الكرةُ الأرضية «قلبٌ واحدٌ» يرتجف أمام غزوة فيروس كورونا المستجد، الذي لن يكون ما بعده كما قبْله بعدما هزّ الديناميات الاقتصادية والجيو- سياسية، وفي داخل الدول مشهديةُ «يداً واحدة» في محاولةٍ لوقْف أو منْع كابوس «القبور المفتوحة» الذي تكرّ سبحته، وحتى بين بلدان الوزن الثقيل قفْزٌ فوق «سباق قيادة العالم» لمصلحة أولوية هزيمة «عدو البشرية».
واقعٌ يسود المعمورة ولكنه يكاد ألا يجد مكاناً له في لبنان الذي يبدو كأن له «جاذبيته» الخاصة التي تجعله يدير حتى أخطر الأزمات «العالمية» بحساباتٍ الصراعات والحسابات المحلية الضيّقة والمحاصصة. وفيما كان عدّاد كورونا يسجّل أمس 21 إصابة جديدة ارتفعت معها الإصابات إلى 412 وحالة وفاة جديدة زادت معها حصيلة الضحايا إلى 8 (مقابل شفاء 27)، وُضع لبنان أمام اختبارِ مدى القدرة على تطبيق قرار منْع التجوّل بين السابعة مساء والخامسة صباحاً من ضمن التشدُّد الردعي في تطبيق «التعبئة العامة» التي مُددت حتى 12 نيسان، وسط التزامٍ كبيرٍ شهدتْه غالبية المناطق قي أول ليلة (الجمعة – السبت) وبقيتْ «خاصرتُه الرخوة» الحركة النهارية التي تستعيد نشاطاً مثيراً للقلق في بلدٍ يصارع تجنُباً للوقوع في قبضة المرحلة الرابعة الأكثر فتْكاً في انتشار «كورونا».
ومن خلْف ظهْر الاهتمام بمحاولة فرْض الانضباط تحت سقف «إلزموا منازلكم» الذي تَرافق مع تمديد قفل مطار رفيق الحريري الدولي والمرافئ البحرية والبرية، وتدشين وزارة الصحة، تطبيقاً الكترونياً لتعقب عوارض الفيروس من اجل تعريف الافراد على وضعهم الصحي والحد من الهلع الذي يسببه انتشار الوباء، لاحَ مؤشران عكسا تَردُّد الحكومة في مقاربة بعض ارتدادات الأزمة التي أطلّت على لبنان قبل 38 يوماً، وهما:
* العشوائية التي ما زالت تطبع استحداث مراكز حجر صحي للمصابين ممن لا يحتاجون دخول المستشفى أو للمشتبه بإصابتهم، في حين يتيح عدم حسْم الحكومة في هذا الإطار استمرارَ المماطلة من بلدياتٍ سبق أن رفضت إقامة مراكز في نطاقها أو حتى دخول مصابين إلى منازلهم.
* ملف اللبنانيين في الخارج والراغبين بالعودة. وكانت بيروت بررت خيار «ابقوا حيث انتم» لأبنائها في الخارج، بعدم توافر آلية بعد لإخضاعهم قبل ركوب طائرات العودة لفحص PCR تلافياً لوجود مصاب قد ينقل العدوى إلى كل الركاب، وسط اتهام رئيس البرلمان نبيه بري، الحكومة بأنها «شكلت الشذوذ عن كل دول العالم»، منتقداً «أداءها الهمايوني» وداعياً لجلسة استثنائية لمجلس الوزراء، تقرر عقدها الثلاثاء المقبل، وصولاً لتفجيره «قنبلة» وإلا «سنعلّق تمثيلنا في الحكومة».
وفي السياق، قال رئيس الحكومة حسان دياب: «نحن مع العودة الآمنة لكل من يرغب من المغتربين اللبنانيين بعدما نالت الاجراءات المتخذة الثقة في الداخل والخارج».
وصرح وزير الخارجية ناصيف حتّي، أمس: «نأمل أن تتضح الثلاثاء كل التفاصيل المتعلقة بعودة اللبنانيين العالقين في الخارج».