يقترب لبنان من آخِر خطوط الدفاع أمام زحْف فيروس كورونا المستجد، الذي بات يسجّل قفزاتٍ يومية مخيفةً تشي بتضاعُف مرتقب لعدد الإصابات، الذي قفز إلى 248، بزيادة 18 حالة جديدة، بما يُنْذِر بأن الفيروس يوشك أن يتفلّت من كل الضوابط التي تسعى السلطات الرسمية لوضْعها.
وفي حين كان لبنان من أقصاه إلى أقصاه يشهد «حمايةَ» الجيش وسائر القوى الأمنية النسخة المتشدّدة من التعبئة العامة التي كانت أُعلنت الأحد الماضي عبر انتشار واسع على الأرض و«بلاغات» من الجو (عبر طوافات الجيش) في محاولةٍ لفرْض «حظر التجوّل» الذاتي الذي دعا إليه رئيس الحكومة حسان دياب في معرض حضّه المواطنين على التزام منازلهم والامتناع عن التجمّع، لم تهدأ المخاوف من «تَوَرُّم» كورونا في الجسم اللبناني المُنْهَك.
وفيما عَكس كلام دياب ليل السبت خطورة الوضع بقوله «نحن في خطر كبير وانتصارنا على الزحف الوبائي لا يكون إلا بتكامل وتفاعل بين الدولة والمجتمع والمواطن»، وسط إعلان وزير الصحة حسن حمد «أننا لم ننزلق إلى المرحلة الرابعة بعد ولكن التفلت في اليومين الماضييْن غير مقبول أبداً وإذا بقي التفلت سنصل إلى نفق مظلم»، بدا أن لبنان «رَبَط الأحزمة» في ملاقاة المرحلة الأكثر دقة في معركته مع «كورونا».
كما شدد وزير الداخلية محمد فهمي على أنه «لن يعود باستطاعتنا احتواء هذا الوباء، تخطينا الاحتواء، سننزلق نحو المجهول إذا لم يكن هناك من قناعة ذاتية من كل مواطن لتخطي هذه الأزمة».
وأكد انه «سيتم قمع أي مخالفة تهدد السلامة العامة، وسنطبق القانون على الجميع»، وأشار إلى أن هناك تنسيقاً تاماً بين أجهزة الدولة لتنفيذ الإجراءات المتخذة.
ودعت وزارة الصحة، جميع الحالات التي تم فحصها في مختبرات خاصة غير معتمدة، وجاءت نتيجتها إيجابية ولا يعاني غالبتها من أعراض مرضية، التزام الحجر الصحي المنزلي التام ريثما يتم تأكيد التشخيص بالفيروس أو نفيه.