداخل والخارج على التنازل عن 50% من الدين المستحق مع فصل الفوائد، كما واشراك اصحاب الحسابات ما فوق المليون دولار بالمساهمة في اطفاء جزء من الدين.
وتشمل هذه الخطة: اصلاح المالية العامة واعادة هيكلة الدين الداخلي والخارجي وهيكلة المصارف الخاصة ومصرف لبنان وتحرير سعر صرف الدولار. من جهته، الرئيس ميشال عون وفي معايدته للبنانيين لمناسبة عيد الفصح قال: زمن الآلام مهما طال فالقيامة جوهر ايماننا.
رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال في سلسلة تغريدات: منذ تشكيل الحكومة وهي تعد بخطة انقاذ اقتصادية، وبناء عليه قررنا اعطاءها فترة سماح، فإذا بها تتجه الى خطة انتحار مبنية على مصادرة اموال اللبنانيين المودعة في المصارف.
وشدد الحريري على ان فترة السماح التي اعطيناها لا تعني بأي شكل من الاشكال السماح للحكومة او من يقف خلفها بتغيير طبيعة النظام الاقتصادي او بوضع اليد على جني اعمارنا.
وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول الموضوع عينه فقال: هكذا تقوم حكومة اللون الواحد بمصادرة اموال الناس وتصنيفهم ومحاكمتهم وفق معايير غير قانونية وغير سياسية، وصولا الى محاولات تطويع طائفي ومذهبي للاطاحة باتفاق الطائف والسيطرة المطلقة على البلد.
بدوره، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الحكومة الى خطوات اصلاحية قادرة على ترجمتها فورا، وتساءل: كيف للدولة ان تمس جيوب الناس ومدخراتها قبل ان تقفل ابواب ومزاريب الهدر الموجودة في اداراتها على صعيد فيروس كورونا، سجلت امس 10 حالات جديدة، فارتفعت الحصيلة الى 619.
وحطت في مطار رفيق الحريري الدولي 4 طائرات إحداها آتية من الكويت وعلى متنها 123 راكبا لبنانيا معظمهم من العائلات بعضهم انتهت مدة اقامتهم، وهناك 500 لبناني تواصلوا مع السفارة من اجل العودة.